فنانون أجبرهم التجاهل على الاعتزال.. فُلة الجزائرية أحزنها ضعف التقدير

التجاهل والمتغيرات، التي طرأت على الساحة الفنية، دفع عددا من الفنانين إلى الإقدام على قرار الاعتزال، ليس في مصر فحسب، بل أيضًا في الدول العربية، ومن هؤلاء من تراجع عن قراره حبًا فيما يُقدّمه، أو أصر على رفضه للواقع الفني الحالي، والمضمون الذي يُقدّم، بل وأصيب عدد منهم بالإحباط لغياب التقدير، حتى رحل عن عالمنا كمدًا وحزنًا على مشواره الذي لم يُكمله بسبب إقصائه وتهميشه مقابل التوجه من قِبل المنتجين إلى العمل مع النجوم الجُدد.
فُلة الجزائرية
أعلنت الفنانة الجزائرية فُلة العبابسة، اعتزالها الفن بشكل نهائي، مبررة ذلك بالإقصاء والتهميش المتواصل، الذي تعاني منه منذ سنوات، مقدّمةً الاعتذار لجمهورها عن قرارها الأخير، وأشارت إلى أنها تنوي التوجه نحو مجال الأعمال.
وأكدت، أثناء حلولها ضيفة على برنامج «نقاش على المباشر»، بقناة «النهار» المحلية، أنها لا تستطيع مواصلة مسيرتها الفنية بسبب «الرداءة»، التي وصلت لها الساحة الفنية في الجزائر، منوهة بأنها لم تنل التقدير الذي تستحقه في بلدها.
وكانت فُلة الجزائرية، قد حصلت مؤخرا على جائزة العملاقة سعاد محمد، للدورة الثانية لمهرجان قديم وجديد، الذي ينظمه سنويًا مكتب الأمم المتحدة للفنون لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا «يونارتس».
مجدي صبحي
في 10 نوفمبر 2017، أعلن الفنان مجدي صبحي، شقيق الفنان محمد صبحي، اعتزاله الفن نهائيًا، عبر حسابه ب«فيسبوك»، موجهًا الشكر لكل من دعمه في عالم الفن.
وكتب صبحي: «اعتزلت الفن نهائيًا، أشكر كل من قدمني فنيًا على مدار38 سنة فن، أشكر كل زملائي الفنانين المحترمين الذين تعاملت معهم على مدار عمري الفني، أشكر كل أصدقائي الذين عرفتهم منذ صغري ودعموني فنيًا، أشكر أصدقائي على فيس بوك المحترمين الذين أمطروني بكلمات الحب والتقدير، أشكركم جميعًا.. وداعًا يا من أحببتكم».
يذكر أن «مجدي» شارك شقيقه «محمد» في العديد من الأعمال التليفزيونية والمسرحية منها مسلسلات «يوميات ونيس، فارس بلا جواد، أنا وهؤلاء»، ومسرحيات «كارمن، لعبة الست، ماما أمريكا»، وآخر أعماله كانت في عام 2010، وهو الجزء السابع من «ونيس وأيامه»، ومسلسل «سي عمر وليلى أفندي».
محمد التاجي
في منتصف أغسطس 2017، أعلن الفنان محمد التاجي، اعتزال الفن، بسبب سوء المعاملة، التي شاهدها من داخل الوسط الفني، وخاصةً تجاهله تمامًا من المنتجين صناع الأعمال، حسب تعبيره.
وعقب ذلك، تراجع «التاجي»، في تصريحات لبرنامج «عرب وود»، عبر فضائية «روتانا»، موضحًا أنه فكر في هذا القرار بعد شعوره بعدم التقدير، قائلًا: «المنتجين والمخرجين دلوقتي مش بيراعوا السن ولا الخبرة، وبيعملوا قيمة للفنانين الصغيرين على حساب اللي زييّ، وعشان كده أنا قررت إني مش هاشتغل تاني غير بشروطي، أنا عايز أطمن جمهوري إني ماعتزلتش وإني هافضل موجود، وإني مش هقدم أي دور يقلل مني ومن تاريخي».
