بعد مرور الأسبوع الأول من العام الدراسي، يبدو أن هناك ثمة أزمات محددة ظهرت على السطح تخص سير العملية التعليمية، رصدها بعض النواب خلال متابعتهم لعدد من المدارس، وجاءت على رأس الأزمات، الدروس الخصوصية وانتشار المراكز الخاصة بها فيما يعرف ب«السناتر»، بالإضافة إلى زيادة عدد ساعات اليوم الدراسي خاصة على طلاب الصف الأول الابتدائي، بالإضافة إلى تكدس الفصول وعدم توفر مقاعد كافية تسوعب كافة الطلاب، مما يؤثر سلبا على استيعابهم. كثافة الفصول 400% قال النائب محمد فؤاد، إنه رصد خلال الأسبوع الأول لسير العملية التعليمة ثلاث مشكلات رئيسية، قام على إثرها بطلب إحاطة إلى رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي ووزير التعليم طارق شوقي. وأضاف فؤاد، في تصريحات ل«التحرير»، أن أولى هذه المشكلات تمثلت في زيادة عدد ساعات اليوم الدراسي لطلاب الصف الأول الابتدائي لتصل إلى 40 ساعة في الأسبوع بدلا من 32 ساعة، مما يسبب تكدس كبير للطلاب أثناء خروجهم جميعا في نفس التوقيت، بالإضافة إلى التأثير السلبي على استيعاب الأطفال نظرًا لطول اليوم الدراسي الذي يصل إلى 7 ساعات. وأشار إلى أن الأزمة الثانية تمثلت في عدم توافر مقاعد للطلاب في الفصول، مؤكدًا أن كثافة الفصول وصلت إلى 400% في بعض الاماكن. وتابع، أن صدور قرار وزاري والخاص بتحصيل الرسوم الدراسية في البنك الأهلي أو البريد المصري أو بنك مصر، وليس بالمدارس، يؤدي إلى تكرار المشوار وزيادة العبء على أولياء الأمور من إهدار الوقت حيث يضطرون إلى الذهاب للمدارس ثم إلى البنك. ظاهرة الدروس الخصوصية وتقدم النائب البدرى أحمد ضيف، بسؤال لوزير التربية والتعليم، بشأن توغل ظاهرة الدروس الخصوصية، متسائلًا: «ما هى خطة الوزارة لمواجهة الدروس الخصوصية والسناتر»؟، ألم يعلن الوزير عن بدء تطبيق منظومة تعليمية جديدة من ضمن محاورها القضاء على هذه الظاهرة. وأوضح ضيف، أن هذه الظاهرة أصبحت ترهق كاهل أولياء الأمور، وأصبحت بمثابة وحش يفترس الأسر المصرية، لافتًا إلى أن أسعار الحصة الواحدة أصبحت مبالغ فيها ولابد من آلية للتصدى لها. وطالب عضو مجلس النواب، بغلق كل "السناتر" التي أصبحت تجارة تستنزف جيوب أولياء الأمور، مشيرًا إلى أن هذه السناتر تقوم بالتروج لنفسها أمام المدارس، وذلك من خلال توزيع الإعلانات والمنشورات لعمل دعاية للسناتر والدروس الخصوصية أمام المدارس لجلب المزيد من الطلاب، وهو أمر لا يمكن السكوت عنه ولابد من منعه. وناشد، أولياء الأمور بالتصدي لهذه الظاهرة وذلك بالتعاون مع الوزارة للقضاء على السناتر والدروس الخصوصية، لافتًا إلى أن النظام التعليمي الجديد لا توجد امتحانات تعتمد على الحفظ والتلقين، كما أن المناهج تختلف كليًا عن سابقيها، وبالتالي فلا داع للدروس الخصوصية، ومن الأفضل التعاون مع الوزارة من أجل أن يؤتى النظام الجديد بثماره. وتقدم النائب فايز بركات عضو لجنة التعليم بالبرلمان، بسؤال من خلال مجلس النواب لتوجيهه للدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم، حول خطة الوزارة لمواجهة الدروس الخصوصية والسناتر، مضيفًا أن الدروس الخصوصية بمثابة الوحش الذي يفترس الأسر المصرية. كان وزير التربية والتعليم طارق شوقي، أكد أن 70% من العاملين بالدروس الخصوصية ليسوا معلمين ومن يغذى الدروس هم أولياء الأمور، قائلًا: «واحنا مش هنجري وراهم والدروس تغذي ثقافة الحفظ وليس الفهم»، مؤكدًا أن من يؤدي دروسًا خصوصية من المعلمين قليل جدا. اقرأ أيضًا: «تعليم البرلمان»: الموازنة الجديدة لم تحقق الاستحقاق الدستوري في التعليم التعليم: نستهدف إعداد قانون موحد.. ونرفض المحسوبية هل يسهم نظام التعليم الجديد في تقدم مصر بالتصنيف الدولي؟ نائب ب«تعليم النواب»: تطوير الثانوية العامة يزيد أعباء الأسر المصرية برلماني: «تسريب الامتحانات» يهدد منظومة التعليم