أعربت موسكو مجددا عن قلقها من اقتراب البنى التحتية لحلف الناتو من حدود روسيا، ومعارضتها توسع الحلف نحو الشرق. وتطرق الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إلى موقف الكرملين من سعي أوكرانيا للحصول على عضوية الناتو، مشيرا إلى أن هذه ستكون خطوة أخرى في هذا الاتجاه، وذلك لن يسهم بالطبع في تعزيز الاستقرار والأمن في القارة الأوروبية. وكان الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، قد وقع في الأسبوع الماضي على قانون حول منح الأولوية لنهج انضمام أوكرانيا إلى الناتو، وذلك بإدخال تعديلات على بعض القوانين الخاصة بنهج أوكرانيا السياسي الخارجي. وحددت الوثيقة الانتساب إلى الناتو كهدف رئيسي للسياسية الخارجية، وهو ما يعني العودة إلى مسار العمل من أجل الانضمام إلى الحلف. وذكر المكتب الصحفي للرئاسة الأوكرانية، أن كييف ستقوم من الآن فصاعد بتكثيف جهودها لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة بهدف الوصول إلى معايير الناتو. وشدد بيان رئاسي أوكراني على أن إحدى أولويات المصلحة القومية لأوكرانيا باتت تحقيق التكامل في المجال الأمني الأطلسي الأوروبي والحصول على عضوية الحلف. وكان البرلمان الأوكراني، قد أكد في 8 يونيو الماضي، على أن تعميق تعاون كييف مع الناتو بهدف الحصول على عضويته المنشودة بات أساس السياسة الخارجية الأوكرانية. وتم وفقا للقانون الصادر بهذا الخصوص، إدخال تعديلات على بعض التشريعات الوطنية المتعلقة بالنهج السياسي الخارجي. وتتضمن الوثيقة إدخال تعديلات على قانون "حول أسس السياستين الداخلية والخارجية الصادر في 1 يوليو 2010 وكذلك على القانون الخاص " بأسس الأمن القومي لأوكرانيا" الصادر في 19 يونيو عام 2003. وفي سياق متصل، شدد بوروشينكو، خلال لقائه مع الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرج، يوم أمس الاثنين في كييف، على ضرورة البدء بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة وتطبيق معايير الحلف ومقاييسه في المجالات الحيوية في البلاد، وأن بلاده ستباشر النقاش مع حلف شمال الأطلسي حول حصولها على خطة عمل للانضمام إلى الحلف في المستقبل، مشيرا إلى أن بلاده لا تفي في الوقت الراهن بمعايير عضوية حلف شمال الأطلسي. وقال "لدينا خطة على مدى 3 سنوات، حتى عام 2020. ونحن نعلم بوضوح ما يجب فعله. هذه أول مرة تصوغ فيها أوكرانيا وتضع خارطة طريق دقيقة، تحدد فيها ما يجب القيام به ومتى ستكون أوكرانيا مؤهلة لتنفيذ الإصلاحات". من جانبه جدد ستولتنبرج دعم الناتو لأوكرانيا، مؤكدا ضرورة تنفيذ اتفاقات مينسك بالكامل بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية، وقال خلال جلسة لجنة "أوكرانيا – الناتو" في كييف "نحن هنا لإظهار تضامن الناتو مع أوكرانيا وكذلك دعمنا القوي لسيادة دولتكم ووحدة أراضيها. وروسيا تواصل خطواتها العدوانية ضد أوكرانيا، إلا أن الناتو ودول الحلف تقف إلى جانبكم". كما أكد الأمين العام للناتو أن دول الحلف لا تعترف بضم القرم من قبل روسيا، معربا عن قلق الناتو من استمرار الأعمال القتالية في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا. وفي شأن متصل، انطلقت يوم أمس الاثنين، قبالة السواحل الأوكرانية المطلة على البحر الأسود مناورات "Sea Breeze-2017" الأمريكية الأوكرانية، ويشارك في هذه المناورات هذا العام عسكريون من 17 دولة، هي بلجيكا وبلغاريا وكندا وفرنسا وجورجيا واليونان وإيطاليا وليتوانيا ومولدوفا والنرويج وبولندا ورومانيا والسويد وتركيا وبريطانيا، إضافة إلى أوكرانيا والولايات المتحدة بصفتهما الجهتين الرئيسيتين في هذه المناورات. وأوضحت القيادة الأوروبية للقوات المسلحة الأمريكية، أن الجيش الأمريكي يشارك في مناورات "Sea Breeze-2017" بفرقاطتي "Hue City" و"Carney " وبطائرة مضادة للغواصات من طراز "P-8A Poseidon"، إضافة إلى وحدات من القوات البحرية تضم نحو 800 بحار. بدورها أعلنت هيئة حرس الحدود الأوكرانية عن مشاركة حوالي 10 سفن وزوارق تابعة لخفر السواحل الأوكراني في المناورات، وكشفت كذلك أن المنطقة التي ستجري فيها تمتد بين مدينتي إيزمايل وأوتشاكوف الأوكرانيتين. وتمهيدا لانطلاق المناورات، وصلت إلى الأراضي الأوكرانية طائرتا نقل عسكري تابعتان لحلف الناتو، على متنها عسكريون وأجهزة خاصة، إضافة إلى سفينتين وغواصة من الأسطول التركي. وحسب بيان لقيادة البحرية الأوكرانية، ستجري المناورات هذا العام بصيغة جديدة معروفة باسم "free play"، تحت قيادة هيئة أركان سيتم إنشاؤها وفق معايير الناتو. وتجري هذه المناورات سنويا بدءا من عام 1997 في إطار مذكرة تفاهم وتعاون بين وزارتي الدفاع الأوكرانية والأمريكية. وفي معظم الحالات تجري المناورات في مياه البحر الأسود وفي ميادين عسكرية جنوبي أوكرانيا، لكنها جرت مرات عدة في البحر الأبيض المتوسط، وشاركت روسيا في هذه المناورات مرة واحدة فقط في عام 1998. جاءت هذه التصريحات قبل أيام قليلة من انعقاد جلسة مجلس "روسيا - الناتو" في 13 يوليو الحالي على مستوى السفراء. وأكدت البعثة الدائمة لروسيا لدى الحلف بأنه تم التوصل إلى اتفاق حول ذلك مع ممثلي الحلف. علما بأن الجلسة الأخيرة لهذا المجلس على مستوى الممثلين الدائمين عقدت في 30 مارس الماضي. وفي عام 2016 عقدت ثلاث جلسات للمجلس بينما لم يشهد عام 2015 عقد أي جلسات لأن الناتو قام بتجميد الحوار السياسي والعسكري مع روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية.