عن عمر ناهز ال 89 عامًا، توفى محمد مهدي عاكف، المرشد العام السابع للجماعة، في إحدى غرف العناية المركزة بمستشفى قصر العيني، قبل أن ينطق بالحكم في القضية المحال إليها، والمعروفة إعلاميًا ب"أحداث مكتب الإرشاد"، والتي يعاد التداول فيها. "عاكف" تولى منصب المرشد بعد وفاة سلفه مأمون الهضيبي في يناير عام 2004، وهو من مواليد كفرعوض السنيطة مركز أجا دقهلية، وقد تخرج من المعهد العالي للتربية الرياضية بالمنصورة في مايو 1950، وعمل بعد تخرجه مدرساً للرياضة البدنية بمدرسة (فؤاد الأول) الثانوية. عرف الإخوان في وقت مبكر في عام 1940، وتربى على "شيوخهم"، وعلى رأسهم حسن البنا، مؤسس الجماعة، ثم قرر الالتحاق بكلية الحقوق 1951. "عاكف" حبس لأول مرة عام 1954، عندما ألقي القبض عليه بتهمه تهريب اللواء عبد المنعم عبد الرءوف، وهو أحد قيادات الجيش الذي كان ينتمي للإخوان، والذي أشرف على طرد الملك فاروق وصدر ضده حُكم بالإعدام تم تخفيفه إلى الأشغال الشاقة المؤبدة . خرج من السجن سنة 1974م في عهد أنور السادات، عمل مديرًا للمركز الإسلامي بميونخ، انتخب عضوًا بمجلس الشعب سنة 1987م عن دائرة شرق القاهرة. وفي 1996، قدم عاكف للمحاكمة العسكرية في القضية المعروفة ب"قضية سلسبيل"، وحُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات ليخرج عام 1999. عاكف متزوج وله أربعة أولاد ، ورفض إعادة انتخابه مرشداً للإخوان، وترك المنصب بعد انتخاب محمد بديع خلفاً له في 16 يناير 2010. "طز في مصر وأبو مصر واللي في مصر".. جملة قالها "عاكف" في حوار مثير للجدل أجراه عام 2006، معبرًا عن عدم ممانعته أن يحكم مصر أجنبي إن كان مسلمًا. وعقب ثورة 30 يونيو ألقي القبض على مهدي عاكف، بتهمة على قتل المتظاهرين أمام مقر مكتب إرشاد الإخوان بالمقطم وقضت المحكمة بسجن عاكف 25 عاما، لكن محكمة النقض ألغت الحكم في يناير 2016، لتُعاد محاكمته من جديد. وفى فبراير لعام 2017 ، أمرت نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية بإخلاء سبيل نجلي القيادي مهدي عاكف وابنته «علياء» على ذمة قضية تمويل جماعة الإخوان، بدون ضمانات من سراي النيابة. وفى يناير 2017 ، استجابت الأجهزة الأمنية لطلب عائلته بنقل مهدى عاكف من مستشفى القصر العيني إلى مستشفى أخرى وعندما اشتد به المرض نُقل إلى مستشفى المعادي العسكري، وحين تحسنت حالته نسبيًا عاد مرشد الإرهابية إلى ملحق مزرعة طرة مرة أخرى. ألمت بمرشد جماعة الإخوان السابق، أزمات صحية كثيرة جعلته طريح الفراش، حيث عاني من سرطان القنوات المرارية وضعف مزمن بعضلة القلب، وارتشاح بلوري، وكسر بعظمة الكف الأيسر، واستقر به الحال إلى مستشفى السجن، وظلت شائعات الوفاة تطارده بين الحين والآخر، حتى لفظ آخر أنفاسه مساء اليوم الجمعة.