تفاقمت أزمة نقص مياه الرى بعدد من المحافظات، ما أدى إلى تأثر المحاصيل الصيفية، وعلى أثرها قامت وزارة الرى وفقا لعدد من المزارعين، بتعويض ذلك من خلال الاعتماد على مياه الصرف الصحي والزراعي شديد التلوث الذي يؤدي إلى موت الزراعات. المهندس سيد عبد الوهاب، مزارع وعضو نقابة الفلاحين بالفيوم، أكد في تصريحات خاصة ل«التحرير»، أن قرية المظلطي التابعة لكوم أوشين بالفيوم، والتي تتغذى من ترعة عبد الله وهبي، تم منع وصول المياه العذبة إليها من خلال رفع مياه الرى من مصرف بطس طامية شديد الملوحة والتلوث وتحويله إلى ترعة عبد الله وهبي لتعويض نقص المياه. وأضاف عبد الوهاب، أن مصرف طامية تنتشر به المياه المالحة وتزداد به نسبة الأملاح التي تتعدي 7 آلاف جزء من المليون، وهو ما أدى إلى موت زراعات مثل القمح والذرة وعباد الشمس والطماطم والفلفل، بسبب ارتفاع نسبة الأملاح في مياه الصرف الزراعي والصحي التي يتم بها رى الزراعات وهو ما يهدد أكثر من 20 ألف فدان بالبوار. وطالب عضو نقابة الفلاحين بالفيوم، بإنشاء محطات تحلية ومعالجة لتقليل نسبة الملوحة بالترعة التي تغذي الأراضي بالمياه، لافتا إلى انتشار العديد من الأمراض بسبب تلوث مياه الرى. وفي محافظة البحيرة، قال علي شهاب، عضو نقابة الفلاحين بالبحيرة، إن وزارة الرى تعمل على خفض مناسيب الترع، مما أدى إلى نقص مياه الرى بنهايات الترع، مشيرا إلى أن المزارعين خاصة في مركز أبو حمص بالبحيرة تعرضوا لأزمات نقص المياه هذا العام، مطالبا بضرورة تفعيل مشروع الرى الحقلي، وكذلك ترشيد مياه الرى والتوعية بذلك، فضلا عن تطهير الترع من الحشائش التي تعوق وصول مياه الرى بنهايات الترع. وأضاف أن المسئولين عن فتح بوابات الرى لا ينفذون التعليمات بل هناك البعض منهم يساوم الفلاحين لفتح بوابات الرى، وهو ما يعد أحد أشكال الفساد بالمحليات. وانتقد صرف بعض الشركات مياه الصرف الصناعي على الترع وكذلك يقوم بعض الأهالي بإلقاء مياه الصرف الصحي الزراعي بالترع مما يؤدي إلى تلوثها، لافتا إلى أن هناك بعض الترع التي تأثرت بنقص المياه مثل ترعة "بسنتواي" بمركز أبو حمص بالبحيرة. وقال الدكتور رجب عبد العظيم، وكيل أول وزارة الرى ل«التحرير»، إن الوزارة سترسل لجانا لحل أزمة نقص مياه الرى والمشاكل التي يعاني منها الفلاحون، وتابع: «لن نصمت تجاه أى نقص لمياه الرى، فضلا عن أن مشكلة زيادة ملوحة مياه الرى في الفيوم سيتم حلها وسنزيل أى مخالفات». وطالب حسين أبو صدام، النقيب العام للفلاحين، باستخدام أساليب ابتكارية لترشيد مياه الرى والاستفادة الكاملة من مياه الأمطار وإعادة تدوير مياه الصرف من خلال محطات المعالجة، كما طالب بإقامة مشروع قومي لتحلية مياه البحر، خاصة أننا أصبحنا نعيش تحت خط الفقر المائي، حيث يصل نصيب الفرد من المياه 600 متر مكعب فقط. من جانبه، أعلن بدوي النويشي، عضو مجلس النواب عن بني سويف عن تقدمه مذكرة للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بشأن التدخل لحل أزمة الانخفاض الحاد في منسوب ترعتي الجيزاوي والإبراهيمية، بدءًا بقرية الميمون جنوباً وحتى قرية صفط هرم ميدوم شمالاً، بمركز الواسطى. وقال النويشي إن انخفاض منسوب مياه الري سوف يؤثر مباشرة على ري أكثر من 50 ألف فدان بقرى مركز الواسطى بمحافظة بني سويف، الذين ينتظرون كارثة بوار وتلف المحاصيل الزراعية، واندثار الرقعة الزراعية خلال هذا الصيف، علاوة على تأثيره على محطات مياه الشرب بقرى المركز. وطالب عضو مجلس النواب، المهندس مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد عبد العاطي، وزير الري، بالتدخل العاجل من أجل الحفاظ على الرقعة الزراعية من الاندثار.