كشف سفير سلوفينيا بالقاهرة الدكتور «روبرت كوكال» أن بلاده عرضت على مصر المساهمة فى تطهير وإزالة حقول الألغام المزروعة فى الساحل الشمالى منذ الحرب العالمية الثانية. وقال الدكتور «كوكال» فى تصريحات صحفية أنه قدم هذا العرض خلال لقائه مع فايزة أبو النجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولي، وأضاف أنه أكد خلال اللقاء علي رغبة سلوفينيا للمساهمة في مشروع مشترك لإزالة ألغام الساحل الشمالي الغربي للبحر المتوسط، حيث قال «سلوفينيا تتمتع بخبرات متميزة وفريدة في مجال إزالة الألغام، لذا نرغب في ارتباطنا بدول ذات التوجهات المشابهة ومؤسسات إقليمية لاستكمال هذه المهمة بنجاح».
وأشار أنه تم عقد مباحثات بين الصندوق الدولي لإزالة الألغام ومساعدة ضحايا الألغام ومقره سلوفينيا وبين الأمانة التنفيذية المصرية لإزالة الألغام التابعة لوزارة التخطيط والتعاون الدولي والتى يرأسها السفير فتحى الشاذلى لبحث طرق استفادة مصر من الخبرات السلوفينية فى إزالة الالغام .
ووصف السفير كوكال العلاقات مع مصر بأنها قوية وأن معدل التبادل التجارى بين البلدين إرتفع إلى 120 مليون دولار فى العام الماضى، مما يشير إلي أن المرحلة القادمة سوف تشهد زيادة في التبادل التجاري والتعاون بين البلدين.
وأضاف أنه يتم التعاون بين البلدين لتطوير حلول تكنولوجية جديدة للاستخدام الفعال في أسواق المنطقة بأكملها حيث تم مناقشة إمكانية التعاون الاقتصادي القادم خلال لقاءه مع أبو النجا.
وقال كوكال «أنه في صحوة الربيع العربي تسعي سلوفينيا إلي مساهمة فعلية في العملية الانتقالية الحالية في مصر عن طريق تنفيذ عدة مشروعات فردية ففي الفترة بين نوفمبر 2010 ويونيو 2011 تم تدريب خبراء من فريق طبي مصري في مجال إعادة التأهيل بمركز التأهيل الجامعي بالعاصمة السلوفينية ليوبليانا، وفي يونيو من العام الحالي قررت حكومة سلوفينيا تقديم منح لدراسات بعد التخرج للطلاب المصريين الراغبين في الالتحاق بجامعات سلوفينية». وأكد حرص بلاده على تعزيز الحوار والتعاون الثقافي مع مصر، ففي 2012 سوف تحمل المدينة السلوفينية «ماريبور» لقب عاصمة أوروبا للثقافة، مما سوف يتيح فرصة لمزيد من تقوية العلاقات الثقافية، كما يقع دور مهم في هذه المساعي على عاتق السفيرة هبة عدلي سيدهم، السفيرة المصرية المعينة حديثا بسلوفينيا.
وأعلن كوكال أن الثورة التي شاهدها وعايشها بالقاهرة كانت لها تأثير عاطفي عظيم عليه شخصيا فمنذ عشرون عاما، قام السلوفينيون مدفوعون بوطنيتهم ورغبتهم في الحرية وحاربوا من أجل الاستقلال، مما قاد إلي تأسيس دولة سلوفينيا، وانه لمن دواعي الشرف أن تحتفل بالعيد الوطني في «مصر الجديدة» حيث يستطيع المرء مشاهدة الربيع العربي.
وأضاف «ماضينا يحتم علينا تشجيع ومساعدة إخواننا المصريون الذين يسيروا في نفس الدرب الذي سرنا فيه واليوم، أنتم تعيشون في زمن سوف يتذكره التاريخ حيث في استطاعتكم ليس فقط الوصول إلى نقطة تحول، بل أيضا إلى فتح صفحة جديدة في تاريخ مصر.
ورحب كوكال بمشاركة مصر فى المؤتمر الاستراتيجي الذي اختتم أعماله مؤخرا بمدينة بليد السلوفينية وترأس الوفد المصري نائب مساعد وزير الخارجية السفير حسن الليثي بالنيابة عن وزير الخارجية محمد كامل عمرو كما حضرت المؤتمر السفيرة هبة سيدهم، السفيرة المصرية المعينة حديثا.