«شارع المعز» متحف مفتوح يشهد على عبقرية الزمان والمكان

يعد شارع المعز أكبر متحفًا مفتوحًا للآثار الإسلامية في العالم وذلك لما يضمه بين جنباته وأروقته آثارًا من عصور مختلفة منها الفاطمية والأيوبية والمملوكية والعثمانية والعلوية، مع اختلاف المظاهر المعمارية لتلك الآثار حيث نوعت بين الأسبلة والكتاتيب والجوامع والمدارس والقباب الضريحية حتى المساكن المدنية من بيوت وقصور نذكر منها:
مسجد الحاكم بأمر الله والذي بني عام 380 ه في عهد العزيز بالله الفاطمي الذي بدأ في "379ه -989م" في بناء مسجد خارج باب الفتوح، ولكنه توفى قبل إتمامه فأتمه ابنه الحاكم بأمر الله في "403ه - 1013م" لذا نسب إليه وصار يعرف بجامع الحاكم أو بجامع الأنور.
مسجد سليمان أغا السلحدار، هو أحد المساجد التي انشئت في عصر محمد علي في مصر ، يقع عند بدايه حارة برجوان بشارع أمير الجيوش "المعز لدين الله"، ومن ناحية أخرى هو في امتداد شارع النحاسين من ميدان باب الشعرية.

بيت السحيمي هو بيت عربي ذو معمار شرقي متميز، ويقع في حارة الدرب الأصفر المتفرعة من شارع المعز لدين الله الفاطمي، وقد أنشأ القسم القبلي الشيخ عبد الوهاب الطبلاوي، أما القسم البحري فقد أنشأه الحاج إسماعيل بن إسماعيل شلبي سنة "1211ه-1797م" وادمجه في القسم الأول وجعل منهما بيتاً واحداً، وقد عرف المنزل باسم بيت السحيمي نسبة إلى آخر من سكنه، وهو الشيخ محمد أمين السيحمي.
الجامع الأقمر يوجد هذا الجامع في شارع النحاسين وقد بناه الوزير المأمون بن البطايحى بأمر من الخليفة الآمر بأحكام الله أبى على منصور سنة "519ه - 1125م" وهو أول جامع في القاهرة تحتوي واجهته علي تصميمًا هندسيًا خاصًا، وهو أول جامع أيضا فيه الواجهة موازية لخط تنظيم الشارع بدل أن تكون موازية للصحن، وذلك لكى تصير القبلة متخذة وضعها الصحيح ولهذا نجد أن داخل الجامع منحرف بالنسبة للواجهة.
سبيل وكتاب عبد الرحمن كتخدا أحد أهم معالم شارع المعز، وهو سبيل وكتاب بني على طراز يمزج بين العمارة العثمانية والمملوكية في 1157ه/1744م، ويوجد عند تلاقى شارعين أحدهما شارع المعز والآخر شارع تمبكشية.
مسجد المؤيد شيخ يعتبر أحد مساجد عصر المماليك الجراكسة، يقع هذا الجامع بشارع المعز لدين الله ملاصقا لباب زويلة، وأنشأه المؤيد أبو النصر شيخ بن عبد الله المحمودي أحد مماليك الأمير برقوق، وكان ذلك خلال الفترة "818-823ه-1405-1410م"، وحتى تاريخ انتهائه كانت أجزاء من ملحقات الجامع لم يشرع في بنائها بعد، مثل القبة القبلية وبيوت الصوفية بالخانقاه.
المدرسة الكاملية أنشأها الملك الكامل محمد بن العادل الأيوبي لدراسة الحديث وكان ذلك في عام 622ه- 1225م. تقع بقايا المدرسة الكاملية على الجانب الغربي لسوق النحاسين وإلى الناحية الشمالية لمدرسة وضريح برقوق، ولم يبق منها سوى بقايا الإيوان الغربي. وقد نقل منها بقايا زخارف جصية بها كتابات بالخط الكوفي إلى متحف الفن الإسلامي. يرى بعض علماء الآثار أن المدرسة الكاملية أقدم نموذج لطراز تخطيط المدرسة ذات الإيوانين. أعاد بناء المدرسة الأمير حسن كتخدا مستحفظان الشعراوي سنة 1166م.
مسجد ومدرسة وخانقاه الظاهر برقوق بناه السلطان الظاهر برقوق ليكون مدرسة لتدريس المذاهب الأربعة، وألحق به قبة ضريحية وخانقاه، وذلك سنة 786 788 ه (1384 13866م). وكان جامع برقوق بالنحاسيين وملحقاته أول منشأة معمارية تبنى في دولة المماليك الجراكسة (البرجية)، وكان في موضعها مبني سكن يسمى خان الزكاة وأشرف على البناء الأمير جركس الخليلي أمير اخور.
مدرسة وقبة وبيمارستان السلطان المنصور قلاوون تقع البنايات الثلاث بوسط شارع بين القصرين،, وأنشأها السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاوون في 695ه - 702ه/1195م-1304م، وتطل الواجهة الشرقية لها على شارع المعز لدين الله وتتكون من قسمين، البحري الواقع على يمين الداخل من الباب الرئيسي وهي واجهة المقبرة التي دفن بها المنصور قلاوون وتعلوها القبة، والقبلي ويضم المدرسة، وبين القبة والمدرسة دهليز طويل يؤدي إلى البيمارستان «المستشفى» الذي بقي منه الإيوان الشرقي والإيوان الغربي ويحتفظ بكامل روعته الأثرية المعمارية.
يقع سبيل وكتاب خسرو باشا في شارع المعز لدين الله أمام مجموعة السلطان قلاوون، ويعتبر أقدم الأسبلة العثمانية الباقية بمدينة القاهرة. ورغم إنشاء هذا السبيل في العصر العثماني 942ه/1535م إلا إنه يُعد امتداداً للنموذج المحلي المصري في تخطيط الأسبلة، وهو مستقل وغير ملحق بأبنية أخرى.