ما الذي يحتاجه الممثل كي يقوم بدور شرير ويصدقه الجمهور؟ كاريزما، ربما وجه صارم وتعبيرات قاسية، أيًا كانت الإجابة أو المقومات، فإن الممثل النمساوي كريستوف والتز يمتلكها، فهو واحد من أهم أشرار السينما المعاصرة، ورغم شهرته بهذا الدور إلا أن الجمهور لم يمل منه، ولم يشعر أنه يكرر نفسه أو أدواره؛ فكل شخصية يقدمها تظهر منه جانبًا جديدًا، الأمر الذي جعل كثيرا من النقاد يصفونه بالمُبهر لحسن اختياره أدواره، أما الجمهور فقد وقع في حيرة من أمره هل يخاف منه أم يقع في غرام إتقانه الدور، وموقع The Cinemaholic الأمريكي يستعرض أفضل أفلام كريستوف. 1- فيلم Inglorious Basterds Run Shoshanna Run.. حتى الآن تظل هذه الجملة لأي محب للسينما الأجنبية، ربما لأن المشاهد لم يتوقع من كوينتن تارانتينو، أن يمنحه شرير أنيق مثل كريستوف والتز، لكن الأخير أصر على أن يجد ممثلًا عبقريًا يجيد 3 لغات حتى لو ظل يبحث طوال مسيرته، وبالفعل وجد "والتز" ليتمكن الأخير بأناقته وهدوئه الذي يسبق العاصفة من قتل كل عائلة شوشانا في أول 5 دقائق في الفيلم بينما يتوعد الأخيرة وهي تهرب بجملة "اجري شوشانا اجري" التي وإن كان ظاهرها جيدا فإن القصد منها أنه لا يوجد مكان على الارض يبعدها عن هانز لادا، الضابط النازي كاره اليهود والأمريكان. 2- فيلم Spectre على عكس دور هانز لادا، الشرير الهادئ الواثق من نفسه، قدم كريستوف في فيلم Spectre دور شرير مجنون لا يقف أمامه شيء في سبيل تحطيم جيمس بوند الذي قام بدوره دانيال كريج، الذي وإن كان ندًا قويًا للشرير"إرنست بلوفليد"، لكنه لم يكن بأي حال ندًا ل"كريستوف" الممثل الذي أعطى لشخصيته في الفيلم روحًا وجاذبية فريدة، فهو شخصية مخيفة ومجنونة وقادرة على فعل أي شيء تريده في سبيل الانتصار. 3- فيلم Django Unchained كعادة أفلام المخرج كوينيتن تارنتينو الذي تعاون معه كريستوف والتز أكثر من مرة، تضمن بمجرد لمح اسمه أن الفيلم الذي سيقدمه مسل، وإن كان بالطبع سيثير الجدل بسبب كمية العنف والدماء الذي سيحتويه، لكن هكذا عودنا "تارنتينو" وفيلم Django Unchained لا يختلف عن أفلامه السابقة سوى أن "والتز" هذه المرة يلعب دور الطيب، بينما ليوناردو دي كابريو وصامويل إل جاكسون هم أشرار الفيلم، الذي يحكي عن "كريستوف" طبيب وصائد جوائز يبحث عن المجرمين ويسلمهم للعداله مقابل أجر وفي طريقه يحرر عبدا أسود (جيمي فوكس)، ويعلمه حرفة صيد الجوائز، ويذهب معًا في مغامرة لتحرير زوجة "جيمي" من العبودية، وبفضل هذا الدور المعقد نجح "والتز" في الفوز بأوسكار أفضل ممثل مساعد. 4- فيلم Big Eyes هذه المرة يقوم "كريستوف" بدور مركب، فهو الشرير الذي يمتلك من الأمراض النفسية ما يملأ مجلدًا، وبسبب عقد النقص عنده يلجأ لخداع زوجته ووضع اسمه على لوحاتها الفنية، لكنها تكتشف كذبه وتلجأ للمحكمة لإثبات ملكيتها الفنية للوحات التي كانت سببا في شهرته، ويلعب "كريستوف" في هذا الفيلم دور المحتال المتلاعب بامتياز فمنذ أول لحظة في الفيلم ستكرهه. 5- فيلم Water for Elephants يؤمن "كريستوف" أن أفضل دور لتمثيل شخصية هو أن تصبح الشخصية التي تلعبها، بمشاهدتك فيلم Water for Elephants ستدرك مدى صدق قناعاته، فهو يلعب دور مسؤول عن سيرك يسيء معاملة زوجته وطاقم العمل بأكمله وحتى الحيوانات، وبينما يحاول روبرت باتينسون أن يوازن شره ونوازع تحكمه وقسوته على الجميع، دائمًا ما ينتصر الشر الذي يجسده "كريستوف" على طيبة باتينسون بشكل يبعث على الخوف، فقد تجد نفسك في كرسيك وأنت تشاهد الفيلم يتملكك الخوف والاشمئزاز متناسيًا أن ما تشاهده هو مجرد تمثيل. ما يجعل كريستوف مميزًا ليس حسن اختياره الأدوار التي يقوم بها وحسب، ولكن أيضًا نجاحه في إثبات نفسه كممثل ومؤد أكثر من جيد رغم شهرته المتأخرة، ففي سن ال50 بينما يودع البعض مسيرته الفنية كان "والتز" يغامر بأدوار ثقيلة أكسبته تقديرًا نقديًا وجماهيريًا، ليجد العالم نفسه أمام حقيقة مؤكدة أنه بصدد مشاهدة ممثل لا يؤمن بالمستحيل.