أكد صندوق النقد الدولي تأثر العالم بشكل كامل بالحرب التجارية بين الصينوالولاياتالمتحدةالأمريكية، إلا أن بكين قد تبدو المتضرر الأكبر منها، على الرغم من نفي مسؤوليها. تسعى الصين بشتى السبل لإنهاء معاناتها المستمرة مع الإجراءات التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال الأشهر القليلة الماضية بفرض تعريفات جمركية مختلفة على البضائع الصينية في الولاياتالمتحدة، وهو ما أحدث هزة واضحة على مستوى الاقتصاد القوي للعملاق الآسيوي. وعلى الرغم من محاولة مسؤولي الصين التعامل مع الأوضاع الحالية بوتيرة تبرز العامل النفسي، فإن تقرير صندوق النقد الدولي أوضح بالأرقام مدى التأثر المتوقع رؤيته في الأشهر وربما السنوات المقبلة على الاقتصاد الصيني بفعل الإجراءات التي اتخذتها الولاياتالمتحدة على مدار الأشهر الماضية. وخفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي، حيث بدأت التوترات التجارية بين الولاياتالمتحدة والشركاء التجاريين تؤثر على النشاط الاقتصادي في جميع أنحاء العالم.قيمة اليوان.. الصين تناور بآخر كروتها في الحرب التجارية مع ترامبوقال صندوق النقد الدولي إن من المتوقع الآن أن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3.7% وخفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي، حيث بدأت التوترات التجارية بين الولاياتالمتحدة والشركاء التجاريين تؤثر على النشاط الاقتصادي في جميع أنحاء العالم. قيمة اليوان.. الصين تناور بآخر كروتها في الحرب التجارية مع ترامب وقال صندوق النقد الدولي إن من المتوقع الآن أن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3.7% هذا العام والعام المقبل، بانخفاض 0.2% عن توقعات سابقة، وفقا لآخر تقرير توقعات الاقتصاد العالمي الصادر عن الصندوق. وأكد موريس أوبستفيلد كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي خلال خطاب معد سلفًا إن التوقعات السابقة تبدو الآن "مفرطة في التفاؤل" بالنظر إلى أن المخاطر الناجمة عن "المزيد من الاضطرابات في السياسات التجارية" أصبحت أكثر بروزًا خلال الوقت الحالي، في إشارة إلى الصراع الاقتصادي بين الولاياتالمتحدةوالصين. وأشار أوبستفيلد إلى أن هناك عدة عوامل أثرت بشكل رئيسي على الاقتصاد العالمي، مثل اتفاقية نافتا بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والمكسيك وكندا، والصراع التجاري الأمريكي والصيني، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي ومفاوضاته المستمرة مع بريطانيا حول البريكست والأوضاع الاقتصادية بعد خروج البلاد. وأضاف: "آثار السياسة التجارية وعدم اليقين أصبحت واضحة على مستوى الاقتصاد الكلي، بينما يتراكم الضرر على الشركات، خاصة أن السياسة التجارية تعكس الأوضاع غير المستقرة في العديد من الدول، مما يشكل مخاطر إضافية". ومن جانبه قال يي جانج محافظ البنك المركزي الصيني، أمس الأحد، إن بكين لا يزال لديها الكثير من الأدوات التي يمكنها استخدامها لمواجهة الآثار الضارة لحرب تجارية. بريطانيا تجد ضالتها في الصين للاستعداد لما بعد الخروج الأوروبي وأوضح جانج في ندوة الأعمال المصرفية الدولية التي نظمت على هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في بالي بإندونيسيا "أعتقد أن المخاطر السلبية من التوترات التجارية كبيرة". وتابع: "ما زال لدينا الكثير من الأدوات النقدية فيما يتعلق بسياسة سعر الفائدة، من حيث نسبة الاحتياطى المطلوبة، كما لدينا مجال واسع للتعديل، فى حالة احتياجنا لذلك"، مضيفًا أن الصين ما زالت تريد حلا بناء على تجنب الصدمات الاقتصادية الناتجة عن الصراع التجاري مع الولاياتالمتحدة. وجاءت تعليقات جانج بعد أيام من خفض صندوق النقد الدولي لتوقعات النمو لهذا العام والعام المقبل إلى 3.7%، مشيرًا إلى التوترات التجارية المستمرة التي يمكن أن تؤذي الثقة. ومن المتوقع أن يكون الانخفاض في الاقتصاد الصيني خلال 2019 بنسبة 0.2%، ليصل بشكل إجمالي العام المقبل إلى 6.2%. واشنطن تخشى زر «التدمير الذاتي» للصين في الحرب التجارية ومن المتوقع أيضًا أن ينمو الاقتصادان وسط معركة التعريفات التجارية - الولاياتالمتحدةوالصين - بوتيرة أبطأ مما كان متوقعًا في البداية، حيث أكد صندوق النقد الدولي أن الولاياتالمتحدةوالصين ستنموان بنسبة 2.9% و 6.6% على التوالي هذا العام، لكنهما سيواجهان شبح البطء بعد أن توقعت المؤسسة الاقتصادية الدولية وصول النمو في الولاياتالمتحدةوالصين إلى 2.5% و6.2% على التوالي في عام 2019.