اتبع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سياسة "أقصى ضغط" على كوريا الشمالية، عن طريق فرض عقوبات اقتصادية قاسية، من أجل دفعها إلى طاولة المفاوضات. ويبدو أن هذه السياسة، نجحت في مسعاها، إلا أن ترامب أكد أن العقوبات الاقتصادية، مستمرة على البلاد، حتى تتخلى عن أسلحتها النووية بشكل كامل. والتزمت معظم دول العالم بهذه العقوبات، إلا أن بيانات جمركية من كوريا الجنوبية، كشفت، اليوم الجمعة، أن سول أرسلت مواد قيمتها مليار وون، أو ما يقدر ب 893 ألف دولار إلى كوريا الشمالية، وفقًا لوكالة "رويترز". وأثار الكشف عن هذه البيانات، مخاوف من احتمال تضرر العلاقات بين الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية بسبب تعاونها مع كوريا الشمالية. حيث تضغط الولاياتالمتحدة على كوريا الشمالية للتخلى عن برنامج أسلحتها النووية، داعية إلى تنفيذ صارم للعقوبات الصارمة التى تفرضها واشنطنوالأممالمتحدة. اقرأ المزيد: هل تحقق العقوبات الأمريكية على كوريا الشمالية أهدافها؟ لكن في الوقت نفسه، تحاول كوريا الجنوبية الحليفة المقربة من الولاياتالمتحدة زيادة التعاون مع، بيونج يانج منافستها القديمة. وذكرت "رويترز" أن كوريا الجنوبية نقلت حوالي 113 طنا من المواد والمعدات بما في ذلك الصلب والنحاس والنيكل وسخانات المياه إلى كوريا الشمالية في يونيو ويوليو الماضيين، وفقا للبيانات الجمركية الصادرة عن البرلماني المعارض تشيونج يانج سيوج. وقال مكتب "تشيونج" إن المواد والمعدات المحددة في البيانات محظور تصديرها إلى كوريا الشمالية بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2397. ورفض مسؤول في وزارة الخارجية الكورية الجنوبية التعليق على البيانات الجمركية المسربة، لكنه قال إنه يتم إرسال هذه المواد والمعدات لمكتب اتصال تقوم كوريا الجنوبية ببنائه في كوريا الشمالية، في إطار جهود رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن لتحسين العلاقات بين البلدين. وصرح مسؤول في الوزارة، بأن "جميع المواد والمعدات لتشغيل المكتب وضمان راحة موظفينا"، مضيفًا أن هذه المواد "لا تمنح كوريا الشمالية أي مكاسب اقتصادية، لذلك نحن نعتقد أنها لا تخرق العقوبات". اقرأ المزيد: «العقوبات ضد روسيا».. حيلة أمريكية لاستهداف كوريا الشمالية كان مون قد تعهد بفتح هذا المكتب في "كايسونج"، على الجانب الكوري الشمالي من الحدود، هذا العام، في إطار جهوده الدبلوماسية مع كوريا الشمالية. ولم يعلق "شيونج"، البرلماني الكوري الجنوبي، عن هذه البيانات، لكنه أعرب عن اعتراضه على عدم توافر معلومات حول كمية الأموال التي تنفقها الحكومة على مكتب الاتصال. كما أعرب "شيونج" وغيره من السياسيين المعارضين عن قلقهم من أن نقل هذه المواد إلى المكتب، يمكن أن يمثل انتهاكًا لعقوبات الأممالمتحدة والجزاءات الأمريكية ضد كوريا الشمالية. كانت وكالة الجمارك الكورية الجنوبية، قد كشفت الشهر الماضي، عن قيام ثلاث شركات كورية جنوبية، باستيراد الفحم من كوريا الشمالية، على أساس أنه منتجات روسية في انتهاك لقرارات الأممالمتحدة. من جانبه، أكد شين بيوم تشول زميل معهد "أسان" للدراسات السياسية في كوريا الجنوبية، أن مثل هذه العقوبات، بالإضافة إلى مساعي "سول" لتوسيع العلاقات مع بيونج يانج، يمكن أن يؤدي إلى تفاقم التوترات مع واشنطن بشأن كيفية التعامل مع كوريا الشمالية. اقرأ المزيد: بعد تعثر المفاوضات مع أمريكا.. كوريا الشمالية تركز على الاقتصاد وأضاف شين أنه "إذا استمر الأمر على هذا النحو فسوف تتسع هوة الخلاف بين البلدين، ويمكن أن تصبح قضية أكثر خطورة". كان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، قد وافق على العمل من أجل نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، في قمة تاريخية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في يونيو الماضي في سنغافورة. إلا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قالت في تقرير لها يوم الاثنين الماضي، إنه لا يوجد أي مؤشرات تدل على أن كوريا الشمالية أوقفت أنشطتها النووية.