القاضي: الجماعة لم تستسلم لإقصاء مرسي الذي خاطبهم بلغة «الأهل والعشيرة» خفافيش الظلام تقوم بحملات ممنهجة ضد مقدرات الوطن الإخوان انقسموا على الشعب وتحزبوا على أنفسهم أودعت اليوم الثلاثاء، محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار حسن فريد، حيثيات حكمها الخاص بالقضية المعروفة إعلامياً ب«فض اعتصام رابعة»، والصادر فيه أحكاماً متفاوتة بين الإعدام والمؤبد والسجن المشدد بحق المتهمين البالغ عددهم 739. قضت المحكمة في 8 من سبتمبر الماضي، بالإعدام ل75 متهمًا من عناصر وقيادات الإخوان، والسجن المؤبد ل47 متهمًا، والسجن المشدد 15 سنة ل374 متهمًا، والسجن المشدد 10 سنوات لأسامة نجل الرئيس الأسبق محمد مرسي، والسجن 10 سنوات ل22 متهمًا حدث، والسجن المشدد 5 سنوات ل215 متهمًا منهم الصحفي محمود شوكان، وانقضاء الدعوى بالوفاة ل5 متهمين. الطب الشرعي قالت المحكمة في مستهل شرح أسباب الحكم إنها إطمأنت إلى أدلة الإثبات في الدعوى سواء القولية منها أو الفنية التي بنيت على أسباب حقيقية تؤدي إلى النتيجة التي إنتهت إليها وكذلك إقرارات بعض المتهمين بتحقيقات النيابة العامة وتقارير اللجان الفنية وتقارير الطب الشرعي وكافة التقارير الطبية المرفقة بالدعوى وتقارير قسم الأدلة الجنائية وكافة أدلة الدعوى الأخرى، فإنها تعرض عن إنكار المتهمين جميعا إرتكابهم للجرائم المسنده إليهم بالتحقيقات بجلسات المحاكمة إذ لا يعدوا هذا الأمر منهم سوي محاولة للتملص من وزر الجريمة للإفلات من عقابها فضلا عن مجافاتها الأدله الثابتة. أوضحت المحكمة أنها طرحت الأدلة المعروضة أمامها علي بساط البحث وقلبت فيها الرأي ومحصتها عن بصر وبصيرة فوجدتها سديدة ومتساندة كما لم تفلح محاولات الدفاع من الإفتئات عليها أو الطعن في سلامتها أو الإنتقاص من قوتها في التدليل فإستحوذت علي كامل إطمئنان المحكمة وكان لها أثرها البالغ في تكوين عقيدة المحكمة فيما انتهت إليه. واستكملت المحكمة موضحة أن وقائع الدعوى بجلسات المحاكمة تتحصل في أن ما تسجله وتسطره المحكمة من وقائع وأحداث للتاريخ لكي يكون عبرة للأجيال القادمة وحقيقة لأجيال لم تعاصر هذه الأحداث إذ كان في ظاهره أخبار عن أحداث مضت بل هو ابتلاء تبتلينا به الأقدار حتي قدر الله لهم الإرتحال لكي يبين للمتطفلين وعشاق الأكاذيب الذين لا يستحقون ثمن المداد الذي كتب به والذين يقلبون الحق بالباطل والذي شهدت بها منظمات المجتمع المدني والمواثيق الدولية وكان علي مرأي ومسمع من الشعب المصري والعالم بأثرة وبث علي جميع القنوات الفضائيات. عواقب الإرهاب استشهد القاضي، حسن فريد، رئيس المحكمة، بالآية القرآنية "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ". تقول المحكمة إنه ومنذ نهاية القرن العشرين وبداية هذا القرن لعبت ظاهرة الإرهاب دورا فى الحياة السياسية على المستوى الدولي، كما ألقى الإرهاب وعواقبه الوخيمة تحديات سياسية وأمنية وإقتصادية، خاصة في ضوء