عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر يوجه رسالة لإمام وخطيب مسجد الشيخ زايد بأبو ظبي بعد هجومه على البخاري.. ويؤكد درسوا بالأزهر ولكنهم "جهلة".. وأستاذ علم حديث: التخصص مطلوب "هو إحنا غلطنا في البخاري".. بهذه الجملة يبرر الكثيرون، عبر العقود الماضية، عدم وقوعهم فى الخطأ، معتبرين أن الخطأ الأكبر هو" الغلط في البخاري" غير أن تلك الجملة، دون أن يعي أحد، خلقت حصانة لا مثيل لها للبخاري دون غيره من المحدثين، الأمر الذي جعل التعرض له شيئا مرفوضا، رغم أنه بشر والخطأ عليه وارد. الساعات الماضية شهدت واقعة من وقائع الهجوم على كتاب البخاري، وبطلها هذه المرة، إمام وخطيب مسجد الشيخ زايد بأبو ظبي، الداعية وسيم يوسف، قائلا: "الإمام البخاري رجل عظيم أصاب وأخطأ، وإن له أحاديث تسيء للمصطفى عليه السلام وزوجاته". الداعية استكمل هجومه على البخاري، مطالبا بإعادة النظر في البخاري، بالتأكيد على أنه لا يجب أن يكون بهذه العصمة منذ 1200 عام، غير أن حديث إمام وخطيب مسجد الشيخ زايد فتح حالة من السجال، على مواقع التواصل الاجتماعى، ما بين مؤيد ومعارض، الأمر الذي نستعرض معه موقف رجال الدين من كتاب البخاري، وهل فعلا يتضمن الداعية استكمل هجومه على البخاري، مطالبا بإعادة النظر في البخاري، بالتأكيد على أنه لا يجب أن يكون بهذه العصمة منذ 1200 عام، غير أن حديث إمام وخطيب مسجد الشيخ زايد فتح حالة من السجال، على مواقع التواصل الاجتماعى، ما بين مؤيد ومعارض، الأمر الذي نستعرض معه موقف رجال الدين من كتاب البخاري، وهل فعلا يتضمن أحاديث تخالف القرآن، وما حقيقة قول البخاري بأن النبي حاول الانتحار؟ اخترنا هيئة كبار العلماء، كأعلى مرجعية سنية فى العالم العربي والإسلامي، للوقوف على موقفها عبر أحد أعضائها، بما ورد على لسان إمام وخطيب مسجد الشيخ زايد، وحقيقة ورود أحاديث للبخاري تسيء للرسول عليه السلام، فأكد الدكتور محمود مهنى، عضو الهيئة، أن كتاب صحيح البخاري أصح الكتب بعد كتاب الله، وأن المشكلة الأساسية ليست فى كتاب صحيح البخاري، وإنما فى تصدر غير المختصين وغير المؤهلين لمهمة قراءة أحاديث البخاري، حسب قوله. كلام خطيب مسجد الشيخ زايد غير صحيح وأضاف عضو هيئة كبار العلماء ل"التحرير"، أن حديث إمام مسجد الشيخ زايد حول وجود أحاديث للبخارى تسيء للرسول، صلى الله عليه وسلم، بأنه حاول الانتحار، أمر غير صحيح، فالبخاري لم يقل إنه حاول الانتحار، بل وصف المشهد، مؤكدا أن خلال فترة توقف الوحي لمدة 15 يوما ذهب الرسول على قمة جبل حراء من أجل أن يظهر له جبريل عليه السلام، وخلال وجوده على قمة الجبل تصور الأمر لعموم الناس بأنه كان ينوي الانتحار، وهذا ليس بصحيح، بل من أجل لقاء جبريل، عليه السلام. ويرى جمهور الفقهاء، كتابي "صحيح البخاري وصحيح مسلم" أصح كتابين بعد كتاب الله تعالى، وأن البخاري أصح من صحيح مسلم، و«صحيح البخاري» هو أبرز كتب الحديث النبوي عند المسلمين من أهل السنة والجماعة، واستغرق مؤلفه الإمام محمد بن إسماعيل البخاري في تحريره ستة عشر عاما، وانتقى أحاديثه من ستمئة ألف حديث جمعها، ويعتبر أحد كتب الجوامع، وهي التي احتوت على جميع أبواب الحديث من العقائد والأحكام والتفسير والتاريخ والزهد والآداب وغيرها. وتابع: "المولى عز وجل، أراد أن يعاتب الرسول عليه السلام، فأوقف نزول الوحي 15 يوما نتيجة لقيام النبي بالرد على اليهود عن أسئلة وجهت له بأنني سأجيب عليكم غدا، ولم يقل إن شاء الله، فذهب الرسول إلى الجبل في محاولة منه للقاء جبريل وذلك للرد على أسئلة اليهود، ولوصف البخاري للمشهد بأنه كان يتردد يوميا على قمة الجبل، فهم البعض أن البخاري قال إن النبي، صلى الله عليه وسلم، حاول الانتحار، وهو لم يقل ذلك بل وصف المشهد، وفى نهاية المطاف التقى النبي جبريل ونزل قول الله تعالي: (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إلا أن يَشاءَ الله)". وعن رده على تصريحات إمام وخطيب مسجد الشيخ زايد، أكد مهنى قائلا: "للأسف إحنا من علمناهم ودرسنا لهم، ولكنهم فشلة وجهلة". وعن صحة ما ورد من أحاديث عند البخاري، علق مهنى قائلا: "ما ورد من أحاديث فى كتاب صحيح البخاري، صحيحة مئة في المئة، ولكن الأزمة الحقيقية في أن البعض يفتقر لأمور كثيرة فى مسألة قراءة تلك الكتب، وبالتالى تصوراته تكون خاطئة بناء على فهمه القاصر لظاهر النصوص، فهو غير ملم بالمؤهلات العلمية واللغوية التي تجعله يستطيع فهم الأحاديث الفهم الصحيح، فالبخاري نفسه هو من حكم على الأحاديث الضعيفة بكتابه بأنها ضعيفة، وكذلك المرسلة، بأنها مرسلة". اتهامات للبخارى وهناك الكثير من الاتهامات التي وجهت للبخاري، دارت حول أن البخاري جمع الأحاديث بعد قرنين من وفاة الحبيب المصطفى، صلى الله عليه وسلم، فضلا عن أن البعض تساءل: لماذا يؤلف الإمام مسلم صحيح مسلم رغم أنه كان تلميذ البخاري، وهو جمع الصحيح، وكيف جمع 600 ألف حديث في 16 سنة، وكذلك ما ورد عن اتهام البخاري بقوله بخلق القرآن، وأيضا وفاته قبل أن يكمل كتابه. الحديث عن البخاري، يتطلب بل ويحتم الرجوع إلى موقف أساتذة علوم الحديث، للوقوف على حقيقة ما نسب للبخاري من اتهامات، فأوضحت الدكتورة سهير طلب، أستاذة الحديث وعلومه بالأزهر، أنْ ليس كل رجل دين أو عالم مؤهلا لقراءة كتب الحديث، فالتخصص شرط أساسي للحكم على كتب الأحاديث وهل هى صحيحة أم لا؟ علم الحديث