هجمات متعددة شهدتها الأكمنة الأمنية بمحافظة الجيزة خلال الشهور الماضية، أسفرت عن سقوط كثير من شهداء ضباط وأفراد جهاز الشرطة، خبراء الأمن أرجعوا زيادة العمليات الإرهابية بمحافظة الجيزة نظراً طبيعتها الجغرافية، من حقول وأراضي زراعية، وأيضاً انتشار المناطق الصحراوية، و ربما الجزر النيلية أيضاً. آخر تلك الهجمات التي شهدتها الأكمنة الأمنية بجنوب محافظة الجيزة وقع الأربعاء الماضي، وأسفر عن استشهاد ضابطين ومجند، وأصيب ضابط ثالث، في هجوم مسلح على كارتة البليدة بالعياط، وبحسب مصادر أمنية فإن ملثمين مسلحين هاجموا "كارتة البليدة" ببنادق آلية وأطلقوا الرصاص بشكل عشوائي على القوة الأمنية وفروا هاربين. العميد سمير راغب، رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية، أكد أن الأكمنة الثابتة والمعلوم أماكن تمركزها بشكل دائم، أصبحت استراتيجية أمنية لا غنى عنها للأجهزة الأمنية، حتى وإن كانت في بعض الأحيان تتعرض لهجمات إرهابية، وهذا ما قد تعتمد عليها الجماعات الإرهابية في تنفيذ هجماتها، نظراً لوجود مكان ثابت ومعلوم يتواجد به أفراد وضباط الشرطة، وليس لتراخي قوات وأفراد الكمين كما يرى البعض، ولكن لخطورة تلك الهجمات واستخدام عنصر "المباغتة"، وتخطيط العناصر المنفذة للهجوم لعملية الفرار عقب التنفيذ، وربما الطبيعية الجغرافية للمناطق المحيطة بالكمين الثابت يكون لها عامل هام، فهي تساعد على العناصر الإرهابية على الهروب، لا سيما وأن معظم هذه العمليات تتم باستخدام أكثر من وسيلة للتنقل أو الهرب. وتابع راغب، كثير من العمليات الإرهابية استخدم فيها الإرهابيين الدراجات النارية غير معلومة البيانات ولا تحمل لوحات معدنية، ولها عامل هام أيضاً في مساعدتهم على الهروب، وعناصر آخرى تستخدم السيارات في تنفيذ عملياتهم، ثم يهربون إلى مكان آخر لتغيير وسيلة الهروب من سيارة إلى دراجة بخارية، أو العكس، مشيراً إلى قيام العناصر الإرهابية المنفذة بدراسة الموقع المستهدف بشكل مسبق، ومعرفة مخارجه، ويعتبر ذلك نوعا من الترتيب المسبق لإتمام عملية الهروب من الملاحقة الأمنية بعد التنفيذ. يقول اللواء دكتور، عبد الفتاح منصور، الخبير الأمني، أن الاعتماد على الأكمنة المتحركة هو حل جزئي للأمر، لأن هناك مناطق بطبيعتها تحتاج إلى كمائن ثابتة مثل حدود المحافظات، مشيرًا إلى أن الكمين المتحرك أفضل في أنه ليس له مكان أو موعد أو عدد للقوات محدد، في حين أكد أن لا يمكن الاستغناء عن الكمائن الثابتة، وذلك للضرورات الأمنية، ولكن يمكن استبدال بعض هذه الكمائن الأكثر تعرضاً للهجمات الإرهابية، بدوريات متحركة للأمن المركزي أو القوات الخاصة، ويتم ذلك في أضيق الحدود، وبحسب الخطة الأمنية التي يشرف عليها القيادات المنية بالوزارة والمديريات. التحرير رصدت عددا من الهجمات الإرهابية على الأكمنة والتي وقع آخرها الأربعاء الماضي، حيث استشهد ضابطين ومجند، وأصيب ضابط ثالث، في هجوم مسلح على كارتة البليدة بالعياط، بينما قالت مصادر أمنية وقتها، إن ملثمين مسلحين هاجموا "كارتة البليدة" ببنادق آلية وأطلقوا الرصاص بشكل عشوائي على القوة الأمنية وفروا هاربين، وأكد المصدر أن الهجوم أسفر عن استشهاد عقيد وملازم أول ومجند، بينما أصيب ضابط ثالث بإصابات خطيرة، فيما نجا مجند من الموت.
