باتت السيارات الكهربائية هي الأيقونة المميزة لتلك الصناعة في الوقت الحالي، وهي أيضًا النمط المستقبلي للمركبات وأغراض التنقل بشكل رئيسي، ولذلك فإن العديد من الشرائح الجماهيرية باتت معنية بشكل رئيسي بقدرات وإمكانات وعيوب السيارات الكهربائية، وتتابع معدلات انتشارها على مستوى العديد من الأسواق العالمية في الوقت الحالي، وهو الأمر الذي يُفسر إمكانية ظهورها خلال الفترة المقبلة بمجالات انتشار أوسع، وفي هذا السياق نستعرض أهم ملامح المقارنة بين السيارات الكهربائية ونظيراتها التي تعمل بالوقود المحروق مثل البنزين والديزل. التاريخ السيارات الكهربائية السيارات الكهربائية ربما اعتقد البعض أن هذا النوع المتطور هو وليد الألفية الجديدة، والحقيقة أن هذا الاعتقاد يبدو بعيدًا عن الواقع، فمنذ بداية القرن الماضي، بدأ التفكير يتوجه إلى الاعتماد على الكهرباء كوسيلة لتشغيل السيارات بالعديد من الموديلات، وهو الأمر الذي لاقى استحسانا واسعا في تلك الفترة، خاصة أن العديد من الشركات العالمية قد وضعت خططها بشكل فعلي لتنفيذ هذا التوجه، لتظهر أولى إنتاجاته، عندما تم الكشف عن سيارة ونر بورش، والتي تعد أولى محاولات الإنسان لإنتاج سيارة كهربائية، وتمكنت الشركة من تصنيع موديل يعمل بمحرك هجين لأول مرة في عام 1900، لتكون بذلك أول سيارة في التاريخ من هذا الطراز. سيارات الوقود أما عن السيارات التي تعمل بالوقود المحروق، مثل البنزين والديزل، فقد ظهرت منذ القرن الثامن عشر، واستطاعت العديد من البلدان أن تُحدث نقلة كبيرة على مستوى الصناعة، مثل ألمانيا والتي قادت بشكل واضح الطابع الرياضي في السيارات، والنمور الآسيوية التي فضلت الواقعية بصناعة السيارات، والتي تمثلت في إنتاج العشرات من الموديلات التي تلقى شعبية واسعة لدى الجماهير بأسعار منخفضة مقارنة بالموديلات الفاخرة. طريقة التشغيل السيارات الكهربائية هي أنواع من السيارات تعتمد بشكل رئيسي على محرك يعمل بالكهرباء وليس الوقود المحروق، وهي الطريقة الأمثل للتحول من البترول إلى مصادر الطاقة النظيفة، حيث تعتمد تصميمات السيارة الكهربائية على محرك يعمل بالكهرباء، ونظام تحكم كهربائي، وبطارية قوية يمكن إعادة شحنها مع المحافظة على خفض وزنها. السيارات الكهربائية تعتمد على نفس الأنظمة الفنية الخاصة بالموديلات التي تعمل بالوقود المحروق، فهي تعتمد في الأساس على نظام يضخ قوة حصانية يمكن قياسها بالكيلو وات، بالإضافة إلى اعتمادها على نظام حركي لنقل السيارة من وضعية الثبات، بنفس الطرق الفنية المعروفة في سيارات الحرق الداخلي، ولذلك فإن الاعتماد بشكل رئيسي يكون على مقدار عزم الدوران الخاص بالمحرك. وعن أنظمة التبريد، تمتلك السيارة الكهربائية شكلا مماثلا لتلك التي تعتمد عليه موديلات الحرق الداخلي، فدرجات الحرارة العالية التي تنتج عن السيارات الكهربائية تحتاج إلى دورة تبريد خاصة، عبارة عن قنوات خاصة بسائل يستطيع تخفيف درجة حرارة أجزاء المحرك، وهو في الغالب يكون مخلوطًا بمحلول لمنع التجمد. ويعتمد عدد من الموديلات الكهربائية الحديثة على