احتلت المنيا صدارة المحافظات في عدد الحوادث الإرهابية والطائفية، لتمركز قيادات لجماعات متطرفة بها، الذين أرسوا لهذا الفكر، الذي مازال يمد بجذوره في الكثير من قرى الصعيد. فبحسب تقرير صادر من المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، "هناك أكثر من 160 واقعة اعتداء استهدفت الأقباط في مصر بعد ثورة 30 يونيو، وسجلت المنيا أعلى نسبة بين المحافظات في الاعتداءات الطافئية، ب 31 حالة. "التحرير" ترصد أبرز القيادات التي ساهمت عبر العقود الماضية في زرع بذور تلك الفتنة بالمحافظة عاصم عبد الماجد عاصم عبدالماجد، أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية، ولد في قرية دير عطية، بمركز المنيا، عام 1958، حيث نظم العديد من العمليات المسلحة، قبل أن يعتقل لسنوات طويلة حتى ثورة 25 يناير، حيث كان من بين الهاربين في اقتحام وفتح السجون. وبعد تنامي دور تيار الإسلام السياسي عقب الثورة، شارك في تأسيس حزب البناء والتنمية، الذراع السياسي للجماعة الإسلامية، التي ظلت على مدار السبعينات وحتى نهاية التسعينات، تحمل السلاح ضد الدولة، وتورطت في عمليات عديدة ضد رجال الشرطة والأقباط والسياح. "عبد الماجد" شارك مع مجموعة من ضمنها عمر عبد الرحمن، عبود الزمر، طارق الزمر، خالد الإسلامبولي وغيرهم، في تأسيس الجماعة الإسلامية، التي انتشرت بشكل خاص في محافظات الصعيد وبالتحديد أسيوطوالمنيا وسوهاج. وكان "عبد الماجد" المتهم رقم 9 في قضية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981، وصدر ضده في مارس 1982 حكما بالسجن 15 عاما أشغال شاقة، واتهم في قضية تنظيم الجهاد وبمحاولة قلب نظام الحكم بالقوة وتغيير الدستور ومهاجمة قوات الأمن في أسيوط في 8 أكتوبر 1981، حيث كان على رأس القوة المقتحمة لمديرية الأمن التي احتلت المديرية لأربع ساعات، وأسفرت المواجهات في هذا الحادث الشهير عن مصرع 118 شخص، وأصيب أثناء عملية الاقتحام بثلاثة أعيرة نارية في ركبته اليسرى والساق اليمنى فعجز عن الحركة، ما أدى إلى نقله إلى المستشفى حيث تم القبض عليه ونقله إلى القاهرة، وصدر ضده حكم بالأشغال الشاقة المؤبدة في 30 نوفمبر 1984. وشارك عاصم مجلس شورى الجماعة في كل قراراته، ومنها أعمال العنف من قبل عام 1981 حتى نهاية العنف والصراع بمبادرة وقف العنف الصادرة في عام 1997. دربالة كان من أبرز قيادات الفكر المتطرف في المنيا، عاصم دربالة، وهو من مواليد محافظة المنيا عام 1957، ويتزعم فريق الصقور داخل "الجماعة الإسلامية"، وهذا الفريق له السيطرة الكاملة، بعد أن تقدم أغلب القيادات التاريخية باستقالاتهم فور اختيار "دربالة" لرئاسة "الشورى"، وهو من أولى دعاة العنف بالجماعة ويده اليمنى مقطوعة "المقبض" بسبب انفجار عبوة ناسفة أراد أن يلقيها على ضباط وجنود مديرية أمن أسيوط عام 1981. أسامة حافظ الدواليبي صفوت أحمد عبد الغني من مواليد 3 مارس 1963 بمدينة المنيا، بدأت علاقته بالجماعة الإسلامية عام 1977، وهو بالصف الأول الثانوي، عندما تعرف على القيادي كرم زهدي، وكان من الشخصيات البارزة بالجماعة الإسلامية وأميرها على مستوي الصعيد حينها. اتهم صفوت في قضية اغتيال السادات وعمره لم يتجاوز 18 سنة، وصدر ضده حكماً بالحبس خمس سنوات في قضية اغتيال الدكتور رفعت المحجوب، بحكم محكمة أمن الدولة العليا طوارئ والصادر بتاريخ 15 مايو 1993. ويعد صفوت عبد الغني صاحب أشهر واقعة هروب أثناء حبسه عام 1992، بعدما اتهم بالتحريض علي قتل المفكر فرج فودة، فأثناء ترحيله من قاعة المحاكمة إلى المنيا وآداء الامتحان بكلية الآداب بجامعة المنيا، لاحظ - بحسب تصريحاته السابقة - تراخياً أمنياً واضحاً فقرر الهروب، وبالفعل تمكن من ذلك بعد فك الكلابشات الحديدية باستخدام قلم جاف، واستمرت فترة هروبه نحو 4 أشهر حتى تم إلقاء القبض على كورنيش النيل في نفس العام، وتم محاكمته لهذا السبب وصدر حكم ضده بالسجن 5 سنوات. كرم زهدي