حملت الساعات الأخيرة العديد من الضغوطات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك بعد لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين في قمة هلسنكي بفنلندا، وهو الأمر الذي فتح مجددًا الباب أمام الاتهامات الخاصة بضلوع الروس في الانتخابات الأمريكية، والتي انتهت بفوز ترامب يناير 2017، خاصة أن بعض التصريحات التي أدلى بها مايكل كوهين المحامي الشخصي السابق للرئيس الأمريكي كانت بمثابة صدمة لقائد البيت الأبيض خلال الساعات الماضية، وذلك بعد أن أكد علمه بتواطؤ حملته الانتخابية مع روسيا. الرئيس الأمريكي عكف على نفي تلك الاتهامات، مؤكدًا أنه لم يكن على علم باجتماع ابنه دونالد جون ترامب بالمحامية الروسية ناتاليا فيسيلنتسكايا، كما حاول محامو ترامب ومسؤولو البيت الأبيض دحض أي اتهامات في هذا الصدد ضد الرئيس الأمريكي. ووصف ترامب تلك الاتهامات خلال سلسلة تغريدات عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر ب"السخيفة"، نافيًا أي تواطؤ من جانبه بالتعاون مع الروس خلال حملته الانتخابية عام 2016، والتي كانت ترتكز إلى العديد من أوجه النقص والقصور في المرشحة الديمقراطية آنذاك هيلاري كلينتون، سواء على المستوى الشخصي أو المهني، خاصة وأنها عملت كوزيرة للخارجية إبان ولاية الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الأولى. اقرأ أيضًا.. لماذا تراجع ترامب عن خططه مع الاتحاد الأوروبي وبوتين؟ وحسب ما أكدته شبكة CNN الأمريكية، فإن كوهين أكد بشكل واضح التعاون بين دونالد جون ترامب والمحامية الروسية خلال عام 2016، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي كان على علم كامل بكل تفاصيل الاجتماع الذي تم بين نجله وفيسيلنتسكايا، كما عرض المحامي الشخصي السابق لترامب إمداد المحقق الخاص روبرت مولر بكل الأدلة التي تؤكد اتهاماته لترامب. ونقلًا عن مصدر لم تذكر اسمه الشبكة الأمريكية، فإن كوهين أكد حضوره عندما أبلغ دونالد جونيور والده عن عرض الروس للاجتماع، ووافق عليه ترامب، قالت شبكة NBC الأمريكية إنها تحققت بشكل مستقل من التقرير. للمزيد: بعد أسبوع مثير للجدل.. هل يسقط ترامب؟ وخلال الساعات الأخيرة، أكد فلاديمير بوتين أنه وجه الدعوة بشكل فعلي لترامب من أجل مواصلة سلسلة الاجتماعات بين الزعيمين، والتي بدأت بقمة هلسنكي الأسبوع الماضي، مبديًا ترحيبه الشديد بعقد مزيد من الاجتماعات التي تتعلق بمختلف الملفات خلال الفترة المقبلة مع نظيره الأمريكي. إبداء الرئيس الروسي عقد سلسلة من الاجتماعات مع ترامب بما في ذلك استضافته في البيت الأبيض كانت مشروطة بعقدها في ظروف جيدة للزعيمين على حد سواء، فيما رأى ترامب أن الدعوة الرسمية هي الشرط الأبرز له من أجل الحضور لموسكو، وذلك وفقًا لما قالته سارة ساندرز المتحدثة باسم الرئيس الأمريكي. للمزيد: «سي إن إن» تكشف التسجيلات السرية لترامب ومحاميه وعلى الفور أدرك فريق ترامب أن بوتين قد صدر له أزمة كبيرة بدعوته لزيارة روسيا في الوقت الحالي، حيث أكد جون بولتون مستشار الأمن القومي أن ترامب يرغب في تأجيل الاجتماع إلى ما بعد الانتهاء من التحقيق في التدخل الروسي في انتخابات عام 2016. ووفقًا لما قالته صحيفة الجارديان البريطانية، فإن بوتين بدا مسيطرًا على ترامب في قمة هلسنكي خلال الأسبوع الماضي، وهو الأمر الذي دفع لخروج عدد من مسؤولي البيت الأبيض لتأكيد السياسة الأمريكية، وأنها لم تشهد أي تغير بعد الاجتماع الذي عقده الزعيمان في هلسنكي. وعلى مدى العامين الماضيين، مر ملف التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بالعديد من المراحل، والتي بدأت بكشف عدد من أجهزة الاستخبارات والمعلومات في الولاياتالمتحدة عن تدخل عدد من الجهات والشخصيات الروسية في الاستحقاق الديمقراطي الأمريكي، ثم تبعها بدء التحقيق على نطاق واسع في هذا الصدد، بما يشمل أيضًا مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام، وفيسبوك على وجه الخصوص، وذلك قبل أن يفجر محامي ترامب السابق مفاجأته بعلم الرئيس الأمريكي بمساعدة الروس في وصوله إلى البيت الأبيض.