محافظ كركوك حذر من إثارة النعرات في المدينة بعد رفع علم كردستان العراق على مقرات حزب طالباني، بينما دعا الحكومة العراقية الاتحادية إلى إرسال تعزيزات عسكرية عاجلة بعد أكثر من عام على إنزال علم كردستان العراق من مدينة كركوك إثر سيطرة القوات العراقية على المدينة في أكتوبر 2017، عاد علم الإقليم مرة أخرى مساء أمس، ليرفرف في المدينة مما أثار حفيظة الكثيرين الذين اعتبروا تلك الخطوة محاولة لتأجيج الوضع في المحافظة، واستهدافا للسلم الأهلي. فمساء أمس رفع حزب الاتحاد الوطني الكردستاني مجددا علم كردستان العراق على مقراته، واعتبر الحزب أن تلك الخطوة مطابقة للقانون والدستور ولا يوجد أي مانع قانوني من رفع علم كردستان فيها، وخرج العشرات من الكرد في شوارع كركوك مساء أمس في احتفالات للتعبير عن فرحهم بإعادة العلم. وأوضح الاتحاد في بيان له بعد رفع العلم "منذ وفاة الرئيس جلال طالباني، انزلنا كل الأعلام من مقراتنا بما فيها العلم العراقي واليوم نعيد رفع كلا العلمين الكردستاني والعراقي إضافة إلى علم الحزب"، بحسب "أخبار العراق". وتعقيبا على رفع العلم، حذر محافظ كركوك راكان الجبوري وهو من المكون العربي، من إثارة النعرات وأوضح الاتحاد في بيان له بعد رفع العلم "منذ وفاة الرئيس جلال طالباني، انزلنا كل الأعلام من مقراتنا بما فيها العلم العراقي واليوم نعيد رفع كلا العلمين الكردستاني والعراقي إضافة إلى علم الحزب"، بحسب "أخبار العراق". وتعقيبا على رفع العلم، حذر محافظ كركوك راكان الجبوري وهو من المكون العربي، من إثارة النعرات في المدينة بعد رفع العلم على مقرات حزب طالباني، فيما دعا الحكومة العراقية الاتحادية إلى إرسال تعزيزات عسكرية عاجلة من قوات الجيش العراقي إلى كركوك لقطع الطريق أمام كل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار المحافظة ، وطالب المسؤولين عن رفع العلم كردستان بإنهاء هذا المظهر للحفاظ على الأمن، وحملهم مسؤولية ما حدث وما قد يحدث. فتح «أجواء كردستان العراق».. هل ينهي الجمود بين بغداد وأربيل؟ وفي الوقت الذي اعتبر فيه الحزب الكردي أن الوضع قانوني، رأى المحافظ أن تلك الخطوة "تحمل مخالفات قانونية ودستورية من بينها خرق قرارات مجلس النواب ومحكمة القضاء الإداري، ولا يمكن القبول بخرق القوانين". سياسة الأمر الواقع الجبهة التركمانية اعتبرت أن رفع علم كردستان سيخلق الأزمات بين مكونات كركوك، وذكرت الجبهة في بيان لها "فرض سياسة الأمر الواقع في كركوك يخالف القانون والقرارات القضائية من خلال رفع علم الإقليم بالمحافظة"، معتبرة أنه "محاولة لتأجيج الوضع وخلق مشكلة جديدة بين مكونات المحافظة المتعايشة سلميا". وأضافت أن إدخال الأجهزة الأمنية بهذه المشكلات في الوقت الحاضر تشتت جهودها في مكافحة الإرهاب، مطالبة الجميع ب"الابتعاد عن سياسة خلق الأزمات". وطالبت "رئيس الوزراء والكتل السياسية بعدم التلاعب في كركوك كصفقات سياسية لتشكيل الحكومة وتكملة الوزارات على حساب أهالي كركوك"، وفقا ل"السومرية نيوز". وبعد الحديث عن وقوع مصادمات بين القوات الأمنية والمواطنين بعد رفع علم كردستان في كركوك، نفى الاتحاد الوطني الكردستاني وقوع أي صدامات، بينما أكد أن "العلم ما زال يرفرف فوق مقراتنا". لماذا تصمت «كردستان العراق» على توغل تركيا داخل أراضيها؟ منطقة التنازع تعد كركوك أبرز المناطق المتنازع عليها، وفق الدستور العراقي، إذ نص الدستور على أن تكون لكركوك، وبعض المناطق الأخرى وضعا خاصا لإدارتها، بالتشارك بين القوات الاتحادية وقوات البشمركة الكردية، لكن الكرد فرضوا الأمر الواقع بالسيطرة التامة على المدينة بعد انسحاب الجيش العراقي منها. وتعتبر كركوك من أقدم المحافظاتالعراقية غنى بالنفط، وتمثل خليطا من الأكراد والتركمان والعرب وقوميات أخرى، وظلت محل توتر مستمر بين الحكومة المركزية في بغداد وأربيل. وتمتد كركوك على مساحة عشرة آلاف كيلومتر مربع، وتبعد عن بغداد نحو 250 كيلومترا، ويقدر عدد سكانها بنحو مليون ونصف المليون نسمة، بين كرد وعرب وتركمان وقوميات أخرى. في كردستان العراق.. الرواتب مقابل النفط وتمتاز هذه المحافظة بمخزونها النفطي الهائل، وتشير التقديرات إلى أنها تنتج 40% من إجمالي النفط العراقي، و70% من الغاز الطبيعي الذي ينتجه العراق بوجه عام. ووضعت كركوك بموجب المادة 140 من دستور العراق الذي أقر في 15 أكتوبر 2005 ضمن ما تسمى المناطق المتنازع عليها بين السلطة المركزية في بغداد وإقليم كردستان العراق، وهي المناطق التي وصفها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في مؤتمر صحفي عقده في الثالث من أكتوبر 2017 بأنها مناطق محتلة من قبل الإقليم الذي استولى عليها منذ عام 2003 بشكل تدريجي، مستغلا انشغال القوات العراقية بمحاربة الإرهاب.