الإلتزام الدولي بهذه المواجهة، مما يتعلق بإستقرار البلاد وأمنها وبحماية القيم الديمقراطية وحرية التعبير بعيدا عن إستخدام العنف والقوة. أضافت «تحت تأثير أحداث الإرهاب وتحدياته أصدر مجلس الأمن قراراً ملزمأ للدول تحت الفصل السابع لميثاق الأممالمتحدة بشأن مكافحة الإرهاب هو القرار الرقيم 1373 في 28 سبتمبر سنة 2001 دعا فيه الدول الأعضاء إلى الإنضمام إلى الإتفاقيات والبروتوكولات الدولية المتعلقة بالإرهاب بواسطة استخدام العنف أو التهديد به لإثارة الخوف والذعر». واستكملت المحكمة مشيرة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين هى تنظيم سري بدء قبل منتصف القرن الماضي فى عام 1928، إلا أنه وقد كشفت الجماعة عن وجهها القبيح علي مدي 90 عام تقريبا هو عمر الجماعة، يبثون سمومهم بالعمل السري والتحريض العام ضد الدولة، إرتكبت خلالها العنف والتحايل وإستغلال الفرص والإغتيالات ونشر الفوضي وإشاعة الخوف بين صفوف الشعب المصري ومحاولاتهم الدؤوبة الإيقاع بين الشرطة والجيش والشعب واستخدام الفكر الدينى المتطرف في تشجيع الموالين والمناصرين والمؤيدين لهم على حمل السلاح والتصدي لقوات الشرطة تحت الفكر الجهادي والتكفيري، فضلا عن منهج جماعة الإخوان فى ترسيخ فكرة الظهور كضحايا، وإستغلال ذلك فى ترويج قضاياهم فى الأوساط والمحافل الدولية. إصرار على الباطل لفتت المحكمة في أسباب الحكم « تلك الأحداث تزيد الشعب المصرى قوة و تماسك ويزيده صلابة راسخة بدولته ويزيده إصرارا وعزما بجيشه وشرطته فهم لا يريدون لمصر إزدهارأ وتقدما فهم أعداء النجاح يشعرون بنشوة إنتصار زائف بهمجية وبنشر الخراب وجلب الكوارث نتيجة إصرارهم علي باطل». وأكدت المحكمة أن جماعة الإخوان المسلمين تهدف إلى قيام أنظمة بمنظور إسلامي شامل، يدعمون الحركات والمنظمات الجهادية الإرهابية وأن شعارهم فى الظاهر هو «الله غايتنا، الرسول قدوتنا, القرآن دستورنا, الجهاد سبيلنا, الموت في سبيل الله أسمى أمانينا»، وغيرها من الشعارات الأخرى ومنها «الإسلام هو الحل». وعقبت «إن التطرف الديني حتما سيولد بلا ريب إرهاب وإسالة الدماء ويسقط كل أقنعة السياسة القبيحة عن وجه المتطرفين ضعاف النفوس خوارج هذا العصر خفافيش الظلام الذين يقومون بحملات ممنهجة دون إدراك بالتلاعب بأمن هذا الوطن بإستهدافهم قوات الشرطة المصرية وغيرهم وتفجيرهم المنشأت العامة الهدف منه سقوط الدولة وهدم الحضارة الإنسانية من قبل الجماعات والتنظيمات الإرهابية والفكر المتشدد، إلا أن العمليات الخسيسة لجماعة الإخوان سالفة الذكر تزيد الشعب المصرى تماسكا وإصرارا بعزيمة بقيادته السياسية وولائه ودعمه لجيشة و شرطتة ولقضائة والتمسك بدولته. حرب فكري ضد المتطرفين أردفت المحكمة قائلة « نحن في حرب فكري ضد المتطرفين سفاك الدماء البريئة التي تراق والأرواح المظلومة التي تزهق من قبل هؤلاء المنافقين المتطرفين، الذين يظهرون خلاف ما يبطنون ظنا منهم النيل من الدولة المصرية، وينبئ كثيرا عن غايتهم الحقيقية في اسقاط البلاد إلي الهاوية»، وتابعت « تاريخهم ينهار وهم في حالة الإحتضار وليس لديهم سوي هذا الخيار إلا انهم أبوا فقاموا بإستقطاب الشباب وزعزعوا عقيدتهم وتضليلهم وزعزعة نفوسهم ودسوا عليهم حلاوة القول المغلوط وأفكارهم المتطرفة ودسوا سمومهم بالجهل والتطرف والفهم المنحرف مستغلين ما لمسوه فيهم بالتسليم بما يقولون والثقة فيما يصنعون والطاعة لما يأمرون فراحوا يدسون عليهم حلاوة القول المتطرف وما يشق الصف ويزيد الفرقة بين أبناء الوطن الواحد للإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الإجتماعي وبين كل من طالب بإقصاء رئيسهم، فنزعوا عنهم لباس التقوي ووصفهم بالخونة والكافرين، وصوروا لهم لقائهم بهم كلقاء الأعداء في المعركة، إنه ضلال مبين وكذب علي الدين من أثم وبغي وعدوان مبين هدفهم إسقاط البلاد وإذلال العباد فما منهم أحد عالم بالدين أولئك كان أباؤهم لا يعقلون شيئا ولايهتدون ضلاله، لإتباعهم أفكار سيدهم (سيد قطب) الذي يجهل الدين ويكفر المجتمع وإستباح قتال المسلمين بدعوة عدم تطبيق الشريعة وخالف إجماع الأئمة وأهل العلم تلك هي عقيدتهم هم بها مقتنعون لتقديم صور مفزعة ومروعة من قتل وتخريب وحرق وإبادة ولكن مانجحوا فأرض الكنانة قوية أمنة من عند الله فقال «ادخلوا مصران شاء الله آمنيين». ستار الدين اختتمت المحكمة حيثيات حكمها مؤكدة أن الإرهاب الذى تتعرض له مصر هو إرهاب عالمي وإقليمي تقف من ورائه دولا وتنظيمات، تمويلاً وتدريباً، وتتخذ من الدين الإسلامي الحنيف ستارا لأفعالها المرفوضة والملفوظة والتي لا سند لها في صحيح الدين الإسلامي، تقوم تلك الدول على تمويل وتدريب الإرهابين، تعمل أيضا على تجنيد الشباب في تلك التنظيمات الإرهابية من خلال وسائل إعلامها ومواقع إلكترونية تستخدمها كمنصات لنشر الفكر الإرهابي، مؤكدا أن الحرب التي تخوضها الدولة المصرية ضد الإرهاب ستنجح في ظل الاستراتيجية الشاملة التي وضعتها الدولة لحصار الإرهاب وضرب جذوره واقتلاعه والقضاء عليه. رسالة لرجال الدين ناشدت المحكمة رجال الدين الإسلامي والمسيحي بعدم ترك الشباب فريسة للجهل بإستغلال الجماعات المتطرفة والقوة الرجعية وحماس الشباب، مستغلين فقرهم وجهلهم بدينهم، وذلك بسرعة القيام بواجبهم الوطني بكل همة وأن يتحركوا بصورة مكثفة وسريعة تتناسب مع تطورات العصر بسبب التقدم السريع والمتواصل في وسائل تداول المعلومات ومواقع التواصل الإجتماعى، وعلى الدولة المصرية أن تحكم سيطرتها على تلك المواقع والتي تدعو إلى الإرهاب وتحجبها عن التداول حفاظا على الأمن القومي المصري. تشير المحكمة إلى أنه وبعد ثورة 25 يناير، فإن الحلم المستحيل تحقق، ووصل أحد أعضاء جماعة الإخوان محمد مرسي إلى الحكم بعد أن كان مسجونا فى آخر أيام الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، فقد فوضهم الشعب المصري لحكم البلاد تحت ستار الدين إلا أنهم بممارستهم العنيفة وعدم الخبرة