"المواطنة الشيشانية"، تعد وسامًا شرفيًا يمنحه الرئيس الشيشاني للشخصيات رفيعة المستوى، فقد تقلد نجم المنتخب المصري لاعب ليفربول محمد صلاح هذا الوسام الذي أهداه إياه الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، خلال عشاء "وداعي" لبعثة "الفراعنة" المقيمة في إقليم الشيشان. ونظم العشاء في القصر الرئاسي، تكريما للبعثة في ختام إقامتها بمدينة جروزني عاصمة الشيشان، مقر إقامة وتدريب المنتخب المصري خلال مشاركته في المونديال. الزعيم الشيشاني، أبدى إعجابه بما يقدمه صلاح لاعب ليفربول في أوروبا، لكونه "خير سفير للعالم العربي والإسلامي في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم". "قديروف" ألقى كلمة خلال الحفل رحب فيها بالحضور وأعرب عن فخره واعتزازه بالفريق المصري رغم أن الحظ لم يكن حليفهم في مباريات كأس العالم. ثاني مصري يعد محمد صلاح ثاني مصري يحصل على وسام المواطنة الشيشانية الشرفية بعد أن حصل الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، على الوسام نفسه في أغسطس عام 2016 بعد زيارة "الطيب" للشيشان لافتتاح مسجد "الحاج يوسف القلقشندي" بقرية "القلقشندي" شمال العاصمة الشيشانية "جروزني"، إلى جانب تأدية الطيب لصلاة الجمعة في المسجد الذي افتتحه وإلقائه لكلمة الافتتاح في مؤتمر "من هم أهل السنة والجماعة" الذي استضافته الشيشان آنذاك. المستشار الإعلامي للسفارة المصرية بروسيا أيمن موسى، أوضح أن وسام "المواطنة الشرفية الشيشانية" هو وسام شرفي، من أرفع الأوسمة في جمهورية الشيشان، مشددا أن "المواطنة الشرفية" للجمهورية الشيشانية لا تعطي لصلاح حق الجنسية الروسية، ولكنه لقب شرفي تقديرا لمحبة الرئيس والشعب الشيشاني لصلاح. قديروف في سطور "رمضان قديروف"، هو نجل الزعيم الشيشاني أحمد قديروف، تولى رئاسة الشيشان بعد اغتيال والده وأيضا رئيس الوزراء الشيشاني في 2007، وسابقاً كان من الثوار الشيشانيين. وجاء توليه الرئاسة بعد فترة قصيرة من بلوغه الثلاثين عاما، وهو العمر الأقل الذي يسمح فيه للشخص أن يكون رئيسا في الشيشان. خلال الحرب الشيشانية الأولى قاتل رمضان قديروف إلى جانب والده ضد القوات المسلحة الروسية، وبعد الحرب أصبح السائق والحارس الشخصي لوالده أحمد قديروف الذي أصبح المفتي الانفصالي للشيشان. تم تأسيس قوات "قاديروفتسي" خلال حرب الشيشان الأولى حين أعلن أحمد قديروف الجهاد ضد روسيا، وفي بداية الحرب الشيشانية الثانية قامت جماعة قديروف بالانشقاق والانضمام إلى جانب المعسكر الروسي، ومنذ ذلك الحين قاد قديروف هذه الميليشيا بدعم من خدمات الأمن الفدرالي الروسي، وأصبح قديروف قائداً للأمن الرئاسي الشيشاني. فيما بعد أطلق على هذه الميليشيا اسم قاديروفيتس، وانتشرت شائعة في إبريل 2004 مفادها أن قديروف قتل بعيار ناري أطلقه عليه أحد مرافقيه. وفي 2009 وقعت محاولة لاغتيال قديروف ومعه العضو في البرلمان الشيشاني أدام ديليمخاوف، وتم إحباطها من قبل الشرطة، كما قامت الأجهزة الأمنية الشيشانية في 2015 بإحباط محاولة اغتيال استهدفت قديروف. فتى بوتين المدلل وقديروف هو الرئيس الأقرب إلى قلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويعتبر واحدا من أكثر الشخصيات قربا إلى الكرملين، وقد أعلن عدة مرات وفي عدة مناسبات أنه يهب حياته دفاعا عن روسيا وعن الرئيس فلاديمير بوتين، كما صرح قائلاً: "إن رئيس الشيشان وجنود الشيشان جميعهم مستعدون للتضحية من أجل الرئيس بوتين من أجل الدفاع عن روسيا". كما أكد أنه مستعد للموت من أجل روسيا والرئيس بوتين، وبسبب قوة العلاقة بين فلاديمير بوتين ورمضان قديروف فقد أُطلق على قديروف لقب "فتى بوتين