"هل ينجح ترامب في إنهاء الأزمة الخليجية؟".. سؤال يلوح في الأفق، خاصة بعد إعلان الإدارة الأمريكية استضافة قادة دول الخليج بمنتجع "كامب ديفيد" في مايو المقبل، من أجل عقد اجتماع للمصالحة. حيث يهدف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التوسط في الأمر من أجل عقد مصالحة، فيما رأى الخبراء أن الخطة الأمريكية لاستضافة قادة دول الخليج في "كامب ديفيد" قد لا تنهي الخلاف، وفقا لصحيفة "ميدل إيست آي" البريطانية. ونقلت الصحيفة عن شخصيات ذات صلة، من دول مجلس التعاون ومن الإدارة الأمريكية، قناعاتهم بأنه لا توجد إشارات كافية بتوفر فرص نجاح مسبقة للمؤتمر. بدوره قال حسين إيبش، الباحث في معهد الخليج بواشنطن، إن "أحد العوامل الجديدة هو أنه بعد أشهر من الأزمة الخليجية، يتعاون الآن البيت الأبيض والبنتاجون ووزارة الخارجية من أجل التوسط لحل الصراع". وأضاف أنه في الأيام الأخيرة، تحدث ترامب هاتفيا مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، والأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، حيث يعتزم هؤلاء القادة الثلاثة زيارة واشنطن فى مارس وإبريل المقبل. وأوضح "إيبش" أن البيت الأبيض استخدم لهجة شبه متطابقة في المكالمات الثلاث، مشدداً على "أهمية التعاون الإقليمي". فيما رأى سيجورد نويباور، محلل خليجي، أن "الحديث المماثل يشير إلى أن ترامب لا يرغب في الإشارة إلى تفضيل حليف خليجي على آخر". بينما علقت الصحيفة بالقول إن "النهج الحالي يمثل تحولاً في الإدارة الأمريكية، ففي يونيو الماضي، اتهم ترامب الدوحة بتمويل الإرهاب، وفي الشهر التالي، وقعت الإدارة الأمريكية مع قطر اتفاقية لمكافحة الإرهاب". وعلى الرغم من الدبلوماسية المتسارعة، قال المحللون إنهم "ليسوا متأكدين مما إذا كانت وساطة الولاياتالمتحدة ستقدم تنازلات تحفظ ماء الوجه أو ما إذا كان مجلس التعاون الخليجي -المؤلف من السعودية والإماراتوقطر والبحرين والكويت وعمان- قد ينحل". عماد حرب، مدير الأبحاث والتحليل في المركز العربي بواشنطن، قال: "لقد مرت تسعة أشهر على الخلاف الخليجي، ومن الصعب الوصول إلى حل يهدف إلى رضا الجميع.. لن يحصل أحد على جميع ما يريد، لذلك لا بد من التوصل إلى حل توفيقي". وأشار "حرب" إلى أنه على الرغم من المبادرات الدبلوماسية لواشنطن، فإن الفجوة بين دول الخليج المتحالفة مع الولاياتالمتحدة قد تتسع. وأوضح أن قطر ستبحث دائما عن مصالحها الخاصة، حيث ستقوم بتحويل رهاناتها مع الأصدقاء خارج دول مجلس التعاون الخليجي، مضيفا: "لن يضعوا كل بيضهم في سلة واحدة بعد الآن". كانت الإمارات والسعودية والبحرين ومصر قطعت العلاقات التجارية وروابط النقل مع قطر في يونيو الماضي، متهمة إياها بدعم الإرهاب.