طبعة "ذاكرة الكتابة" الصادرة قبل أيام تعد الطبعة الثالثة من كتاب "أدب المقالة الصحفية"، الذى أصدره الدكتور عبد القادر حمزة في ثمانية أجزاء، بداية من عام 1956 صدر حديثًا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، ضمن سلسلة "ذاكرة الكتابة"؛ التى يشرف عليها الدكتور أحمد زكريا الشلق، كتاب "أدب المقالة الصحفية"، للدكتور عبد اللطيف حمزة، فى جزأين. ويعد عبد اللطيف حمزة (1907 - 1970)، أحد رواد الدراسات الصحفية والإعلامية فى مصر والعالم العربى، ولد في بلدة «طنسا» (محافظة بني سويف)، وتخرج فى كلية الآداب واللغات الشرقية بجامعة فؤاد الأول (القاهرة) سنة 1931، ثم استكمل دراساته العليا فنال الماجستير (1935)، ثم الدكتوراه عن «الحركة الفكرية في مصر في عصر الأيوبيين والمماليك» (1939)، كما حصل على «دبلوم» من معهد التربية العالي (1933)، وأخرى من معهد التحرير والترجمة والنشر (1941). عمل مدرسًا بجامعة القاهرة، وترقى فيها إلى رئيس لقسم الصحافة بكلية الآداب (1956)، ثم اختير أستاذًا لكرسي الفن الصحفي، كما عمل رئيسًا لقسم الصحافة بجامعتي «بغداد»و«أم درمان»، وأستاذًا زائرًا في عدد من دول العالم منها أمريكا واليابان وفرنسا. وأسهم فى تأسيس بعض المجلات الثقافية، كما أنشأ هيئة خريجى الصحافة فى مصر عام 1958، وفى نشاطه العلمى والاجتماعى أسهم فى تأسيس وإنشاء كلية الإعلام بجامعة القاهرة عام 1970، وكذلك أنشأ قسمًا للصحافة والإعلام بجامعة أم درمان بالسودان. ترك الدكتور عبد اللطيف حمزة تراثا هائلا، ففى آخر كتبه المنشورة قبل وفاته بأيام "الإعلام فى صدر الإسلام"، كتب: "إننى شاركت فى الثقافة الإسلامية بأكثر من عشرين كتابا، كما وضعت فى الثقافة الصحفية والإعلامية ما لا يقل عن أربعين بحثا". فهو إضافة إلى كتاب "أدب المقالة الصحفية"، قد أصدرعددًا من الكتب المتعلقة بالصحافة والإعلام، التى تعتبر بحق مراجع لا غنى عنها لكل صحفى وإعلامى، منها: «الأدب والصحافة في مصر»، 1955، و«المدخل في التحرير الصحفي»، 1956، و«مستقبل الصحافة في مصر»، 1957، و«الصحافة المصرية في مائة عام»، 1960، و«الصحافة والمجتمع»، 1963، و«الإعلام - تاريخه ومذاهبه»، 1965، قصة الصحافة العربية فى مصر: منذ نشأتها الى منتصف القرن العشرين، الإعلام والدعاية، و«الدعاية والإعلام في عهد الرسول»، منشورات جامعة أم درمان. ونذكر من البحوث والدراسات والتراجم التى أصدرها: «ابن المقفع»، 1935، و«صلاح الدين»، 1944، و«حكم قراقوش»، 1945، وهو موضوع رسالته في الماجستير، و«أدب الحروب الصليبية»، 1949، و«الفاشوش في حكم قراقوش»، 1951، و«الأدب المصري منذ قيام الدولة الأيوبية إلى مجيء الحملة الفرنسية»، 1960، و«القلقشندي مؤلف صبح الأعشى» - 1962، وكما اشترك في ترجمة كتاب «تراث الإسلام» مع لجنة الجامعيين لنشر العلم. نال وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى لعام 68 - 1969. طبعة "ذاكرة الكتابة" الصادرة قبل أيام تعد الطبعة الثالثة من كتاب "أدب المقالة الصحفية"، الذى أصدره الدكتور عبد القادر حمزة فى ثمانية أجزاء، بداية من عام 1956، وفى تقديمه للجزء الأول نطالع تلك الملاحظة التى يذكرها وكأنه يؤرخ لما سيصبح فيما بعد وعلى يده "كلية الإعلام" فى جامعة القاهرة، وهى إشارة لافتة، حيث يذكر أنه يقدم كتابه لطلاب "قسم التحرير والترجمة والصحافة- جامعة القاهرة، وهو القسم الذى أنشئ فى مصر منذ عام 1954 فقط، وإن كان قد سبقه إلى الوجود "معهد التحرير والترجمة والصحافة" بالجامعة منذ سنة 1940، وكان لا يقبل فى ذلك المعهد غير الطلبة، الذين أتموا دروسهم فى كليات الجامعة على اختلافها، على حين أن القسم أصبح يقبل فيه الطلبة الحاصلون على شهادة إتمام الدراسة الثانوية". وفى عام 1995 أعادت الهيئة المصرية العامة للكتاب طباعة الكتاب فى ثلاثة مجلدات، وقدمت للجزء الأول بهذا التعريف الجامع: في كل تخصص علمي هناك الكتاب الجامع أو العمدة الذي تنطلق منه، وتدور حوله معظم المؤلفات في هذا التخصص أو ذاك، وأدب المقالة الصحفية في مصر هو الكتاب العمدة بين كل ما كتب بالعربية في الفن الصحفي بشكل عام، وفي فن التحرير الصحفي بشكل خاص، وما زالت أفكار الكتاب وتحليلاته ومداخلاته تنير الطريق أمام شباب الباحثين في الصحافة والإعلام حتى اليوم"، وللمجلد الثانى بهذا التعريف: هذا هو المجلد الثاني من السفر العلمي الكبير، جامعا بين دفتيه الأجزاء الرابع والخامس والسادس. وأهمية هذا الكتاب ليس في كونه الكتاب العمدة في الدراسات الصحفية والإعلامية العربية فقط، ولا لكونه الكتاب الرائد في فن الكتابة والتحرير الصحفي في المكتبة العربية أيضًا، إنما لأنه كان أول محاولة أكاديمية لتحويل الكتابة الصحفية من فن يقوم على الموهبة إلى علم يبنى على أسس وقواعد النظريات الحديثة في علوم الإعلام والاتصال. وللتعريف بالجزء الثالث: هذا هو المجلد الثالث من السفر العلمي القيم أدب المقالة الصحفية في مصر للأستاذ الدكتور عبد اللطيف حمزة رائد الدراسات الصحفية والإعلامية في مصر والعالم العربي والمجلد الجديد يضم كتابين مهمين من هذه السلسلة الفريدة الأول أمين الرافعي في صحف اللواء والشعب والأخبار وغيرها، والثاني عبد القادر حمزة في جريدة الأهالي والبلاغ، وهما يشكلان الجزأين السابع والثامن من سلسلة كتبه في أدب المقالة الصحفية في مصر. وهذان الجزآن يكملان ما بدأه الدكتور عبد اللطيف حمزة في الأجزاء الستة السابقة المقسمة على مجلدين لوضع صياغة جديدة لتاريخ مصر الحديث من خلال منهج علمي جديد يمكن أن نطلق عليه التفسير الصحفي والإعلامي للتاريخ المصري الحديث".