لا يستطيع أحد أن ينكر أن الزمالك يقدم كرة جديدة ومختلفة هذا الموسم في مختلف البطولات حتى وإن صادفه سوء توفيق في بعض المباريات إلا أنه يقدم أداءً ممتعًا ساعات سعيدة عاشتها جماهير نادي الزمالك بعد الأداء الرائع الذي قدمه الفريق الأول لكرة القدم بالنادي خلال مواجهة جورماهيا الكيني في الجولة الخامسة من دور المجموعات ببطولة الكونفدرالية الإفريقية، التي انتهت بفوز القلعة البيضاء برباعية نظيفة، خاصة أن المستوى الذي قدمه لاعبو الزمالك في اللقاء أعاد هتاف "يا زمالك يا مدرسة لعب وفن وهندسة" ليس للمدرجات فقط، ولكن على صفحات السوشيال ميديا الزملكاوية والاستوديوهات التحليلية أيضًا والتي لم تستطع إخفاء استمتاعها بالأداء الذي قدمه أبناء ميت عقبة بقيادة المدير الفني السويسري كريستيان جروس. ورغم أن المدير الفني السويسري تعرض لانتقادات حادة بعد تعادل الزمالك أمام الجيش في الدوري، ونصر حسين داي، وبترو أتليتكو في القاهرة، لكنه أظهر براعة واقتدار شديدين في إدارة الفريق خلال مباراتي بترو أتليتكو في أنجولا، ومباراة جورماهيا الأخيرة، التي لم يختلف الأداء فيها عن الذي نشاهده في الدوريات الأوروبية، ورغم أن المدير الفني السويسري تعرض لانتقادات حادة بعد تعادل الزمالك أمام الجيش في الدوري، ونصر حسين داي، وبترو أتليتكو في القاهرة، لكنه أظهر براعة واقتدار شديدين في إدارة الفريق خلال مباراتي بترو أتليتكو في أنجولا، ومباراة جورماهيا الأخيرة، التي لم يختلف الأداء فيها عن الذي نشاهده في الدوريات الأوروبية، ولم يقلل من جمال اللقاء إلا الحالة السيئة لأرض الملعب. الداهية أداء الزمالك في لقاء جورماهيا تميز بالسهولة، وهو ما جعل المباراة ممتعة للمشاهد، بل إن الجماهير البيضاء لم تكن ترغب في انتهاء اللقاء لأن الفريق ظهر منظمًا، ووضح الترابط والانسجام والتعاون بين جميع خطوطه، وهذا هو دور الجهاز الفني للفريق الذي استطاع بقيادة السويسري كرستيان جروس، الذي خلق هذه الحالة، ولم يشعر الجمهور بغياب بعض العناصر الأساسية عن الفريق مثل إبراهيم حسن ومحمود عبدالمنعم كهربا، بل على العكس فإن البدلاء، وهما الثنائي حميد أحداد وأحمد سيد زيزو استطاعا أن يقدما مباراة على أعلى مستوى فنيًا وبدنيًا، وساهما في أهداف الفريق وكانا مصدر خطورة خلال شوطي اللقاء حتى استبدالهما، وهي أمور تحسب للمدرب الذي يجهز كل اللاعبين بشكل جيد ويختار الأوقات المناسبة لمنحهم الفرصة. أيضًا ظهيرا الجنب عبدالله جمعة وحمدي النقاز التزما تماما بالدور الخاص بهما سواء دفاعيًا بالتعاون مع محمود علاء الذي أصبح أفضل مدافع في مصر وهداف الدوري المصري ومحمود الونش الذي بدأ يستعيد مستواه، وهو ما قلل من خطورة الفريق الكيني على مرمى الزمالك، كما قاما بدورهما الهجومي بشكل رائع، وكون النقاز جبهة يمنى قوية مع زيزو، وكذلك عبد الله جمعة مع أحداد في الناحية اليسرى. التألق ويحسب للمدير الفني للزمالك وجهازه المعاون الحالة البدنية والفنية التي ظهر عليها الفريق وبالتحديد حالة زيزو وأحداد لا سيما وأن الأول انضم للفريق خلال فترة الانتقالات الشتوية بعد فترة غياب عن الملاعب امتدت عدة أشهر وتحديدا من شهر أغسطس الماضي لكنه انسجم سريعا مع الزمالك وأصبح من العناصر المؤثرة بالفريق خلال فترة قصيرة ويعرف جيدا كيف يستغل إمكانياته سواء السرعة أو المهارة وكذلك رؤية الملعب بشكل جيد، واستطاع أن يكون جبهة قوية مع حمدي النقاز الظهير الأيمن للفريق، وهو ما جعله مصدر خطورة دائما، ومنحته جماهير الزمالك أفضل لاعب في مباراة جورماهيا. حميد أحداد أيضًا استطاع استغلال الفرصة التي منحها له جروس، وقدم مستوى أكثر من رائع في الناحية الهجومية، وكان شريكا أساسيا في أكثر من هدف في لقاء الأمس بالإضافة إلى تسجيله هدف الفوز في مرمى بترو أتلتيكو في الجولة الرابعة، كما قام بدوره الدفاعي ومساندة عبدالله جمعة في الناحية اليسرى بشكل جيد، وهو ما كان