في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون للقمة التاريخية في سنغافورة، المقرر لها غدًا الثلاثاء، استقدم الزعيمان مجموعة من المساعدين لتقديم المشورة بشأن تفاصيل أي اتفاق يمكن التوصل إليه. وأشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إلى أن الجانب الكوري الشمالي لديه خبرة سابقة في التفاوض مع الأمريكيين، في حين يتكون الوفد الأمريكي من خليط من المقربين من ترامب، وعدد من المسؤولين المشاركين في المحادثات التي سبقت القمة. ويشارك في القمة من الجانب الكوري الشمالي كيم يونج تشول يعد الجنرال ونائب رئيس اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم، أكبر مسؤول كوري شمالي رفيع المستوى التقى ترامب، حيث قام بتسليمه رسالة من كيم، للتأكيد على المشاركة في قمة 12 يونيو. كما حضر مع الزعيم الكوري الشمالي اجتماعاته مع الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، والصيني شي جينبينج، ويقول المراقبون إنه يبلغ من العمر نحو 72 عامًا، وعمل على تحسين العلاقات مع كوريا الجنوبية منذ عقود، وعمل مع جميع أعضاء السلالة الحاكمة الثلاثة، ويقود الوفد العسكري في المحادثات بين الكوريتين منذ عام 1989. لم يخجل أبدًا من الكشف عن آرائه المتشددة، حيث هدد بتحويل الولاياتالمتحدة إلى "بحر من النيران" بالصواريخ النووية في عام 2013. وعلى الرغم من خلعه الزي العسكري، وارتدائه بدلة سوداء في الجولة الأخيرة من المحادثات الدبلوماسية، يبقى كيم يونج تشول مدافعا شرسا عن قائده. اقرأ المزيد: من يحمي زعيم كوريا الشمالية؟ وقد اتهمته كوريا الجنوبية بتدبير هجوم أسفر عن مقتل 46 بحارًا في عام 2010، وعن قصف جزيرة حدودية، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص. بعد الهجوم على السفينة، وضعته الولاياتالمتحدة على قائمة عقوبات تمنعه من دخول البلاد، وقد رفع اسمه من قائمة العقوبات الأمريكية في وقت سابق من هذا الشهر، قبل زيارته للبيت الأبيض، كما يشتبه في تورطه في تنظيم اختراق شركة "سوني بيكتشرز" عام 2014. كيم يو جونج ظهرت شقيقة كيم جونج أون في الأشهر الأخيرة كمسؤول كبير في الدولة، جالسة إلى جوار أخيها، خلال اجتماعه الرئيسي مع مون جاي إن في إبريل الماضي. وتشغل منصب نائب مدير قسم الدعاية والتحريض في الحزب الحاكم، وكانت محور الاهتمام في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في وقت سابق من هذا العام. وقد مثل ظهورها وابتسامتها ودردشتها بحرية في حفل الافتتاح، جانبًا أكثر جمالًا لدولة معروفة بالأسلحة النووية وانتهاكات حقوق الإنسان. ويقال إنها العقل المدبر وراء صياغة صورة كيم كرجل متواضع، عن طريق التقاط الصور مع الأطفال في المنتجعات، واحتضان الجنود وبناء صداقة غريبة مع نجم كرة السلة الأمريكي السابق دينيس رودمان. اقرأ المزيد: غدًا.. ترامب «صانع الصفقات» في مواجهة كيم «الرجل القوي» وتعد كيم يو جونج واحدة من أفراد الأسرة القليلين الموثوق فيهم، في وسط النظام الكوري الشمالي المليء بالشك، ومن المرجح أن تلعب دورًا كبيرًا في المناقشات السياسية. ري يونج هو شارك ري في الجولتين الأخيرتين من المفاوضات حول البرنامج النووي لكوريا الشمالية، اللتين انتهتا بالفشل، وساعد في صياغة تفاصيل اتفاق لتجميد النشاط النووي في التسعينيات، وكان كبير المفاوضين خلال محادثات نزع الأسلحة النووية السداسية التي توقفت قبل عقد من الزمان. كما عمل وزيراً للخارجية منذ عام 2016، وهو منصب وصل إليه من خلال مهارته في التعامل مع الأمريكيين. ويعد ري لسان حال النظام، وتسببت تصريحات اثنين من نوابه، في دفع ترامب إلى إلغاء القمة بشكل مؤقت، وقد ألقى ري العديد من التصريحات النارية، حيث وصفه الرئيس الأمريكي ب"الشرير" في خطاب ألقاه في الأممالمتحدة. لكن لغته العامة القوية تختلف عن طبيعته الحقيقية، وقد وصفته العديد من التقارير بأنه يتحدث بهدوء وتواضع، ومن المعروف أنه يتمتع بحس فكاهة ويتحدث الإنجليزية بطلاقة. وبصفته وزيرًا للخارجية، سافر إلى العديد من دول العالم أكثر من معظم المسؤولين الكوريين الشماليين، وشغل في السابق منصب سفير البلاد إلى المملكة المتحدة والسويد وزيمبابوي. المشاركون من الجانب الأمريكي: مايك بومبيو كان وزير الخارجية هو مهندس القمة الرئيسي في الولاياتالمتحدة، حيث سافر إلى بيونج يانج مرتين سرًا للقاء كيم، وكانت الرحلة الأولى في أواخر مارس، عندما كان لا يزال مدير وكالة الاستخبارات المركزية. اقرأ المزيد: هل يحبط «الضيوف غير المدعوين» لقمة سنغافورة أهداف ترامب؟ وفي سياق إقامة القمة، أصبح بومبيو أكثر نضجًا، ففي يوليو 2017، كان يدعو إلى تغيير النظام في كوريا الشمالية، وعندما بدأت الاتصالات، أصر في البداية على أن تقوم كوريا الشمالية بنزع السلاح النووي فورًا وبشكل كامل، يمكن التحقق منه، ولا رجعة فيه، قبل أن تحصل على أي فوائد. ومنذ ذلك الحين، أصبح مرنًا بشكل متزايد، تماشيًا مع ترامب، الذي تخلى عن المطالبة بنزع السلاح النووي لكوريا الشمالية بشكل كامل بعد زيارة كيم يونج تشول. جون بولتون يجعل وصول بولتون إلى منصب مستشار الأمن القومي الأمريكي، كل شخص آخر في الإدارة الأمريكية يبدو وديعًا بالمقارنة به، حيث تبنى بولتون، الذي عمل في إدارة جورج بوش الابن، وكان من أشهر الداعمين لحرب العراق، نظرة أحادية في معظم قضايا السياسة الخارجية. وتسبب ادعاؤه في مقابلة تليفزيونية، بأن إدارة ترامب ستتبع "النموذج الليبي" في التعامل مع كوريا الشمالية، في التهديد بإخراج القمة عن مسارها، كما ذكرت تقارير أن تصريحاته أغضبت ترامب. ولم تتم دعوته إلى المكتب البيضاوي عندما زاره كيم يونج تشول، لكنه سافر مع الرئيس إلى سنغافورة، ويرى البعض أنه إذا وافق ترامب على نزع السلاح النووي الكوري الشمالي بشكل تدريجي، فقد يكون من الصعب على بولتون البقاء في الإدارة. وبالعكس، إذا فشلت القمة، قد يرتفع تأثير بولتون على سياسة الولاياتالمتحدة تجاه كوريا الشمالية، على حساب وزير الخارجية بومبيو. اقرأ المزيد: البيت الأبيض يكشف تفاصيل قمة ترامب وكيم في سنغافورة أندرو كيم وقد ظهر أبرز المتخصصين في الشأن الكوري داخل وكالة الاستخبارات المركزية في الأسابيع الأخيرة، ليصبح موجودا بشكل منتظم بجوار بومبيو في المحادثات مع الكوريين الشماليين، حيث رافقه في رحلتيه إلى بيونج يانج، وحضر زيارة كيم يونج تشول إلى المكتب البيضاوي. وولد كيم وتلقى تعليمه في كوريا الجنوبية، وهو ابن عم مستشار الأمن القومي للبلاد، تشونج ايوي يونج، الذي فاجأ العالم في شهر مارس بإعلانه عن قمة كيم وترامب. وفي شهر مايو من العام الماضي، تمت إعادته إلى منصبه بعد تقاعد لم يدم طويلا، لإدارة مركز البعثة الكورية الجديد، التابع لوكالة الاستخبارات المركزية. ويعرف عنه بأنه مناهض لكوريا الشمالية، وذكرت تقارير نشرت قبل أن يحدث تقارب في العلاقات بين واشنطنوبيونج يانج، أنه سيشارك في التخطيط لضربات جوية على كوريا الشمالية، في حال أصدر ترامب الأمر بالهجوم. سونج كيم بدأت المفاوضات مع الكوريين الشماليين في الوقت الذي لم يكن هناك سفير أمريكي في سيول، وقد تم ملء هذا الفراغ الدبلوماسي بواسطة سونج كيم، المبعوث الأمريكي الحالي لدى الفلبين، وسفير للولايات المتحدة السابق في سيول، والذي شارك في آخر مرة تم فيها التوصل إلى اتفاق مع بيونج يانج في عام 2005. وقد قاد الفريق الأمريكي في المفاوضات مع المسؤولين الكوريين الشماليين في المنطقة المنزوعة السلاح، التي تفصل كوريا الشمالية والجنوبية. اقرأ المزيد: ماذا يريد كيم من أمريكا في قمة سنغافورة؟ أليسون هوكر شاركت المتخصصة في الشأن الكوري في مجلس الأمن القومي، في محادثات المنطقة المجردة من السلاح مع سونج كيم، حيث تعد واحدة من الشخصيات القليلة ضمن المسؤولين في إدارة ترامب لديهم خبرة سابقة في التعامل مع كوريا الشمالية. في عام 2014، خلال فترة حكم أوباما، رافقت مدير الاستخبارات الوطنية، جيمس كلابر، إلى بيونج يانج للتفاوض على إطلاق سراح عدد من المعتقلين الأمريكيين. وقد أثارت مشاركتها في الوفد الأمريكي إلى دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية، والذي تزامن مع وفد بقيادة كيم يونج تشول، التكهنات بوجود اتصالات تجري في هدوء بين واشنطنوبيونج يانج.