نشاط مكثف قامت به الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة، في اليوم الأول لمشاركتها على رأس وفد مصري رفيع المستوى ضم نورا علي رئيسة اتحاد الغرف السياحية، واللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء، واللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر، ببورصة برلين السياحية الدولية ITB التي انطلقت أمس بالعاصمة الألمانية. المشاط استهلت عملها بعقد لقاء موسع مع كبار منظمي الرحلات في ألمانيا وأوروبا، ومن بينهم: "Anex Tour ،LMX Touristik ،Der Touristic ،ETI ،FTI ،TUI"، وأكدت الوزيرة أن مصر في طريقها إلى استعادة قوتها السياحية، وأن منظمي الرحلات الأجانب الذين التقت بهم في برلين أكدوا تفاؤلهم بعودة السياحة إلى مصر، وهناك مؤشرات جيدة على زيادة الحجوزات للمقصد المصري خلال الموسم المقبل. وقالت المشاط: إن ذلك التفاؤل الذي أبداه كبار منظمي الرحلات يعطي دفعة لمزيد من التعاون معهم، وإنها ناقشت المشكلات التي تواجه عملهم في مصر، حيث أكدت لهم أن مصر ملتزمة بكل اتفاقاتها التي أبرمت من قبل مع الشركاء الأجانب ما بين عامي 2015 - 2017، وأن وزارة السياحة سددت معظم هذه المستحقات، وجار العمل على سداد العمل الباقي وفق الضوابط المالية والقانونية المبرمة معهم. وأشارت الوزيرة إلى أن اللقاء تناول تقييم برنامج تحفيز الطيران للوصول إلى صيغة جديدة تعمل على مصلحة الطرفين، وكذلك ناقشت التعاون معهم في مجال الحملات المشتركة بما يساعد على جذب المزيد من السياحة الى مصر، والتباحث على شكل البرنامج الجديد الذي سينطلق في نوفمبر هذا العام، وشددت على ضرورة الاهتمام بالسياحة الثقافية وتشجيع السياحة إلى الأقصر وأسوان وأبو سمبل في ظل اهتمام العالم بالاكتشافات الأثرية الجديدة في مصر. على المستوى السياسي، عقدت المشاط مجموعة من اللقاءات السياسية المهمة، استهلتها بلقاء إيريس جلايكه وزيرة الدولة المسئولة عن السياحة في وزارة الاقتصاد والطاقة الألمانية، ومفوضة الحكومة الفيدرالية للسياحة، حيث طالبت المشّاط الحكومة الألمانية بدراسة إنهاء التحذير الخاص لشركاتها بالطيران على ارتفاع أقل من 26 ألف قدم فوق منطقة جنوبسيناء، وذلك لتنشيط السياحة إلى هذه المنطقة، مشيرةً إلى أن مساهمة ألمانيا في حل هذه المشكلة يساعد بالطبع في دعم السياحة القادرة على توفير فرص العمل للشباب حتى لا يعاني من البطالة وبالتالي يستطيع التغلب على الأفكار المتطرفة. وبحثت وزيرة السياحة مع رئيسي لجنتي السياحة والتعاون الإنمائي في البرلمان الألماني -البوندستاج-، سبل تعزيز التعاون بين البلدين في قطاع السياحة وزيادة تدفقات السياحة الألمانية إلى مصر، فضلا عن الدعم الألماني لمصر في مجال التعليم والتدريب المهني والفندقي، مشيرة إلى أن وصول عدد السائحين الألمان إلى مصر في عام 2017 إلى مليون و200 ألف سائح، إنما يعكس ما يتمتع به المنتج السياحي المصري من جاذبية للسائح الألماني. وطلبت المشّاط من المسئولين الألمان دراسة مساواة مصر بباقي المقاصد السياحية المنافسة فيما يتعلق بالضريبة المفروضة على السائحين الألمان المغادرين إلى هذه المقاصد والتي تحددها الحكومة الألمانية جغرافيا، مشيرةً إلى أنه من الصعب فرض 27 يورو على السائح الألماني إلى مصر بينما يتم فرض 7 يورو على المسافر إلى تركيا مثلاً مما يحدث نوعا من الصعوبة في المنافسة. وأكدت الوزيرة للمسئولين الألمان أهمية وعمق العلاقات السياسية والاقتصادية المصرية الألمانية وما يوليه الرئيس عبد الفتاح السيسي من اهتمام كبير بتعزيز التعاون مع ألمانيا في جميع المجالات، باعتبارها دولة صديقة ومن أكبر الدول التي تتعاون مع مصر. كما التقت الوزيرة نظيرتها الأمريكية إيزابيل