سكان شبرا الخيمة بالقليوبية اعتادوا على مظاهر الإنفلات الأمنى بين الحين والآخر، قبل أن تصبح الفوضي هي الواقع والأمن استثناء، لكن مع الوقت تحولت شوارع المدينة المكتظة بمئات الآلاف من البشر إلى دواليب ثابتة ومتحركة لتوزيع المواد المخدرة بكافة أنواعها، لكن الكارثة تكمن في أن الأمر يتم تحت دراية الأجهزة الأمنية، بحسب الأهالي، الذين يؤكدون أن البلطجية وموزعي المخدرات يتحركون أمام أعين الشرطة التي لا تحرك ساكنا، حتى وصل الأمر لقيام أحد أصحاب الأكشاك بكتابة لافتة على الحائط لمنع بيع المخدرات خلف مصدر رزقه، على الرغم من تعليمات وزير الداخلية الحاسمة بالتصدي لكل تلك الظواهر والجهود السابقة، التي بذلت لتطهير أوكار الجريمة في المحافظة من عتاة المجرمين وأساطين تجار الكيف.. وإلى التفاصيل. ممنوع بيع المخدرات خلف الكشك بسبب الإنفلات الأمنى المبالغ فيه والذى أدى لانتشار تجارة المخدرات فى الشوارع الرئيسية والنواصي وفى وضح النهار أمام المارة دون الخوف من أحد، قام صاحب أحد الأكشاك بمنطقة شبرا البلد وبالتحديد أسفل كوبرى المظلات أمام درويش الكبابجي، بالكتابة على الحائط "ممنوع بيع المخدرات خلف الكشك"..وذلك فى رسالة منه للمسئولين بالأجهزة التنفيذية للمحافظة ورجال الشرطة. وبالإقتراب من المنطقة وبمراقبة الشارع، تحدثن "التحرير" مع محمد عبدالرحمن، 19 سنة، طالب بكلية تجارة عين شمس، والذى سرد قصة الافتة التى وضعها صاحب الكشك والتى وضعها لمنع التجارة العلانية للمخدرات خلف محل رزقه، إذ يتوقف تجار المخدرات بالموتوسيكلات فى وسط الشارع، ويأتى إليهم المدمنين من كل مكان لشراء الهيروين والحشيش فى جميع الأوقات سواء فى الظهر أو الليل. وأكمل الشاب الجامعى، حديثه: "فى أغلب الأوقات تحدث مشاجرات مابين "الديلرات" المتوقفين بالمنطقة والمدمنين وسط ذعر المواطنين ولكن دون مغيث من الشرطة"، قائلاً "الشرطة عارفة المكان دة كويس لكن سايبنهم".
مخدرات وفوضى رصدت "التحرير" بداية من منطقة المؤسسة والتى تعتبر مدخل شبرا الخيمة عدم وجود شرطى مرور بتلك المنطقة كثيفة السكان، بالإضافة إلى وجود موقف بها والذى يعتبر شريان المدينة للمواصلات الداخلية، وباستكمال رحلة البحث عن فرد المرور كانت الكارثة الكبرى برؤية أحد السائقين وبيده سيجارة "حشيش" في أثناء قيادته ميكروباصا متجها لمنطقة مسطرد وهى من أشهر الأماكن نظرا لوجود عدد من شركات البترول والمصانع الأخرى. وفور الوصول إلى محطة "الملف" كانت المنطقة مزدحمة عن آخرها والجميع يسير فى عكس الاتجاه نظرا لانتظار كثير من السيارات الملاكى لزفة عروسين ويتم إغلاق الطريق تماما حتى الانتهاء من التصوير داخل استوديو العرائس فضلا عن الاحتفال بالألعاب النارية، غير معنيين بالمواطنين وتعطيل مصالحهم في مشهد عكس حجم المهزلة، التي تتكرر يوميا. وقال أحد الركاب، ويدعى كريم التركى: "احنا اتعودنا على شبرا الخيمة تبقى كده علشان البلد مش بتعتبرنا بشر ومش فارق معاهم المرور ماشى وكفاية قوى إنه فيه قسم شرطة"، مشيرا فى حديثه إلى وقوع حوادث تصادم كل يوم بسبب السير عكس الاتجاه أو دهس طفل تحت عجلات سائقي الميكروباصات "المساطيل" ليل نهار، وذلك على حد تعبيره. «عزبة رستم» تعد عزبة رستم واحدة من أهم أوكار بيع المخدرات في منطقة شبرا الخيمة، ويأتي على رأس كبار تجار المخدرات وأشهرهم بالمنطقة "أم عبير والدبرى ومنصور وأشرف الحرامي". منطقة «عب الخردة»، بعزبة رستم، تعد أخطر بؤر تجارة المخدرات، حيث يقع بها دولاب أم عبير، والتي تعلن عن قائمة للأسعار موحدة، فتبيع ورقة البانجو ب35 جنيها، وصابع الحشيش ب 150 جنيه، وهناك عائلات أخرى فهى أيضا من أشهر تجار الصنف فى هذه المنطقة، وتخصصها حشيش وهيروين.