يوسف شعبان
وفي أواخر يوليو 2017، أعلن الفنان يوسف شعبان، غاضبًا اعتزاله الفن وابتعاده عن الوسط بسبب ما يجري، بعدما شارك في بطولة أكثر من 250 عملًا فنيًا، مؤكدًا في تصريحات تليفزيونية، أن الأجيال الفنية السابقة ساهمت في أن تكون مصر هي هوليوود الشرق، بدافع الحب تجاه البلد، فيما تغير الوضع بالنسبة للجيل الحالي، معتبرًا أن كل فرد بات يساهم في تدمير مصر، بسبب ما حدث من انهيار أخلاقي في الفن، حيث صارت الموضوعات التي يتم طرحها في الأعمال تأتي من صفحات الحوادث، ولم يعد هناك قصة أدبية تُقدم.
وفي أواخر أكتوبر التالي، أعلن شعبان، في تصريحات صحفية، تراجعه عن الاعتزال، معقبًا: «الفنان لا يعتزل إلا بوفاته، فالفن ليس مهنة يمارسها البعض لحين يصل إلى المعاش، أو لاعب كرة يعتزل اللعب لأنه لم يعد يستطيع تمرير الكرة، والفنان قادر على العطاء حتى آخر لحظة في حياته، ولكن هناك اعتزال من نوع آخر، وهو أن يشعر الفنان بغربة، ويجد صعوبة في التأقلم مع المحيطين به، وعليه ينزوي بعيدًا».
محمود الجندي
في يوليو 2017، أعلن الفنان محمود الجندي، اعتزاله الفن، وقال إن القرار جاء بعد فترة من التفكير فيما وصل إليه حال الفن والساحة الفنية في الوقت الراهن، مضيفًا أن قراره هذا لا عودة، وأكد أن عدم التقدير كان أحد أسباب اعتزاله، مختتمًا: «اعتزالي للفن ده قرار أخير».
حمدي أحمد
في مارس 2015، قرر الفنان المصري حمدي أحمد، اعتزال التمثيل بشكل نهائي، لأن تقدير الفنانين الكبار اختفى، حسب تعبيره، موضحًا أن ابتعاده طيلة السنوات السابقة ساعده على حسم أمره واتخاذ القرار والابتعاد نهائيًا، مشيرًا إلى أنه ابتعد بالفعل، حيث إن آخر أعماله الدرامية هي مسلسل «في غمضة عين»، 2013، الذي قدّمه مع أنغام وداليا البحيري، وفيلم «صرخة نملة» 2011، مع عمرو عبد الجليل ورانيا يوسف.
وقال حمدي، في تصريحات صحفية حينها: «اكتفيت بما قدّمت في مشواري وقررت الاعتزال، لأن الجو العام في الوسط الفني لم يعد كما كان، ولم يعد هناك تقدير لجيلنا، ما يشغلني الآن هو متابعة أحوال البلد من خلال البرامج، وتحليل ما يحدث وللأسف هناك أشياء في الإعلام، خصوصًا في البرامج الحوارية لا تعجبني، فمثلًا هناك موضوعات لا تليق مناقشتها في برامج يشاهدها ملايين الأسر مثل الشذوذ الجنسي أو الجن، إذا ما الذي نستفيده من مناقشة مثل هذه القضايا».
وفي الثامن من يناير 2016، تُوفي الفنان القدير، وقالت نجلته «ميريت» عقب الوفاة في تصريحات صحفية، «كان ذلك أصعب شيء مرّ على نفسه هو ابتعاده في السنوات الأخيرة.. أستطيع أن أقول إنه مات كمدًا وحزنًا بل لا أبالغ إذا قلت إن أبي انتحر بسبب التمثيل».
فهد الحيان
ديسمبر 2014، أعلن الممثل السعودي فهد الحيان اعتزاله التمثيل، بعد مسيرة فنية استمرت لأكثر من 20 عامًا قدم خلالها عددًا من الأعمال الكوميدية، موضحًا أنه قرر الاعتزال بسبب سوء الأوضاع الفنية في المملكة، وكان آخر أعماله مسلسل «هشتقة»، عام 2012.