فكرة تهجير "الفلاشا" إلى إسرائيل ليست وليدة اللحظة، بل تم التمهيد لها منذ سبعينيات القرن الماضي مع حكومة إثيوبيا، نظير إمداد أديس أبابا بالسلاح. تواصل سلطات الاحتلال ملاحقة اللاجئين الفلسطينيين في جميع أنحاء العالم من أجل إلغاء صفة "لاجئ"، في ظل مطالبهم الدائمة بالعودة إلى وطنهم، والتي أصبحت تمثل هاجسا خطيرًا لدى سلطات الاحتلال، حتى جاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأوقف الدعم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، في خطوة مهدت لتل أبيب لتنفيذ مخطط إنهاء حق العودة مجددًا، وإلغاء الصفة التي ظل الشعب الفلسطيني يبحث عنها منذ 70 عاما، وبدأت تبحث عن حلول أخرى لاستقطاب اليهود المهجرين وإعادة توطينهم. أمس، وافقت حكومة الاحتلال على جلب جماعة "الفلاش مورا أو يهود الحبشة" إلى إسرائيل، بعد محاولاتها بالاتفاق مع إدارة ترامب على إلغاء عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم.وزير المالية موشيه كاحلون قال: إن "دولة الاحتلال سعيدة لامتصاص كل شخص يحق له الهجرة إلى إسرائيل"، مضيفًا أن الحكومة ستستمر في جمع المنفيين، أمس، وافقت حكومة الاحتلال على جلب جماعة "الفلاش مورا أو يهود الحبشة" إلى إسرائيل، بعد محاولاتها بالاتفاق مع إدارة ترامب على إلغاء عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم. وزير المالية موشيه كاحلون قال: إن "دولة الاحتلال سعيدة لامتصاص كل شخص يحق له الهجرة إلى إسرائيل"، مضيفًا أن الحكومة ستستمر في جمع المنفيين، الذين من أجلهم أنشئ الكيان الصهيونى، حسب "واللا" العبري. يذكر أن جماعة الفلاشا أو يهود الفلاشا هم الكنية العبرية ل"يهود بيتا إسرائيل"، ومعظمهم حاليًا من أصول إثيوبية، وهم السلالة التي تركت التعاليم الدينية أو تحولت إلى النصرانية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. أما عضو الكنيست من حزب المعسكر الصهيوني المعارض شيلي يحيموفتش فقال: إن "المؤشر الإيجابي هو أننا حصلنا على التزام واضح جدا من قبل الحكومة بجلب 1000 يهودي إلى إسرائيل، حيث ستصادق حكومة تل أبيب على هجرتهم في غضون شهر، وأعتقد أن القرار سيصدر فعلا". وتابعت "سيكون هذا بمثابة إنجاز مؤقت، إذ لا يمكن أن يكون من المقبول، من وجهة نظر أخلاقية وصهيونية، أن يبقى آلاف اليهود في مخيمات عبور في إثيوبيا بظروف سيئة". من جانبه، أكد إفرام نجويس، عضو الكنيست من حزب الليكود أن آلاف اليهود يوجدون في أديس أبابا وغوندار في إثيوبيا، حسب "العين". اللافت هنا أن فكرة تهجير "الفلاشا" إلى إسرائيل ليست وليدة اللحظة، بل تم التمهيد لها منذ سبعينيات القرن الماضي، وكان الاتفاق السري الذي عقده موشي ديان وزير الخارجية الإسرائيلي عام 1977 مع حكومة إثيوبيا، نظير إمداد أديس أبابا بالسلاح، أولى محاولات تل أبيب لتهجير يهود إثيوبيا، حسب دراسة منشورة بمكتبة الكونجرس الأمريكي. عالم الإنثروبولوجيا وولندروف كان أول من شكك في نسب يهود "الفلاشا" الإثيوبيين، قائلًا: "إنها مسألة ينقصها الدليل التاريخي"، وتأكيده أن "الفلاشا" هم من نسل مملكة "أكسوم" الحبشية الذين وقفوا ضد حركة التنصير في القرن الرابع الميلادي، إلا أن تل أبيب اتخذت من معلومات تاريخية سبيلا لنسب "الفلاشا" إليها. بالعودة إلى الوراء قليلًا، نرى أن نَسَبَ إسرائيل ل"الفلاشا" الذي وضعته تل أبيب في دولة منبع النيل الرئيسة، جاء بهدف استباحة أراضيها، وتهجير مواطنيها إلى إسرائيل، وهما الهدفان اللذان وافقت عليهما إثيوبيا طواعية، مقابل الحصول على السلاح، حسب "عرب 48". واستمرت عملية التهجير حتى في ظل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، فمنذ 2010، قرر نتنياهو أن تستقبل إسرائيل أعدادًا جديدة من الفلاشا المتبقين في إثيوبيا، ليلحقوا بمن هاجروا منذ 30 عاما، في عملية جديدة عُرفت حينها ب"أجنحة الحمامة". وتمثلت عملية "أجنحة الحمامة" الأولى في عام 2011 بجلب 240 مهاجرا إثيوبيا إلى إسرائيل، وفي يوليو 2012 قررت حكومة تل أبيب على مدى 10 أشهر زيادة أعداد المهاجرين الإثيوبيين إليها، ليصل في أغسطس العام التالي 450 مهاجرًا إثيوبيًا. ويعيش أكثر من 135 ألف يهودي إثيوبي في إسرائيل، لكن يبدو أن هذا العدد لم يشبع رغبات حكومة تل أبيب لبناء "أرض الميعاد" المزعومة، مما دعاها للموافقة على دخول مجموعة أخرى، وهو ما يقلل فرص الفلسطينيين بحق العودة.