تمتلك مصر مساحة كبيرة تقدر بمليون كيلو متر مربع، يحتوي 94% منها على ثروات هائلة، بداية بالذهب الذي كانت مصر فى العصر الفرعوني أول من استخرجه واستخدمه، مرورا بثروات من الطاقة مثل الغاز والبترول، وليس انتهاء بالكثير من المعادن اللازمة للصناعة والتقنيات الحديثة مثل الفوسفات والمنجنيز والسليكون. الفوسفات في مصر الفوسفات من أهم الرواسب المعدنية فى مصر ويتركز في حزام طوله أكثر من 750 كيلومترا، يبدأ من ساحل البحر الأحمر وحتى الواحات غرباً، مروراً بوادي النيل إلى الصحراء الغربيةوقنا وإدفو، وتؤكد دراسات هيئة الثروة المعدنية أن الفوسفات لم يستغل بعد بصورة كاملة من منظور اقتصادي. ويدخل الفوسفات فى الكثير من الصناعات الأساسية، أهمها صناعة الأسمدة، كما يستخدم فى صناعة المنظفات الكيميائية والمبيدات الحشرية ومعالجة أسطح المنازل فى الوقت ذاته، ويصل إجمالى احتياطي الفوسفات فى مصر إلى 3000 مليون طن، موزعة على 42 منجم فوسفات تديرها 4 شركات حكومية فحسب. ويبلغ الناتج القومي من الفوسفات 5.5 مليون طن، يصدر منها أكثر من 3 ملايين طن سنوياً، ورغم الاحتياطي الهائل والتصدير، تستورد مصر أسمدة الفوسفات من الخارج لعدم قدرة المصنعين القائمين للأسمدة على سد احتياجات الزراعة فى مصر من الأسمدة الفوسفاتية. الفوسفات تاريخيا: وتعود قصة الفوسفات فى مصر لعام 1897 حين اكتشفت هيئة المساحة الجيولوجية وجود طبقات من الفوسفات فى الجبال قرب منطقة قفط فى صعيد مصر، غير أن صناعة الفوسفات بدأت فعلياً عام 1911، حيث تم إنشاء شركة الفوسفات المصرية فى سفاجا، التي بدأت باستغلال خام منطقة أم الحويط، وبدأ شحن الخام من خلال خط سكك حديدية تم إنشاؤه لهذا الغرض. وتمتاز السماد المنتجة من الفوسفات بسمات فريدة منها: - أنها رخيصة نسبياً مقارنة مع الأسمدة الفوسفورية العضوية / الكيميائية. - أنها صديقة للبيئة، باعتبارها مصدراً طبيعياً للفوسفور، كما أنها تعمل على تجنب استخدام الأسمدة الكيمائية التي تسهم في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري أثناء عملية التصنيع. - تزيد من خصوبة التربة بإضافة مواد مغذية أخرى، حيث تزيد نسبة الكالسيوم والماغنسيوم فى التربة وتراكم الكربون. فوسفات أبو طرطور عام 1971 قدم عالم الجيولوجيا المصري الشهير "رشدي سعيد" مشروع فوسفات أبو طرطور فى الواحات الخارجة، والتي أسفرت الدراسات الأولية عن وجود الخام فيها باحتياطي كبير، بالإضافة إلى معادن أخرى منها كبريتيد الحديد الذي يستخدم فى صناعة حمض الكبريتيك، والحجر الجيري الذي يستخدم فى صناعة الأسمنت، بالإضافة الي الكلوكونايت الذي يصنع منه البويات. قدم مشروع أبو طرطور آمالا واعدة لتنمية دائمة بالواحات بالإضافة إلى ثروة هائلة يبلغ احتياطيها أكثر من 200 مليون طن، لكن الكنز الحقيقي كان اكتشاف وجود عنصر اليورانيوم الذي يستخدم وقودا نووياً ويعد من العناصر النادرة على الأرض، بنسبة تركيز عالية واقتصادية تصل إلى 100 جزء من المليون، بإجمالي احتياطيات 21 ألف طن. توقف المشروع فى أعقاب ثورة يناير 2011 بعد سرقة 200 كيلومتر من خط سكك حديد المشروع خلال الانفلات الأمني، بتكلفة 700 مليون جنيه، غير أن شركة أبو قير للأسمدة وشركة فوسفات مصر شرعتا مؤخراً فى إنشاء مجمع صناعي متكامل للأسمدة الفوسفاتية باستثمارات 1700 مليون دولار، بمدينة الخارجة على مساحة 5 آلاف فدان، يضم 4800 فرصة عمل مباشرة بالإضافة إلى 30 ألف غير مباشرة، وينتج مواد مركبة من الفوسفات بدلا من بيع المادة الخام والتي لا يزيد سعرها على 100 دولار للطن، بينما المواد المصنعة تتجاوز 1000 دولار للطن. المثلث الذهبي: في العام 2013 أعلن محافظ قنا عادل لبيب عن اكتشاف ضخم للفوسفات فى المحافظة يبلغ احتياطيه 1645 مليون طن، وهو ما فتح الباب لتنفيذ مشروع المثلث الذهبي الضخم وإنشاء قلعة صناعية على مساحة 6000 كيلومتر ويشمل محافظاتسوهاجوقناوالبحر الأحمر. ويتضمن المشروع إقامة مصنع للأسمدة ومصنع للأسمنت بالإضافة لاستغلال خام الذهب المنتشرة مناجمه بالمنطقة، مع مصنع لإنتاج الجازولين من الطفلة الزيتية، ضمن مخطط كامل لصناعات التعدين والتصنيع والتجارة والمواني والتنمية العمرانية بالمنطقة. ووفقا للدراسة النهائية المعلنة من قبل شركة "دي بولوينا" الإيطالية المخطط العام للمشروع بالتعاون مع هيئة التنمية الصناعية فإن الاستثمارات به تقدر بنحو 16 مليار دولار، يسهم القطاع الخاص فيه بنحو 6 مليارات دولار وتدخل الحكومة باستثمارات تقدر بنحو 2 مليار دولار، ومن المقرر أن يحقق المشروع عوائد للدولة تقدر بين 6 و8 مليارات دولار سنويا، ومن المقرر أن يقام المشروع على 6 مراحل الأولى منه تستغرق نحو 5 سنوات. ويعد مشروع المثلث الذهبي عبارة عن 9 تجمعات صناعية تبعد عن محافظة قنا بنحو 100 كيلومتر إلى جانب استخراج الذهب من 100 موقع، وكذلك مشروعات لاستخراج الفوسفات قرب ساحل البحر الأحمر.