كمين المرازيق كمين المرازيق بمركز البدرشين جنوب محافظة الجيزة من أكثر الكمائن التي تعرضت لهجمات إرهابية مباغتة، وصلت إلى نحو 19 واقعة استعداف مسلح، على مدار 3 سنوات، بينها 5 مرات شهدت استشهاد مجندين وأمناء شرطة دون مراعاة تكثيف الحراسات الأمنية عليها، فضلًا عن عدم وجود كاميرات لمراقبة الطريق أمامها، ويمكن من خلالها التعرف على هوية أو ملامح الجناة، وبحسب تحقيقات نيابة البدرشين بالجيزة، تبين إن الكمين تعرض ل 3 هجمات متتالية خلال 6 أشهر،
كمين المحور في الجمعة المضاضية شهدت أيضاً قيام مسلحون يستقلون سيارة ميكروباص باستهداف نقطة ارتكاز أعلى المحور بدائرة قسم شرطة كرداسة، مما أسفر عن إصابة مجند وشخص مدني، وذلك أثناء تواجد نقطة ارتكاز أمني لسيارة شرطة أعلى المحور قيادة النقيب عاطف محمد، الضابط بقسم مرور المحور، رفقة المجند يوسف سطوحي "بحوزته سلاح آلي، والمجند محمد داوود فرج بحوزته سلاح خرطوش، وقائد سيارة الشرطة المجند عبد الرحمن محمد عزت، استوقفوا سيارة نقل قيادة مندوب مبيعات يدعى محمد ربيع محمد 25 عاما، لفحص التراخيص بمنزل الطريق الصحراوي اتجاه الإسكندرية، وأوضح المصدر أن قوة الكمين فوجئت بسيارة ميكروباص تسير بسرعة فائقة، أطلق مستقلوها أعيرة نارية بطريقة عشوائية صوب القوات التي بادلتهم إطلاق الأعيرة النارية، ولاذوا بالفرار. فيم أسفر الحادث عن إصابة سائق سيارة الشرطة بطلق ناري في الفخد الأيسر والذراع الأيمن، ومندوب المبيعات بطلق ناري في الجانب الأيمن، نُقلا إلى مستشفى الشيخ زايد التخصصي، مؤكدا أن حالتهما مستقرة.
في 29 سبتمبر قال مصدر أمني بقسم شرطة البدرشين، إن مسلحين ملثمين هجموا على كمين أمني "المرازيق" على طريق مصر _ أسيوط الزراعي في مركز البدرشين، ما أسفر عن مقتل مجند بقوات الأمن المركزي، وإصابة ضابط شرف ب 4 طلقات في أنحاء متفرقة من جسده. في 16 فبراير قالت وزارة الداخلية، إن مجهولين يستقلون إحدى الدراجات النارية، أطلقوا أعيرة نارية تجاه قوة التأمين المعنية بنقطة الميزان في طريق "أسيوط الزراعي" في نطاق محافظة الجيزة، ما أدى لاستشهاد أمين شرطة، وإصابة آخر من قوة الإدارة العامة لمرور الجيزة. في 27 فبراير كشف مصدر أمني بمديرية أمن الجيزة، تفاصيل واقعة مقتل أمين شرطة، وإصابة آخر من خلال هجوم عناصر إرهابية على كمين "المرازيق"، الذي أسفر عن مقتل أمين شرطة وإصابة خفير بالمزلقان.
حادث المحور في يناير من العام الماضي انفجرت "عبوة ناسفة" قرب كمين أعلى "المحور"، ولم يسفر عن خسائر بشرية بخلاف تعرض السيارات التي تصادف وجودها بجانب الكمين إلي التهشم والتلف. وقام مجهولين بزرع القنبلة بجانب "كشك" تابع لشرطة الطرق والمنافذ، الذي تصادف خلوه من أي أفراد شرطة، بحسب توضيحات أمنية. كمين الهرم انفجرت عبوة ناسفة في سبتمبر من العام الماضي، استهدفت ارتكاز أمني ببالقرب من مسجد السلام شارع الهرم، ما أسفر عن استشهاد 6 من رجال الأمن وإصابة 3 مجندين.
التصدي لهجوم المرازيق فين حين تصدت القوات إلى هجوم إرهابي، في إبريل من العام الماضي، حين تعرض كمين المرازيق لهجوم إرهابي من قبل مسلحين فجراً، وكانت البداية بوصول الدعم لقوات الكمين من قوة أمنية كانت بالجوار، وتبادلت إطلاق الأعيرة النارية مع العناصر الخارجة التي فرت وسط الأراضي الزراعية.