والحنكة السياسية في إدارة الدولة المصرية وإستعدادهم للتفريط في أرض الوطن و تعاونهم مع الإرهاب بل والإفراج عن الإرهابيين و محاولتهم الدءوبة لجمع السلطات للمقربين والمناوئين لهم من غير المؤهلين ممن يتمتعون منهم بالسمع والطاعة للجماعة لإدارة البلاد وإقصاء الأخرين. واستكمل المستشار حسن فريد، رئيس المحكمة قائلاً « إستشعر الشعب المصرى بالموأمرة التي دبرتها جماعة الإخوان في الخفاء لتفكيك الدولة المصرية وهدم الحضارة الإنسانية فإرتفع صوت الشعب المصري من أجل الحرية، إستلهم روح الوطنية وساروا علي الدرب من أجل كل التحديات معلنآ رفضهم لكل المؤامرات وكسر حاجز الخوف وشعر المصريون بالعزة وقدرتهم على التغير، ولم تدم لهم (جماعة الإخوان ) كثيرا وسقط حكمهم بعد عام واحد ليعود محمد مرسى إلى السجن مرة ثانية. ونوهت المحكمة إلى أن القوات المسلحة أبت إلا أن تلبي نداء الشعب في 30 يونيو2013 ، وإنحازت للشعب ضد حاكم كانت تحركه أهواء إنتماءاته، وتحكمه أفكار جماعته فغابت الحيدة عن كثير من قراراته، وساند الجيش الشعب المصرى في ثورته وحماها، ثورة شعب حماها الجيش فأطاحت بعرشه وأبعدته عن سدة الحكم، إنها ضربة عميقة قسمت مخططاتهم وهدفهم في هدم الحضارة الإنسانيه وتقسيم البلاد وتجزئة المنطقة. مرسي خرج من عباءة الإخوان حيث أن الرئيس الأسبق محمد مرسي هو مرشح حزب الحرية والعدالة ذلك الحزب الذى خرج من عباءة الإخوان المسلمين وتأسس تحت لوائها فقد إستشاط أنصارها ومؤيدوها غيظاً فخرجت تطالب بشرعية مرسي، بعد ثورة 30 يونيو سنة2013 وسقوط حكم الإخوان ، وأن هذا الآمر لم ينزل عليهم بردآ وسلامآ بعد أن زلزلت الثورة عرش حكمهم بل إزداد سخطهم وإزدادت الآوضاع سوءا بسبب المعركه الشرسة والخبيثة التي دارت بمعرفة الجماعة ومواليهم ومناوئيهم في محاوله لتصفية الثورة والإنتقام من الشعب المصري لقيامه بثورة 30 يونيو2013 التي قضت علي آمالهم ونزعت فرحتهم فخرجوا للتصدي للحراك الوطني بمخططاتهم الإرهابية التي لم تتوقف فخرجوا علي الشعب بوجههم القبيح يملاً الغيظ صدورهم ويذيقهم مرارة الهزيمة ويشهد حالهم بأنهم ما خرجوا إلآ ليثأرون. وتابعت « انقسموا على الشعب وتحزبوا على أنفسهم يجمعهم هدف واحد وعقيدة أبية على الإستسلام أو التسليم بإقصاء رئيسهم على حد زعمهم طالما خاطبهم بأنهم أهله وعشيرته وبث الفرقة وظهر الشقاق بين أبناء الوطن الواحد وراح أنصاره ومؤيديه بالتعبيرعن جام غضبهم فخرجوا مستعرضين القوة وعرضوا حياة المواطنين وسلامتهم وأملاكهم للخطر بقصد إحداث الرعب بينهم، وترويع الأمنين العزل وبث الرعب فى نفوسهم لإظهار ضعف المؤسسات الأمنية للإيحاء لوسائل الإعلام الأجنبية بوجود حرب أهلية في البلاد وتصدير هذا المشهد للخارج وليحكموا الشعب المصري بقوة السلاح لإستنزاف جهود المجتمع المصري بسلاح المظاهرات المسلحة والإغتيالات لإحداث الفوضي بالبلاد وتخريب الممتلكات العامة والخاصة بهدف إيقاع العديد من المصابين والقتلي».