في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار نحو منصب الرئيس العراقي المرتقب، جاء ترشيح رئيس كردستان العراق مدير مكتبه ورئيس ديوان الإقليم فؤاد حسين لمنصب رئاسة الجمهورية العراقية، في ظل الصراع الكردي بين الحزبين "الاتحاد الوطني، والحزب الديمقراطي"، على منصب الرئاسة، المخصص للكرد ضمن المناصب السيادية في العراق. الحزب الديمقراطي الكردستاني، أعلن عن ترشيح فؤاد حسين لمنصب رئيس جمهورية العراق، بعد أن رشح "الاتحاد الوطني" برهم صالح للرئاسة، فكان ترشيح صالح سببا في فتح باب الخلاف بين الحزبين على مصراعيه، وسرعان ما أعلن الحزب الديمقراطي على لسان سكرتير المكتب السياسي، فاضل ميراني أن صالح ليس المرشح المشترك الذي يمثل الحزب. مبادئ البيت الكردي ويرى الحزب الديمقراطي، أن تحديد من سيشغل منصب رئيس الجمهورية يجب أن يكون بالاتفاق، وبعد الإعلان عن نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية، عقد الحزبان الديمقراطي والاتحاد الوطني العديد من الاجتماعات واتفقا على الذهاب إلى بغداد ببرنامج مشترك، لكن ترشيح برهم صالح من قبل الاتحاد لمنصب رئيس الجمهورية عارض هذا الاتفاق. بارزاني، أكد أنه واثق جدًا من قدرات مدير مكتبه، ومقتنع بأنه سيؤدي مهامه على أكمل وجه، وسيكون حريصًا على مصالح شعب كردستان والعراق بكافة مكوناته نظرًا لكفاءته وقدراته. اقرأ أيضا : «سروة».. الإعلامية العراقية التي تحلم ب«كرسي الرئاسة» عضو المجلس المركزي للحزب الديمقراطي الكردستاني ريبين سلام أكد اليوم الثلاثاء، أن اختيار رئيس الجمهورية يعتمد على تصويت الكتل السنية والشيعية داخل البرلمان، مشيرا إلى أن الكتل الشيعية والسنية داخل البرلمان هي من ستحدد رئيس الجمهورية من خلال التصويت. سلام أوضح أن "الاتحاد الوطني هو من خالف مبادئ التوافق داخل البيت الكردي"، وأشار إلى أن ترشيح فؤاد حسين لمنصب رئاسة الجمهورية عن الحزب، يأتي بناء على شخصيته التي تتمتع بالكفاءة والنزاهة والحنكة السياسية. ولفت عضو المجلس المركزي للحزب الديمقراطي، إلى أن اختيار حسين، دليل على أن الحزب الديمقراطي تهمه المصلحة العامة الكردية على المصالح الشخصية"، حسب "أخبار العراق". استخفاف بالمنصب وبعد ترشيحه لمدير مكتبه، تعرض مسعود بارزاني لموجة انتقادات حادة، فقد اعتبره الكثير تقليلًا من أهمية المنصب، خاصة أن حسين كان على رأس وفد تفاوضي بشأن الاستفتاء الكردي للاستقلال عن العراق والذي جرى في سبتمبر الماضي. من جانبه اعتبر المحلل السياسي والصحفي منتظر ناصر تقديم حسين لرئاسة العراق استخفاف من بارزاني. وقال ناصر في تعليق على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "أي استخفاف يُقدم عليه مسعود بارزاني بتقديمه هذا النموذج لرئاسة جمهورية العراق، ولماذا يصر على موظف لديه وليس من قيادات الصف الأول في حزبه مستبعدًا أعضاء حزبه الذين عرفوا بالمرونة والاعتدال النسبي أمثال نيجيرفان بارزاني أو نوري شاويس؟!!"، بحسب "إرم نيوز". اقرأ أيضا : في العراق.. مزادات لبيع المناصب السيادية ورغم كثرة عدد المرشحين لمنصب الرئيس فإن مراقبون للشأن العراقي يرون أنه من الواضح أن المنافسة ستنحصر بين مرشحين اثنين هما كل من فؤاد حسين المرشح المستقل للحزب الديمقراطي الكردستاني وبرهم صالح الذي تم ترشيحه من قبل الاتحاد الوطني الكردستاني نتيجة صفقة سياسية ترك فيها برهم صالح حزبه الذي أسسه هذا العام وحصل على مقعدين في البرلمان العراقي ليعود إلى صفوف الاتحاد الوطني شريطة ترشيحه لمنصب رئيس الجمهورية وهو ما حدث على عكس المفروض في العلاقات السياسية القائمة بين الحزبين الرئيسيين في كردستان والتي تستوجب الاتفاق على مرشح واحد يمثلهما. ويرى محللون، أن المشهد شبه محسوم لصالح فؤاد حسين رغم الضجيج الإعلامي الذي يزعم حصول برهم صالح على ضوء أخضر إيراني أمريكي في محاولة لتعزيز موقفه المهزوز الذي يواجه غضبا واستنكارا شعبيا واضحا في كردستان نتيجة تخليه عن رفاقه وحزبه الجديد مقابل الحصول على فرصة الترشيح لمنصب الرئيس. داعم الانفصال وفؤاد حسين، هو كردي من مواليد بغداد عام 1952 شغل منصب رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان العراق منذ 2005، واختاره الحزب الديمقراطي الكردستاني مرشحًا له رغم أنه ليس من أعضائه. اقرأ أيضا : «سنة العراق» ينقسمون على منصب رئيس البرلمان الجديد ويتمتع فؤاد حسين بعلاقات متوازنة وجيدة مع غالبية الأحزاب الكردستانية، وبشبكة واسعة من العلاقات مع الأحزاب والقادة السياسيين العراقيين، كما التقى بعدد كبير من قادة دول العالم، حيث التقى مع أغلب قادة دول الخليج، وإيران، وتركيا، والدول الأوروبية ورؤساء الولاياتالمتحدة وكذلك مع قادة روسيا وله شبكة علاقات واسعة مع الإعلاميين والدبلوماسيين، بحسب "رووداو". عمل فؤاد حسين بقوة في ملف استفتاء كردستان العراق الذي أجري نهاية العام الماضي، عبر وسائل الإعلام العربية والكردية، وكان عضو اللجنة العليا للاستفتاء التي ترأسها بارزاني. وبعد ترشيحه للرئاسة، زعم البعض أن زوجته يهودية، إلا أن الحزب الديمقراطي نفى ذلك، وقال إن زوجة المرشح لشغل منصب رئاسة الجمهورية فؤاد حسين مسيحية وليست يهودية، واعتبر الأنباء التي تحدثت عن أنها يهودية عارية عن الصحة. من أشهر أقواله حول الانفصال "الكرد لم يكونوا يومًا جزءًا من هذه الدولة حتى يقرروا الانفصال عنها.. يتهموننا بأننا ننفصل ولكننا في الحقيقة لا ننفصل لأننا لسنا جزءًا من العراق حتى ننفصل". اقرأ أيضا : من هو الرئيس المحتمل لقيادة العراق؟