يكفى أن تبحث فى الصحف المصرية عن أخبار هيستيريا الثانوية العامة لتجد نفسك لا تتكلم عن مفاجآت إلا فى النادر القليل جدا، ويظل الأمر يتكرر كل عام، اللهم هذا العام بعد أن خفت إلى حد بعيد أخبار التسريبات وإلا تطابقت الصورة باستثناء لحالات عنف بدنى ذاتى ممثلة فى محاولات انتحار البعض، وهى كانت لا تحدث إلا بعد ظهور النتيجة فيما مضى، أما الآن فإنها تتم فى اللجان ذاتها. وقد شهدت العديد من لجان الامتحان إغماءات ومحاولات انتحار وتمزيقا لكراسات الإجابة خلال أداء الامتحان وخاصة مادتى الديناميكا وعلم النفس فى ظاهرة متزايدة نتيجة هوس سببه الخوف والقلق والتوتر الذى صنعته أنظمة القبول المتخلفة الجامدة للجامعات المصرية، التى يكون المجموع فيها هو المقياس الوحيد، وأصبح الخوف هو المحرك والهاجس الأساسى للأسر قبل الطلاب فى تحقيق أعلى مجموع مناسب لطموح الأسرة قبل طموح الطالب ذاته. ففى محافظة أسيوط ألقت طالبة بنفسها من الطابق الثالث لفشلها فى الإجابة عن أسئلة الإمتحان فى مادة الأحياء، فتحولت هى من الأحياء إلى عداد الأموات تقريبا، فى لحظة فارقة حيث ما زالت حالتها حرجة، وكانت البنت قد طلبت التوجه للحمام، وتسربت منه إلى سور الدور الثالث الذى يقع فيه الإمتحان و.. "هوب" وتم نقلها إلى المستشفى الجامعى بأسيوط. وفى المنوفية من ألقى بنفسه من الطابق الأول محاولا الانتحار وتم نقله لمستشفى شبين الكوم التعليمى، أما الإغماءات، فقد أكدت إدارة إسعاف المنوفية تأكد إصابة طالبة بإغماء فى لجنة مدرسة أزهرية، وتم إسعافها وتم إسعاف حالات أخرى بالمنوفية، وحالات عنف أخرى، حيث قام طالب بتمزيق ورقة الإجابة الخاصة بمادة الأحياء وتكررت فى أماكن أخرى بمختلف أنحاء الجمهورية، وشهدت لجان أخرى تجاوزات منها محاولات غش بالتليفون، فضلا عن حالات إعياء شديدة تعذر علاجها باللجنة، وأزمات صحية أخرى تفاقمت بسبب هيستيريا الرعب وسباق درجات التأهيل للجامعة، المناسبة التى ترضى طموح الأهل قبل الطالب كما سبق وذكرت من قبل. الأجمل والأندر فى الموضوع هذا العام رغم زيادة حالات العنف والانتحار، أن أحد المراقبين بالإسكندرية مات على كرسيه أثناء الامتحان وعيناه مفتوحتان، ولم يعلم أحد بموته إلا بعد انتهاء اللجنة، حيث لاحظوا أنه لا يتحرك ولم يطالب لم الورق كالمعتاد، وهو ما يذكرنا مع الفارق الضخم بواقعة سيدنا سليمان النبى حينما مات ولم يعلم الجن وظلوا يعملون خوفا منه ولا يدرون أنه مات وإلا ما لبثوا فى العذاب المهين، وقد أسفرت عملية تشريح جثة المراقب عن إصابته بتوقف مفاجئ فى الدورة الدموية وتم تعويضه بمراقب احتياطى. ولم يمتنع القدر أن يشارك مع هذه الهيستيريا، فهناك أكثر من مراقب وتحديدا 3 ملاحظين أصيبوا بعد انقلاب سيارتهم التى تنقلهم من بنى سويف إلى المنيا، حيث مكان اللجنة وتم تعويضهم من الكشوف الاحتياطية للملاحظين، أما البارز والملاحظ جدا هذا العام فهو ارتفاع نسبة الغياب عن حضور الامتحان فى بعض المواد بشكل لم تشهده الأعوام السابقة حتى اقتربت من حدود الظاهرة. أما الحالة الأجمل والأغرب هذا العام أو الموسم الهيستيرى للثانوية العامة، فهو هروب طالب من لجنة مدرسة منوف للتعليم الأساسى بورقة الإجابة البوكليت عن امتحان الديناميكا عقب انتهاء الامتحان مباشرة، ولا يدرى أحد ولم تخطرنا الصحيفة التى نشرت الخبر (الأخبار) عن السبب وماذا حدث فى اليوم التالى وماهو السبب، وبدلا من تسليم الورقة إجباريا حيث لا يسمح بالخروج إلا بعد تسليمها، وكيف هرب بها مخترقا المراقبين والملاحظين ومشرفى الدور.. تغيير نظام القبول بالجامعات بالمواد المؤهلة وامتحانات القدرات وغيرها سيريح الأسر قبل الطلاب من هذه الهيستيريا التى يبدو أنها مقصودة للإلهاء وشغل الانتباه ليس أكثر وحتما ستنتهى الهستيريا بتغير الرؤية ولكننا للأسف نعيش أجواء فيها الأعمى يقود أعمى آخر.. الله يرحمك ياشيخ حسنى.