مع طول أمد الحرب اليمنية المستمرة من 3 سنوات، بين ميليشيات الحوثي والجيش الوطني المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية، أصبح البلد السعدي يعيش أكبر كارثة إنسانية على مستوى العالم، خاصة في ظل الدمار والخراب ومشاهد القتل والمعارك التي عمت أرجاء البلاد، وأخيرًا استغلال الأطفال من قبل الميليشيات المسلحة كخط دفاعي في الحرب التي خلفت آلاف القتلى والمصابين، دون مراعاة لما سيترتب عليه ذلك من معاناة ومآسي. ليز غراندي، منسقة الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، وصفت الأوضاع بأنها "الأسوأ في العالم من ناحية الكارثة الإنسانية". وعللت غراندي ذلك بعدة أسباب، من بينها أن 75% من السكان باليمن يحتاجون إلى مساعدة إنسانية أو حماية ما، موضحة أنه ما من بلد آخر في العالم فيه نسبة أعلى من السكان بحاجة إلى مساعدة للنجاة مثل اليمن، وفقا ل"عدن الغد". وعن وضع الأطفال في اليمن، قالت: إن "80% من الأطفال - أي 11 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات، حيث يموت على الأقل طفل كل عشر دقائق لأسباب مرتبطة بالحرب، كما نقدر أن هناك على الأقل 8 آلاف طفل ماتوا بسبب الأزمة، و50% يعانون من عدم القدرة على النمو أو التقزم، وهناك على الأقل 600 حالة من التجنيد القسري. اقرأ أيضًا: إيران تتحدى المجتمع الدولي.. وتعلن دعمها ل«الحوثيين» عسكريًا وأكدت منسقة الأمين العام للشؤون الإنسانية، أن عدد القتلى يفوق 16 ألف يمني، موضحة أن تلك الأرقام مجرد تقديرات وأن الأرقام الحقيقية في الغالب أعلى بكثير، محذرة من انهيار القطاع الصحي والصرف الصحي. اللافت هنا، وجود نحو 16 مليون يمني لا يحصلون على خدمات صحية وخدمات الصرف الصحي، وهناك 70% من المستشفيات والمرافئ الصحية التي تستقبل المرضى تنقصها الأدوية الضرورية لتقديم تلك الخدمات. أضف إلى ذلك أن الرواتب لقرابة النصف مليون يمني، بمن فيهم المدرسون لم تُدفع، والاقتصاد ينهار وفي كل مرة يخسر الريال نسبة مئوية صغيرة، تعجز عشرات الآلاف من الأسر عن شراء السلع الأساسية التي تحتاجها، بحسب "غراندي" وعن الحديدة، ذكرت منسقة الأمين العام للشؤون الإنسانية، أنها كانت المركز الأساسي لانتشار الكوليرا العام الماضي، والأسوأ في تاريخنا المعاصر، مشيرة إلى اضطرار أكثر من نصف مليون شخص في تلك المنطقة إلى ترك منازلهم، إذ يخافون من القصف والضربات الجوية والبرية. اقرأ أيضًا: اليمن ينفض «الحوثي» من الحديدة.. وخطة أممية لإقامة سلام شامل وقالت: إن "عملية الإنقاذ الأكبر في العالم جارية في اليمن، لكن الأممالمتحدة وشركاءها يحتاجون لقرابة 3 مليارات دولار على الأقل لتقديم المساعدات الإنسانية، ولم تحصل حتى الآن إلا على قرابة ملياري دولار". "غراندي" أكدت أن الحل لن يكون باستمرار المنظمات الإنسانية بتقديم المساعدات الإنسانية، بل يجب أن يكون سياسيًا، موضحة أن الأممالمتحدة تقدم المساعدات للجميع دون استثناء، حيث يحصل الملايين من اليمنيين شهريًا على الدعم بفضل جهود موظفي وكالات الإغاثة، وأغلبهم على الأرض. ووفقًا لمكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشالما"، فإن عدد النازحين في اليمن وصل إلى 2.2مليون، بعد مسح الأممالمتحدة ل90% من المناطق، وبلغ عدد العائدين لليمن ما يقارب 1.1 مليون شخص، منهم 86% في محل إقامتهم الأصلية و7% لدى عائلات مضيفة و7% مستأجر. وبحسب الأممالمتحدة، فإن عدد الأشخاص المحتاجين للتأمين الغذائي وصل إلى 18.8 مليون شخص، منهم 10.3 مليون من ذوي الاحتياج الشديد، و8.5 مليون من ذوي الاحتياج المتوسط، و15.0 مليون شخص من المحتاجين غير النازحين، وفقا ل"سبوتنيك". اقرأ أيضًا: من المسؤول عن عرقلة مفاوضات جنيف حول اليمن؟ كان مارك لوكوك منسق الأممالمتحدة للإغاثة الطارئة، قد حذر أمام مجلس الأمن في وقت سابق من مخاطر حدوث مجاعة وشيكة في اليمن تسفر عن خسارة هائلة في الأرواح. وقال لوكوك: "إننا نخسر الحرب ضد المجاعة، فالوضع قد تدهور بشكل مثير للقلق خلال الأسابيع الأخيرة، وقد نقترب الآن من نقطة اللاعودة، وسيكون من المستحيل بعدها منع وقوع خسارة هائلة في الأرواح نتيجة انتشار المجاعة بأنحاء اليمن"، بحسب "مأرب برس". المسؤول الدولي أفاد بأن الأوضاع في اليمن تتدهور بسبب تطورين هما الضغوط الهائلة على الاقتصاد التي ترجمت إلى انخفاض في قيمة العملة اليمنية، والثاني هو تصاعد القتال خلال الأسابيع الأخيرة حول الحديدة. ويعاني نحو 18 مليون شخص، من بينهم نسبة عالية من الأطفال، من انعدام الأمن الغذائي، في حين لا يعرف 8 ملايين شخص كيف سيحصلون على الخمواد الغذائي المثبلة في ظل التعنت الحوثي الذي يواصل قصف المنشأت الإغاثية في عدد من المناطق القابعة تحت سيطرتهم من أجل صد هجمات الجيش الوطني.