أنظمة تبريد مماثلة لموديلات الاحتراق الداخلي، وإن كانت النية تتجه في العديد من السيارات الكهربائية الحديثة، إلى الاعتماد بشكل رئيسي على السائل المبرد، والذي يمكن أن يكون الحل الأمثل لإنقاص وزن السيارة، والاستغناء عن عدد من الأجزاء في خطوط دورة المياه التقليدية في سيارات الحرق الداخلي. سيارات الوقود تعتمد سيارات الحرق الداخلي على نظام تبريد "دورة" تنتقل فيها المياه بين أجزاء المحرك في دورة كاملة من أجل تبريد أجزائه، ويشمل هذا النظام "قربة مياه" و"راديتر" وفروع توصيل، وهي المسؤولة عن انتقال المياه من جهة إلى أخرى، ولا يزال هذا النظام هو الأكثر نموذجية في تخفيض حرارة المحرك بشكل رئيسي. استهلاك الوقود السيارات الكهربائية تعتمد السيارات الكهربائية على معدلات لاستخدام البطارية، أو ما يمكن وصفه بمعدلات استهلاك الطاقة الكهربائية المُخزنة، وهو المعيار الذي يتم الالتزام به بشكل رئيسي في قياس قدرات السيارة، وهو أيضًا العامل الفارق في تقسيم السيارات الكهربائية إلى شرائح متعددة في الأسواق العالمية. عمر البطارية يتناول العديد من الروايات غير الصحيحة بعض الادعاءات بشأن عمر البطارية العملي أثناء السير، حيث تشير بعض الأقاويل إلى عدم قدرتها على الاستمرار لفترات طويلة في العمل، إلا أن الدراسات التي أثبتت استخدام سيارة نيسان ليف الكهربائية الخالصة في العمل التجاري "تاكسي"، يفند تلك الادعاءات، لا سيما أنها قادرة على إبقاء 75% من شحن البطارية بعد السير لمسافة 150 كم. ويعتقد البعض أن هناك حاجة ماسة إلى تغيير تصميم المنزل وقدرته على توفير ضغط الكهرباء، لمنح السيارة الشحن اللازم لبطاريتها، إلا أن هذا الأمر يبدو غير دقيق، خاصة أن العديد من السيارات تكتفي ب110 فولت فقط، وهو الضغط الذي يمكن أن يتوافر في المنازل بشكل سلس، ولا يحتاج إلى تغيير أساساته أو بنيته التحتية. سيارات الوقود تعتمد قدرات السيارات التي تعمل بالوقود المحروق، على مقدار المسافة التي تستطيع سيرها المركبة بكمية محددة من الوقود، أو قياس نفس القدرات عن طريق تحديد المسافة وتغيير كمية الوقود، بحيث يمكن الحكم على قدرات السيارة في استهلاك الوقود من خلال مقدار البنزين أو الديزل المُستخدم للسير إلى مسافة مقدارها 100 كم، وهو الأمر الذي لا يزال يشكل عامل حاسم في اختيار السيارات. السعر على الرغم من إنتاج العشرات من السيارات الكهربائية بأسعار عالية في الآونة الأخيرة، إلا أن التوقعات تسير نحو إمكانية خفض الأسعار الخاصة بتلك الموديلات، حيث أعلنت بعض الشركات وخاصة تحالف "رينو – نيسان"، أن موديلاتها تخضع لعملية تطوير موسعة على المستوى الفني، مؤكدة أن السيارات الكهربائية والهجين ستكون أرخص من الموديلات التي تعمل بالوقود المحروق الملوث للبيئة خلال الفترة المقبلة. ويرجع السبب الرئيسي في ارتفاع ثمن السيارة الكهربائية عن مثيلتها التي تعمل بالبنزين والديزل إلى أن مواد صناعة البطارية الكهربائية مرتفعة الثمن، وهو الأمر الذي تحاول العديد من دور البحث العلمي والجامعات إيجاد بديل له أقل ثمنا وأكثر كفاءة.