يفتقده الزمالك في وجود كهربا، ولم يشعر أحد أن هذا اللاعب كان بعيدًا عن المباريات منذ بداية الموسم، بل إنه كان قريبًا من الرحيل عن صفوف الفريق، لكنه خلال مباراتين فقط أظهر قدرات كبيرة جعلته من أهم العناصر في الفريق. الموسيقار ترابط خطوط الزمالك والتزام كل لاعب بالدور المكلف به ساهم كثيًرا في ظهور الأداء بالشكل الممتع الذي شاهدته الجماهير، حيث قدم خط وسط الزمالك مباراة رائعة، واستطاع فرجاني ساسي أن يقدم واحدة من أفضل مبارياته مع القلعة البيضاء، وكأنه موسيقار يعزف سيمفونية موسيقية رائعة على المسرح أمام الجماهير ومباراة بعد أخرى يؤكد النجم التونسي أنه يلعب كرة القدم من أجل المتعة، وتشعر معه أن الأمور بسيطة وسهلة داخل الملعب، وهو ما جعله معشوق جماهير القلعة البيضاء وقد توج هذا الأداء بهدف رائع خلال مباراة الأمس. القائد طارق حامد أو القائد كما يلقبه زملاؤه في الفريق وجماهير القلعة البيضاء أيضًا قام بدور دفاعي كبير جدًا لمساندة الخط الخلفي مع تقديم الدعم لزملائه في الناحية الهجومية أوقات كثيرة من المباراة، وهو ما منح حرية وراحة لساسي وأوباما لتقديم مباراة رائعة، حيث تخلى يوسف أوباما عن الاستعراض والفردية في الأداء التي سيطرت عليه في بعض المباريات وتعاون مع زملائه وأحرز هدفًا من أجمل أهداف اللقاء بعد جملة رائعة بينه وبين ساسي. وعمر السعيد والأخير قدم مستوى رائعا، وكان محطة مهمة لزملائه في الثلث الهجومي، وصنع العديد من الفرص، كما سجل الهدف الرابع للأبيض. الإدارة الزمالك لم يتميز فقط في المستوى الفني والبدني ونجاح جروس في هذه الناحية، بل هناك أيضًا نجاح لإدارة الكرة في الزمالك منذ تولي أمير مرتضى منصور ملف الإشراف على الكرة، وبات واضحًا أن هناك أسلوبًا جديدًا في إدارة هذا الملف عن السنوات السابقة في كل شيء سواء من حيث حسم ملف الصفقات بهدوء أو في التعامل مع الأزمات، ولعب أمير دورًا كبيرًا في حسم صفقتي خالد بوطيب وأحمد سيد زيزو دون ضجيج والثنائي قدما مستوى متميزا مع الفريق، وكان لهما دور إيجابي مع الفريق منذ انضمامهما. ورغم توقع الكثيرين إن حالة الاستقرار التي يعيشها الزمالك منذ بداية الموسم ستتأثر بعد التعادل مع الجيش ونصر حسين داي وبترو اتلتيكو، وأن رئيس النادي سيطيح بالجهاز الفني، ويهاجمه في البرامج إلا أن هذا لم يحدث وقام المشرف على الكرة باحتواء غضب رئيس النادي بعد هذه العثرات، بل إن الأخير أعلن صراحة استمرار الجهاز الفني حتى نهاية الموسم، وتراجع عن معاقبة اللاعبين والخصم من مستحقاتهم ورصد مكافآت لهم في حالة تحقيق الفوز في المباريات، وبالفعل قام بمنحهم هذه المكافآت بعد الفوز على بطل أنجولا وكذلك مباراة جورماهيا. حتى في أصعب الأزمات وهي موقف كهربا مع الجماهير تعاملت إدارة الكرة وإدارة النادي بمنتهى الحزم والعدل مع اللاعب رغم أنه من أهم وأخطر العناصر بالفريق، حيث تمت معاقبته واستبعاده من قائمة مباراة بترو أتلتيكو، وجلس احتياطيا في لقاء جورماهيا. أمير مرتضى قام بإبعاد الفريق عن أي مؤثرات خارجية، وأتى هذا الأمر بثماره سريعًا فبعد أن تضاءلت فرص الفريق في بطولة الكونفدرالية بعد أول 3 جولات، وفقد الجميع الأمل في التأهل أصبح الآن متصدرًا للمجموعة، وعلى بعد خطوة واحدة من الصعود للدور التالي، لكنها في ذات الوقت خطوة صعبة بكل تأكيد حيث يحتاج الفريق للفوز أو التعادل مع نصر حسين داي الجزائري على ملعب الأخير ضمن منافسات الجولة الأخيرة من دور المجموعات وهي مباراة لن تكون سهلة في ظل رغبة المنافس في التأهل أيضًا. الروح من أهم العوامل التي ساهمت في عودة الزمالك سريعًا للأداء الجيد هو روح اللاعبين وإصرارهم على العودة سريعًا، حيث ظهر هذا في لقاء بترو أتلتيكو في أنجولا التي حسمها الزمالك لصالحه بهدف دون رد، واستمرت هذه الروح في لقاء الأمس أمام جورماهيا، وبات واضحًا حالة الانسجام والحب بين جميع اللاعبين سواء الأساسيين أو البدلاء.