إضاءة خافتة وباهتة، لغة غير الإنجليزية، أبطال يبدون دومًا كأنهم خارجون من فيلم أبيض وأسود، بهذه المعالم يمكنك التعرف على الأفلام الأوروبية دومًا، والتي وإن كانت تفتقد للدعاية فإنها قد تتفوق على أفلام هوليوود، أهم أسباب هذا التفوق هو التركيز على الجودة؛ ففي ظل اكتساح هوليوود بأفلامها التجارية التي لا تهتم بجودة الفيلم قدر اهتمامها بالأرباح، فيقل التركيز على الأداء والقصة والتواصل مع الجمهور أمام السرعة والأكشن والمؤثرات البصرية المصنعة على الكمبيوتر، كل هذا وضع الأفلام الأوروبية في مكانة مميزة بالنسبة لمحبي السينما، لأنها حققت المعادلة الصعبة وحافظت على متعة السينما وقيمها في نفس الوقت، وفي تقرير موقع Taste of Cinema نستعرض أفضل الأفلام الأوروبية لهذا القرن. 1- فيلم The Lobster أفلام المخرج اليوناني يورجوس لانثيموس معروفة بأنها لا تناسب أذواق كل الجمهور، بسبب لمحة الغرابة المزعجة التي تجدها فيها، مثلا: Dogtooth هو من الأفلام التي يراها النقاد مثيرة للجدل، فالبعض راق له كثيرًا والبعض الآخر يراه من أسوأ الأفلام في السينما، أما فيلم The Lobster فمنذ البداية تشعر أنه يقبض القلب بتأثير يشبه الكوابيس، يتركك الفيلم في حالة من الرعب، عالم غريب يجد الناس فيه أنفسهم أمام خيارين إما أن يجد شريكا للحياة أو يتم تحويلهم إلى حيوان من اختيارهم، وأخيرًا عندما يقع البطل، يقوم بدوره كولين فاريل، في الغرام ونبدأ نشعر أن الفيلم قد ينتهي نهاية سعيدة ينقلب كل شيء رأسًا على عقب، وينتهي الفيلم مخلفًا غصة في حلقك، وهو ما يميز أفلام "لانثيموس" فرغم الخيالية التي يعتمد عليها في قصصه؛ فإن المشاعر المؤلمة فيها واقعية حتى لو عجز الأبطال بسبب غرابة أطوارهم عن إظهارها، يشعر بها الجمهور من الإضاءة المعتمة والحوار القاسي. 2- فيلم Two Days, One Night مزيج من التفاؤل والتشاؤم، هكذا تعودنا من المخرج لوك داردين، وأبرز مثال على ذلك فيلم Two Days, One Night الذي قامت ببطولته الفرنسية ماريون كوتيار، ويحكي عن أم لطفلين تلقى نجاحًا غير متوقع في التغلب على اكتئابها ومرضها النفسي، والتغلب على محاولات زملائها في العمل النيل منها وحث مديرها على رفتها، ومن أجل بقاء "ماريون" في منصبها اضطرت إلى زيارة زملائها في العمل كلهم ومواجهتهم بقوة تحسد عليها، تركتنا نتوحد مع البطلة، ونشعر بما تشعر به كما لو كنا مكانها. 3- فيلم Ida بأفلامه الأبيض في أسود، نجح المخرج البولندي بافل بافليكوفسكي في ترك بصمة في السينما، وتعريف العالم كله ببولندا، من خلال فيلم Ida الذي يحكي عن راهبة متعلمة في ال18 من عمره، يتم تشجيعها من قبل الراهبة المسئولة عنها إلى زيارة عمتها قبل أن تتلو نذورها وتهب نفسها لخدمة الرب والكنيسة، إلا أنها عندما تزور الأخيرة تفاجأ بجانب مظلم في ماضيها وماضي عائلتها لم تكن تعرف عنه شيئا، بعدها تقرر "إدا" القيام برحلة للبحث عن عائلتها ومعرفة إذا ما كانوا متورطين في أحداث الهولوكوست وحرق اليهود، وخلال هذه الرحلة تكتشف "إدا" إجابات لم تكن مستعدة لها. 4- فيلم The Lives of Others السياسة لم تكن يومًا بمعزل عن الفن، وفيلم The Lives of Others الألماني واحد من الأفلام القليلة التي نجحت في تجسيد العلاقة بينهما، فهو يحكي عن"جيرد" الذي يعمل مع الشرطة السرية ومهمته مراقبة الفنانين المعارضين للنظام لوضعهم تحت السيطرة، والتعرف على آرائهم أولا بأول، إلا أنه يقع في غرام واحدة ممن يراقبهن، يكتشف الحب لأول مرة، ونرى جانبا إنسانيا يكبر ليسيطر على طريقة تصرف "جيرد" تختلف تمامًا عن طبيعة شخصيته القاسية. 5- فيلم The Best of Youth فيلم The Best of Youth الإيطالي، اعتمد على عنصرين كي ينضم إلى هذه القائمة، شخصيات أساسية وقوية، وأحداث تاريخية، الفيلم يحكي عن رحلة أخوين إلى النرويج، وهما فى أوائل العشرينيات مختلفين في الشخصية، يذهبان الرحلة بصحبة فتاة "مجنونة" جذابة، إلا أنه بعد إلقاء الشرطة القبض على الفتاة يعود الأخ الأول "ماتيو" إلى منزلهم وينضم للجيش وهو محبط للغاية، بينما يكمل الأخ الثاني "نيكولاس" الرحلة، الفيلم رسالة مهمة عن أهمية المغامرة وعيش الحياة إلى أقصاها، ومن أفضل من السينما الإيطالية لتجسيد الشباب بعنفوانه. السينما الأوروبية عادة تعتمد على مصادر مستقلة لإنتاجها، وبسبب ميزانيتها القليلة لا تخاف من الفشل مثل نظيرتها في هوليوود؛ فيصبح إخلاصها الأول والأكبر للفن في حد ذاته وتنفيذ قصة سينمائية متقنة، وهو ما يجعلها في مكانة مختلفة عن أفلام السوبر هيروز التي تركز عليها هوليوود حاليًا.