بعد النجاحات التي حققها الجيش السوري على التنظيمات المسلحة في شتى بقاع سوريا، لم تجد تلك الجماعات المسلحة التي تشكلت على يد بعض أجهزة الاستخبارات الغربية، سوى الرضوخ إلى الرئيس بشار الأسد، وإعلانهم التصالح مع الجيش الوطني، في مسعى لإخراج البلاد من مستنقع الحرب التي وقعت فيه منذ 7 سنوات. قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، مظلوم كوباني، أعلن استعداد فصيله رفع علم النظام السوري في المناطق التي يسيطر عليها في شمال شرق سوريا، وذلك حال تم قبولهم في الجيش النظامي. وقال كوباني: "لا مانع من اختيار بشار الأسد رئيسًا، وليس لدينا أي مشكلة مع شخصه، وفي حال اختير للقيادة ستكون قوات سوريا الديمقراطية جزءًا من جيشه آنذاك". فيما اعتبر الناشط السياسي السوري جاسم المحمد، أن تصريحات قائد قوات سوريا الديمقراطية تتماشى مع الوضع الراهن الذي تمر به الساحة السورية، مع تقدم النظام وحلفائه وسيطرتهم على مساحات شاسعة من الأراضي. اقرأ أيضًا: الأسد يسترد المنشآت النفطية بالحسكة.. ويجبر الأكراد على التحالف وأكد جاسم، أن قوات سوريا الديمقراطية وجناحها السياسي، باتوا يدركون صعوبة الوضع، خاصة في ظل تصريحات النظام التي يأخذونها على محمل الجد، بأنه سيفرض سيطرته على مناطقهم سلمًا أو حربًا، حسب "سبوتنيك". لذلك يرى أن تصريحات مسؤولي قوات سوريا الديمقراطية، تؤكد أن رفع علم النظام وعودة جميع مؤسسات الأسد لمناطق سيطرة قسد في شمال سوريا مسألة وقت لا أكثر. ورغم أن النظام السوري عقد العديد من الجلسات مع قوات سوريا الديمقراطية من أجل إقناعهم بتسليم المناطق التي يسيطرون عليها بعد تحريرها من قبضة تنظيم داعش الإرهابي. لكن يبدو أن المباحثات توقفت بين الطرفين بعد أيام قليلة، وحمل مسؤولون في مجلس سوريا الديمقراطية "النظام" مسؤولية عرقلة المفاوضات. اقرأ أيضًا: 4 سيناريوهات تكشف أسباب تخلي واشنطن عن أكراد سوريا إلا أن الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية، عادت لتؤكد أن المجلس ما زال مستعدًا للحوار، لأنهم يؤمنون بأن الحل السياسي هو الأمثل لإنهاء الأزمة السورية. الواضح هنا أن رغبة قوات سوريا الديمقراطية في الاستسلام للجيش السوري، لم تكن الأولى، حيث دعا مجلس سوريا الديمقراطية، الجناح السياسي لتنظيم "قوات سوريا الديمقراطية"، في وقت سابق كافة القوى السياسية للانضمام إلى الحوار "السوري - السوري" من أجل وقف العنف والحرب في البلاد. وأشار المجلس حين ذاك إلى أن القوى والأحزاب السياسية فيه أكدوا أهمية التوافق بين القوى المتناحرة كبادرة للحل السياسي، مع ضرورة استمراريته على مبادئ راسخة ومتينة تخص كافة جوانب العملية السياسية، موضحا أن ما سيتم إنجازه في الجانب الخدمي والفني يعد نقطة ارتكاز لبناء الثقة وحسن النية بين الطرفين، ومن شأنه أن يفتح الآفاق باتجاه تسوية سياسية شاملة وكاملة لكل سوريا، وفقا ل"روسيا اليوم". محللون يرون أن القوى السياسية الديمقراطية السورية تهدف من خلال إعلانها إلى الانخراط والانضمام إلى هذا المسار السياسي السوري السوري، وتعزيزه وتطويره، ليكون أكثر قوة وتأثيرًا في وضع نهاية للعنف والحرب وإنقاذ البلاد والشعب السوري من الأزمة الراهنة، ورسم خارطة طريق شاملة تنقل فيها البلد إلى سوريا لا مركزية ديمقراطية، حسب "الإماراتية". اقرأ أيضًا: تركيا تعيد التحالفات العسكرية بسوريا.. وتمنح الأسد نفوذا على الأكراد يُذكر أن الرئيس السوري بشار الأسد هدد في وقت سابق باللجوء إلى القوة لاستعادة مناطق واسعة من البلاد تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولاياتالمتحدةالأمريكية. "الأسد" أوضح أيضًا أنه بعد تحرير مناطق عدة في البلاد، باتت المشكلة الوحيدة المتبقية في سوريا هي "قوات سوريا الديمقراطية"، وعليها قبول الوضع وتسليم ما تبقي من الأراضي المحررة من قبضة "داعش"، حسب "سانا". وكرر الرئيس السوري التأكيد أنه "من المستحيل أن نتعمد ترك أي منطقة على التراب السوري خارج سيطرتنا كحكومة"، معتبرًا أن أي فشل في تحقيق المصالحات، سيدفع الجيش العربي إلى اللجوء لاستخدام القوة. وتعد قوات سوريا الديمقراطية القوة العسكرية الثانية الأكثر نفوذًا بعد القوات الحكومية، إذ تسيطر على مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا، وقد خاضت المعارك الأقسى ضد تنظيم "داعش" لا سيما في الرقة، وتمكنت من طرده منها بدعم من التحالف الدولي بقيادة أمريكا.