هيل، وقالت الأخيرة إن الولاياتالمتحدة لجأت إلى طريقة جديدة في إدارة ملف التسويق والتنشيط، وذلك للبعد عن البيروقراطية التي كانت تعاني منها، حيث تم التوصل إلى فكرة جديدة وهي أن يضع القطاع الخاص نصف ميزانية هذه الهيئة أو برامج التنشيط، ثم تضع الحكومة الأمريكية مبلغا مماثلا لما وضعه القطاع الخاص، وذلك يجعل هذه الهيئة بمثابة شركة قطاع خاص حتى لا يتعرقل الإبداع بسبب الإجراءات الحكومية. وقالت المشّاط: إننا ندرس هذه التجربة بعناية في إطار إعادة هيكلة هيئة تنشيط السياحة حتى يمكن أن تنطلق لتحقيق المزيد من التنشيط والاهتمام بفكر ورؤية القطاع الخاص، كما بحثت مع الوزيرة الأمريكية سبل التعاون في المرحلة القادمة، سواء من خلال اتفاقيات أو بروتوكولات ثنائية يقترحها المسئولون في الجانبين ثم تعرض على القيادة السياسية للاستفادة بذلك في تنشيط السياحة من السوق الأمريكية، بالإضافة إلى تعزيز فرص التوظيف في القطاع الخاص وبالتالي محاربة الأفكار المتطرفة. وعقدت المشاط عددا من اللقاءات الإعلامية مع مجموعة من وسائل الإعلام والصحف الألمانية والعالمية والمجلات المهنية المتخصصة، ومن بينها: "ZDF، AFP، ومجلة FVW Medien، وجريدة Frankfurter Allgemeine Zeitung الألمانية، ومجلة Travel Inside، وكالة DPA الصحفية، ومجلة Wiadomosci Turystyczne البولندية، ومجلة TAI السياحية، ومجلة Touristik Akuel، كما أجرت مقابلة مع قناة CNBC الإخبارية". وأكدت أن مشاركتها بالبورصة جاءت لإبراز وتسليط الضوء على أن مصر موجودة وبقوة على خريطة السياحة العالمية ولاستعراض الجديد في السياحة المصرية، إلى جانب الدعوة لزيارة المقصد السياحي المصري للاستمتاع بتجربة سياحية فريدة ليس لها مثيل، بالإضافة إلى لقاء شركاء المهنة من منظمى الرحلات الدوليين خلال المشاركة لتشجيعهم على زيادة رحلاتهم إلى المقصد المصرى. كما أوضحت المشاط، أن القطاع السياحى المصرى يعمل من خلال خطة مدروسة بدأت تؤتي ثمارها وذلك في ضوء الحرص والإصرار على بناء أساس قوي يضمن مستقبلا مستداما للسياحة، لا سيما في ظل التنوع وغنى المنتج السياحى المصرى، لافتة إلى أن القيادة السياسية تولي اهتماما كبيرا بقطاع السياحة وتسخر الموارد اللازمة لتنمية هذا القطاع الحيوي، مشيرة إلى أنه تم إنشاء المجلس الأعلى للسياحة برئاسة رئيس الجمهورية عام 2017 لوضع حلول عاجلة لأي مشكلة تعرقل عمل القطاع، والاستماع لجميع الأطراف ذات الصِّلة بالقطاع والعمل على التأكد من وضع الخطط الشاملة لتنميته. وتابعت: "السياحة الوافدة من ألمانيا كانت الأعلى في 2017، تلتها أوكرانيا، ثم السعودية، وأشار تقرير منظمة السياحة العالمية إلى أن مصر ثاني أكثر الوجهات السياحية نموا في 2017، علاوة على أن النجاح الذى تحقق كان أكبر بكثير من الأرقام حيث تمثل في المجتمعات التي تمت تنميتها من خلال تحسين البنية التحتية وتوفير فرص عمل بها". وتحدثت الوزيرة عن اتجاه الدولة لإقامة مدن جديدة، مما يؤدي إلى تطوير الخدمات التي تقدم للمواطنين في هذه المناطق، وخلق فرص عمل، وتنمية المجتمعات المحيطة بهذه الأماكن مثل مدينة العلمين الحديدة والتي ستكون مدينة متكاملة على مستوى عالمي والتي سيكون بها طاقة فندقية تصل إلى 25 ألف غرفة على اعتبار إنشائها مدينة متكاملة لا تخضع للشروط الموسمية. وقالت إن الوزارة تولي اهتماما كبيرا بالسياحة الثقافية، مشيرة إلى أن الآثار المصرية ليس لها مثيل في العالم، وأن الاكتشافات الأثرية الجديدة لا تتوقف وتلقى اهتماما من العالم أجمع، كما أن المتحف المصري الكبير والذى يعد أكبر متحف للآثار في العالم سوف يتم افتتاحه نهاية 2018، بالتزامن مع المشروع الكبير لتطوير منطقة الأهرامات الذي سيتم افتتاحه في يونيو 2018.