«إيران فوق بركان»، أول كتاب للأستاذ فى عهد فاروق.. و«خريف الغضب» كان ردًّا على السادات.. كشف أسرار العلاقة بين مبارك وأشرف مروان.. وأول من قال عن السيسي «مرشح الضرورة» صاحب علاقة فريدة ونادرة الحدوث، فقليل ما تظهر صلة قوية بين رئيس دولة وصحفي، عمل بأغلب المؤسسات الصحفية فى القاهرة، وترأس مجالس إداراتها، أشهر صحفي ليس بمصر فحسب بل فى العالم العربي، سجّل بأحرف من نور عديدًا من المؤلفات فى كثير من القضايا المحلية والعربية، ويعد من المراجع الرئيسية التي لا بد من العودة إليها في كثير من القضايا العربية، وعلى رأسها قضية الصراع الفلسطيني مع الكيان الصهيونى، إذ كتب 40 مؤلفًا، ملامح ومحطات عن رحلة الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، الذى فارق الحياة بجسده فى مثل هذا اليوم لعام 2016، تاركًا مؤلفاته نبراسًا للأجيال الحالية. محمد حسنين هيكل، المولود في 1923، استطاع وبجدارة لسنوات أن يجعل من جريدة «الأهرام» خلال ترأسه مجلس تحريرها، نيويورك تايمز العالم العربي، في الفترة التي أعقبت ثورة 1952، وحتى نشوب حرب التحرير 1973. ذكرى وفاته فى ذكرى وفاة الأستاذ نرصد أبرز مؤلفاته، التي أسهمت فى رسم المشهد السياسى محمد حسنين هيكل، المولود في 1923، استطاع وبجدارة لسنوات أن يجعل من جريدة «الأهرام» خلال ترأسه مجلس تحريرها، نيويورك تايمز العالم العربي، في الفترة التي أعقبت ثورة 1952، وحتى نشوب حرب التحرير 1973. ذكرى وفاته فى ذكرى وفاة الأستاذ نرصد أبرز مؤلفاته، التي أسهمت فى رسم المشهد السياسى فى البلاد، وفى تشكيل وجدان أجيال عدة، عاصرها الأخير طالت أواخر الأسرة العلوية "محمد على" وصولا إلى 7 رؤساء حكموا البلاد، ظل فيها "هيكل" حاضرًا فى المشهد بآرائه التحليلية ومؤلفاته لقضايا عدة أسهمت فى كشف الغموض عن ملابسات بعضها. قضايا الوطن والأمة العربية وعبر "هيكل" عن آرائه فى القضايا، التى شغلت الرأى العام المحلي والخارجي فى مقالات كثيرة ومؤلفات عدة، أبرزها: «إيران فوق بركان، فلسفة الثورة وأكتوبر 1973 السلاح والسياسة وأقباط مصر ليسوا أقلية ومصر والقرن الواحد والعشرون - ورقة في حوار و1995 باب مصر إلى القرن الواحد والعشرين وأزمة العرب ومستقبلهم، الانفجار حرب الثلاثين سنة 1967، خريف الغضب، قصة بداية ونهاية أنور السادات، المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل - الأسطورة والإمبراطورية والدولة اليهودية، ولمصر لا لعبد الناصر، وعند مفترق الطرق، حرب أكتوبر ماذا حصل فيها وماذا حصل بعدها». إيران فوق بركان حمل هذا العنوان "إيران فوق بركان" أول كتاب منشور للأستاذ هيكل عام 1951 ، وهو الكتاب الوحيد له في عهد الملك فاروق، والكتاب يحوي ثمانية فصول، ضمتها 185 صفحة من القطع الصغير، ويضم بين دفتيه صورة للأستاذ هيكل مع آية الله أبو القاسم كاشاني، والكتاب حصيلة شهر عاشه هيكل في إيران، على أثر مقتل رئيس وزرائها الجنرال علي رزم آراه. عني المؤلف برصد الحالة التى تمر بها طهران وقتئذ، بعدما سافر إلى إيران بكل أنحائها من الشمال إلى الجنوب، والتقى بأبرز السياسيين، فأخرج أول مؤلفاته فى صورة لاقت استحسانا وقبول كثيرين، فكان كتابًا حسن الحظ مع قرائه، وكان من أكثر الكتب رواجًا في تلك الأيام. "أزمة المثقفين" هو الكتاب الثالث للأستاذ محمد حسنين هيكل، وقد صدر سنة 1961، الكتاب أقرب إلى أن يكون ملفًا يحوي مجموعة من المقالات، متطرقًا إلى كثير من الأمور فى 163 صفحة، احتوى على 7 فصول، عنونت بعناوين مختلفة، هل هناك أزمة.. ومتى بدأت.. وكيف تطورت؟ ولماذا فتحت المناقشة في هذا الموضوع؟ والمطالبة بعودة الأحزاب وعودة الحياة النيابية، وأهل الثقة وأهل الخبرة وحكاية المفاضلة بينهم، وثورة فلاحين وعمال، وما دور القطاع العام وما غايته؟ والاتحاد القومي. الانفجار.. حرب الثلاثين سنة 1967 من ضمن مؤلفات هيكل، توثيق ثلاثين عامًا قبل نكسة 1967، ذكر فيه تفاصيل عديد من الوقائع والمشاهد خلال تلك الفترة، وعلى الرغم من أن الكتاب تناول المراحل التى مرت بها البلاد خلال تلك الفترة، فإنه أكد بقاء الإرادة العربية، قائلا نصًّا: "ليس هناك شك فى أننا سنة 1967 واجهنا تجربة مزعجة مهما كانت التسميات لها: نكسة، هزيمة، أو أي وصف آخر، ذلك لأن الهزيمة تعنى تسليم طرف -بالكامل- إلى طرف آخر، فإذا رفض هذا الطرف أن يسلم، وهو مالك إرادته، فهو إذن غير مهزوم". خريف الغضب وفقا لما أشيع عمن عاصروا ميلاد ثورة 1952 حتى حرب 1973، عرف عن الأستاذ حبه الشديد وعلاقته القوية بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وعلى النقيض موقفه من السادات، فروى هيكل فى كتابه "خريف الغضب" مجريات تسليم السادات الحكم مع رصد ملامح سياسته الداخلية والخارجية. بقي محمد حسنين هيكل 17 عامًا رئيسًا لتحرير جريدة الأهرام، إلا أنه أزيح من المنصب بعد وفاة جمال عبد الناصر، جراء هجومه على السادات، الأمر الذى دفعه إلى اعتقاله ضمن مجموعة من الاعتقالات عرفت باعتقالات سبتمبر 1981. مفاوضات العرب وإسرائيل الفصول الأولى من الكتاب تمثل مسرحًا للميادين التي جرت عليها “قصة المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل”، مؤكدًا أن “المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل” قصة واحدة، لكنها طويلة. والواقع أن الظروف والأجواء التي أحاطت بالقصة، امتدت قرب عبر سنوات طويلة تعاقبت عليها قوى ودول. وتطرق الكتاب الصادر عن دار الشروق، والمكون من ثلاثة أجزاء عن التغيير الجذري الذى وقع في العلاقة بين العرب والكيان الصهيونى. لم تكن الكتب سلاح هيكل الوحيد فى مواجهة بعض القضايا والمواقف السياسية، بل كانت المقالات ذراعه اليمنى فى مواجهة الأحداث، التى شهدتها البلاد خلال تلك الآونة، فكان للأخير مقالات عدة نشرت خارج البلاد، أبرزها المقالات التى حرص فيها الكاتب الصحفي على تفنيد الاتهامات التى وجهت إلى عبد الناصر ونظامه، فخرج من رحم تلك المقالات التى كتبها هيكل عام 1974 مدافعًا عن عبد الناصر كتابه: "لمصر لا لعبد الناصر". عبد الناصر فى مواجهة السادات أكد المؤلف أن ما كتب بشكل سيئ عن عبد الناصر ما هو إلا حرب لتشويه الزعيم الراحل بمعرفة النظام وقتذاك، وبمعاونة بعض أعداء عبد الناصر الخارجين من المعتقلات، بالتعاون مع قوى خارجية، حسب رؤية الكاتب. علاقة فاترة مع مبارك علاقة فاترة، ربطت بين هيكل والرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، تخللها لقاءات ومكالمات هاتفية عابرة، غير أن الأخير وصف نظام مبارك بأنه «هذا نظام شاخ على مقاعده»، كررها هيكل في موقفين منفصلين، وقت تولي الرئيس الأسبق، حكم البلاد، الأولى عند تضامنه مع الصحفيين عام 1995، في أثناء رفضهم القانون رقم 93، بتغليظ العقوبات في النشر، وأرسل لمجلس النقابة رسالته الشهيرة التي قال فيها عن نظام مبارك شاخ على مقعده، وكانت المرة الثانية خلال ندوة عقدها في مقر الجامعة الأمريكية في القاهرة نوفمبر 2002. وكان كتابه "مبارك وزمانه.. من المنصة إلى الميدان" مسرحًا لكشف ألغاز كثيرة عن مبارك ورموزه، ففى الحلقة الثالثة عشرة خلال عرض كتابه، خصص الحديث عن لغز أشرف مروان، الذي حيّر الكثيرين، وسر علاقته بمبارك، منوها إلى أن علاقته كانت غير طبيعية بالرئيس الأسبق. موقفه من الإخوان وفى معرض حديثه عن الإخوان وحكمهم البلاد، قال حسنين هيكل، إن أخطاء جماعة الإخوان المسلمين في مصر بعد الخروج من الحكم أفدح ألف مرة من أخطائها في أثناء الحكم، منوها خلال حديثه مع لميس الحديدي، في برنامج «مصر أين؟ ومصر إلى أين؟» على قناة «سي بي سي»، «الإخوان أثبتوا أنهم ليسوا حزبًا سياسيًا، وأنهم لا يعرفون معنى السياسة، وكان بإمكانهم الدخول في المعادلة الوطنية، لكن دون التحدث عن الخلافة أو المشروعات الخارجية والتركية». هيكل والسيسي وتأتي من أبرز مقولات الكاتب الراحل عن السيسى، وصفه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقت توليه وزارة الدفاع، ب«مرشح الضرورة»، مشددًا في حوار تليفزيوني، على أن السيسي مرشح الضرورة، وأن خلفيته العسكرية هي الأنسب لمصر.