ألغت ألمانيا التجنيد الإلزامي في 2011، وهو ما تسبب في قلة عدد المتطوعين، الأمر الذي دفع أحد المشرعين الألمان إلى الاقتراح بتجنيد الأجانب لتعويض هذا النقص. في 2011 سعت ألمانيا إلى إضفاء الطابع المهني على قواتها المسلحة، حيث قررت إلغاء التجنيد الإلزامي، إلا أن قلة عدد المتطوعين بعد إلغاء التجنيد دفع ألمانيا إلى اللجوء إلى المواطنين الأجانب من غير الألمان من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى للالتحاق بقواتها المسلحة، بعد فشل محاولات سابقة للتراجع عن قرار إلغاء التجنيد الإلزامي، وهو القرار الذي أثار قلق دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، وخاصة دول أوروبا الشرقية الفقيرة، التي تخشي من أن تجذب ألمانيا المزدهرة أفضل مواهبها العسكرية. وأشارت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية إلى أن إيبرهارد زورن المفتش العام للجيش الألماني "البوندسفير"، اعترف مؤخرا بأن تجنيد المواطنين غير الألمان خيار مطروح على الطاولة. وقال زورن إن تجنيد المواطنين الأوروبيين هو أحد الخيارات الممكنة، مضيفا أن "البوندسفير" "يجب أن يبحث عن المجندين المناسبين، على سبيل وأشارت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية إلى أن إيبرهارد زورن المفتش العام للجيش الألماني "البوندسفير"، اعترف مؤخرا بأن تجنيد المواطنين غير الألمان خيار مطروح على الطاولة. وقال زورن إن تجنيد المواطنين الأوروبيين هو أحد الخيارات الممكنة، مضيفا أن "البوندسفير" "يجب أن يبحث عن المجندين المناسبين، على سبيل المثال، الأطباء أو خبراء تكنولوجيا المعلومات". وأفادت تقارير لوسائل الإعلام الألمانية بأن برلين قد تشاورت بالفعل مع حكومات الاتحاد الأوروبي الأخرى حول تجنيد مواطنيها، وأبدى بعضهم تحفظه خاصة دول أوروبا الشرقية، بسبب احتمال إغراء الشباب المتعلمين بالهجرة إلى ألمانيا. الجيش الألماني يدرس تجنيد مختصين من الخارج ويمتلك الجيش الألماني 182 ألف جندي، 12% منهم من الإناث، فيما كتبت صحيفة "دويتشه فيله" الألمانية "يعيش في ألمانيا الآن 530 ألف مواطن من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ضمن الفئة العمرية من 18 إلى 30 سنة، الذين يمكن تجنيدهم". ونقلت المجلة الأمريكية عن "دويتشه فيله" قولها إن "البوندسفير" قد لجأ بالفعل إلى توظيف المزيد من القُصّر أكثر من أي وقت مضى، ففي إجابة على طلب رسمي للمعلومات من حزب اليسار الألماني، قالت وزارة الدفاع إنه تم تجنيد 2128 من هم دون سن ال18 عاما كمتطوعين في الجيش في عام 2017، بما في ذلك 448 امرأة شابة. وأضافت الصحيفة الألمانية أن 90 من المجندين البالغ عددهم 2128، كانوا لا يزالون دون السن القانونية في نهاية فترة التدريب التي استمرت لمدة ستة أشهر، وهي زيادة كبيرة عن السنوات السابقة، حيث ارتفع عدد المجندين القاصرين إلى أكثر من ثلاثة أضعاف منذ عام 2011، عندما قام الجيش الألماني بتجنيد 689 شخصا دون السن القانونية بعد إلغاء التجنيد الإجباري. واعتمدت الحكومة الألمانية على مقاطع الفيديو على موقع "يوتيوب" لإقناع الشباب القصّر بالانضمام للجيش الألماني، وتؤكد الحكومة أنها تسير وفقا للمبادئ التوجيهية الدولية، التي تمنع تجنيد القصر دون سن الثامنة عشرة في أعمال قتالية. عسكرية وأمنية.. مهمتان رئيسيتان لألمانيا في 2019
وعلى الرغم من أن تجنيد الأجانب قد أثار مخاوف من أن تخلق ألمانيا جيشا من المرتزقة، فإنه أمر ليس بغريب أن تقوم الدول بتجنيد المواطنين الأجانب في جيوشها. أبرز مثال على ذلك بريطانيا، التي تستقطب مواطني دول الكومنولث الأخرى مثل أستراليا، كما يسمح جيش الاحتلال الإسرائيلي للأجانب مثل الأمريكيين بالخدمة في صفوفه، بالإضافة إلى ذلك يسمح الجيش الأمريكي للأجانب بالانخراط في صفوفه. وأشارت "ناشيونال إنترست" إلى أن ألمانيا لديها تاريخ في تجنيد الأجانب، حيث ضمت جيوش الإمبراطور فريدريك الأكبر في القرن 18 مجندين من جميع أنحاء أوروبا، وخلال الحرب العالمية الثانية، قامت الوحدة الوقائية النازية "شوتزشتافل" بتجنيد متطوعين من الدنمارك والنرويج ودول أخرى. جدار برلين الجديد يثير أزمة سياسية في ألمانيا ويعد التجنيد هو واحد من سلسلة من المشاكل التي ابتلي بها الجيش الألماني مؤخرا، فبعد إعادة تشكيله بعد الحرب العالمية الثانية، كان جيش ألمانياالغربية من أقوى الجيوش في حلف شمال الأطلنطي "الناتو"، بالإضافة لذك كان جيش ألمانياالشرقية واحدا من أكثر الجيوش كفاءة في حلف "وارسو"؟. إلا أن قوة "البوندسفير" أصبحت في طي النسيان الآن، حيث يعاني الجيش الألماني اليوم من مشاكل في تشغيل أسلحته، بداية من المقاتلات النفاثة مرورا بالغواصات وصولا إلى المدافع الرشاشة.