المدلل". وصلت العلاقة بين بوتين وقديروف إلى حصول الأخير على ميدالية "بطل روسيا" Hero of Russia، من الرئيس فلاديمير بوتين مقابل مواقفه الشجاعة وخدمته روسيا الاتحادية ومشاركته في حماية وسلامة الأراضي الروسية، ويعد وسام "بطل روسيا" أرقى وسام تمنحه المؤسسة العسكرية في روسيا ويحصل عليه الأبطال الذين خدموا روسيا ويمنحه الرئيس الروسي شخصياً. عرف عن الرئيس الشيشاني، وطنيته الشديدة وانتمائه القوي للشيشان وروسيا، لدرجة أنه وعد بأن يطلق زوجته في حال وجد على مائدته منتجات مصنوعة خارج جمهورية الشيشان، والبلاد تنتج مثلها، مؤكداً أنه لن يسمح بأن يدخل منزله أي منتجات مصنوعة في الغرب، أو حتى خارج البلاد وكانت دولته تنتج مثلها، وهو متزوج من "ميدني قديروف" "سيدة الشيشان الأولى". ووصل به الأمر إلى فرضه عقوبات على الرئيس الأمريكي باراك أوباما نفسه، منها تجميد أرصدة، ومنع من السفر في حق باراك أوباما وقادة أوروبيين آخرين لتسببهم في المأساة التي تعيشها أوكرانيا، وحمَّل أمريكا والاتحاد الأوروبي المسؤولية عن كل ما يجري في أوكرانيا وأيضا سوريا وليبيا، لذلك قررت بلاده فرض عقوبات على أوباما ورئيس المفوضية الأوروبية وكاثرين آشتون مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد وآخرين، وبموجب هذه العقوبات يمنع هؤلاء من دخول التراب الشيشاني وتجمد أي أرصدة لهم، حسب "سبوتنيك". يعرف الرئيس الشيشاني بحبه للخيول، إلى جانب هوسه أيضا بالرياضة خاصة الملاكمة، وهو الأمر الذي دفعه إلى معاقبة أحد وزرائه داخل حلبة الملاكمة، وأقيم النزال بين قديروف ووزير الرياضة، بعدما أعرب الزعيم الشيشاني عن عدم رضاه عن تقدم عملية ترميم مبنى وزارة الرياضة المتهالك في جمهورية الشيشان، حيث قرر قديروف الذي يجيد فنون القتال والدفاع عن النفس، معاقبة وزير الرياضة، سلام بيك إسماعيلوف، بخوض مباراة ملاكمة معه. يتمتع قديروف بقدر عال من التدين والتمسك بتعاليم الإسلام، وهو أمر جعله حريصاً على زيارة المقدسات والمزارات الدينية الإسلامية كافة، وجعله يشارك في عملية غسل الكعبة عام 2010، حيث ظهر، وهو يحمل "مكنسة" ويشارك في عملية الغسل برفقة أمير منطقة مكة، كما زار الكعبة أيضا مرة أخرى، خلال هذا العام بناء على طلب تقدم به إلى وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان، ووافق عليه الملك السعودي، وفتحت له أبواب الكعبة هذا العام خلال زيارته، هو ووالدته وشقيقته. يحتفظ قديروف بشعرة من شعرات الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم"، بعدما تسلمها من الإمارات، وقام بوضعها داخل "مسجد أحمد قديروف" المركزي في الشيشان، واستقبلها قديروف في مطار "جروزني" وأوصلها إلى الجامع بموكب رسمي وبصحبته كبار رجال الدين في الدولة، كما يحتفظ قديروف بجزء من رداء النبي. من ناحية أخرى، يرى المعارضون للرئيس الشيشاني أنه طبق قواعد إسلامية صارمة في الشيشان، معتمدا على قواته الأمنية المرعبة لقمع أي معارضة. كما أن هناك مزاعم بوقوع عمليات قتل وتعذيب خارج نطاق القانون في الجمهورية، التي شهدت حربين انفصاليتين مدمرتين في التسعينيات. وفرضت الخارجية الأمريكية عقوبات على قديروف عام 2017، بالإضافة إلى أربعة مسؤولين روس بتهم انتهاكات لحقوق الإنسان، حسب "الحرة". يذكر أن الشيشان هي إحدى الجمهوريات الروسية المتمتعة بالحكم الذاتي، ولقديروف الذي يحكم المنطقة ذات الأغلبية المسلمة أهمية بالنسبة للكرملين. إذ خاضت الشيشان حربين ضد موسكو بعد انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، لكنه الآن وفي مقابل المعونات وقدر كبير من الحكم الذاتي يتعهد "قديروف" بالولاء المطلق لموسكو.