أمريكا قتلت الأطفال في العراق واليمن والبحرين وفلسطين وهي ليست مكلفة من الله بحمل عبء الأخرين الصاروخ الذي يصنع حفرة مليئة بالجثث في غزة أو العراق أو جنوبلبنان كانت صناعة أمريكية الأتراك والعرب والفرس عاشوا معا منذ 2500 عام وواشنطن تدخلت دون جدوى منذ 65 عاما
قالت شبكة سي بي سي الكندية إنه "على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يستمع إلى غرائزه ويبتعد عن الشرق الأوسط"، مضيفة في تعقيبها على الضربة التي وجهتها الولاياتالمتحدة لقاعدة الشعيرات السورية في حمص فجر أمس الجمعة "نعم سوف يموت الناس إذا غادرت الولاياتالمتحدة المنطقة، لكن نفس البشر سيموتون إذا بقيت أمريكا وربما بشكل أكثر عددا". وأضافت "ترامب تحدث عن معاناة الرضع في سوريا وصور نفسه على أنه سيحمي العالم من الشر، وقال إن النظام السوري استخدم السلاح الكيماوي ضد الأطفال في خان شيخون، إلا أن ضرب أمريكا للقاعدة الجوية العسكرية لن يجعل بشار الأسد أقل شراسة، وأطفال سوريا يعانون الأهوال يوميا منذ أعوام وأعوام". وقالت "خرج علينا السكرتير الصحفي لدونالد ترامب قبل أسابيع قائلا إن (الولاياتالمتحدة تدرك الواقع السياسي لقيادة بشار الأسد) ما يمثل تواطؤ أمريكي مع ما يحدث، كيف يختلف اغتيال الأطفال بالكلور أو الفوسجين أو السارين عن تعذيبهم حتى الموت أو تحطيم أجسادهم بالبراميل المتفجرة أو محاصرتهم و تجويعهم أو قصف المستشفى للتأكد من أنهم لا يجدون أي علاج لجروحهم". وأضافت "أمريكا تتجاهل معاناة الأطفال بجميع أنحاء الشرق الأوسط، وتمارس نوعا من التواطؤ في ظل ما يحدث؛ الأمثلة عديدة من بينها سحق وسجن وتعذيب الأطفال في البحرين، وبمساعدة السعودية، بسبب الاحتجاجات ضد النظام مع تصاعد موجة الربيع العربي، والمطالبة بحقوق متساوية، تم استهداف الأطفال الذي تظهر واشنطن نفسها كراعية لهم على لسان ترامب ". وقالت "رغم حديث ترامب عن مأساة الأطفال في سوريا، إلا أن الأسطول الخامس الأمريكي مقره في العاصمة البحرينية (المنامة)، والولاياتالمتحدة تريد بيع البحرينيين بعض الطائرات المقاتلة باهظة الثمن، وبالتالي فإن ترامب لم يهتم مؤخرا بحقوق الإنسان وتغاضى عن حق هؤلاء الأطفال، وقام ببيع الطائرات للمنامة رغم الحظر الذي قام به سلفه أوباما رابطا بين حقوق الإنسان في هذه الدولة العربية وبين بيعها السلاح". وأضافت "في اليمن، حيث تدخل السعوديون بحرب أهلية، تستخدم الأسلحة والذخائر الأمريكية لجلب الأهوال على المدنيين الحوثيين، والأطفال الذين يتحدث الرئيس ترامب عن معاناتهم، وهناك كذك العراق، البلد الذي غزته واشنطن ما أسفر عن مقتل مئات الآلاف بمن فيهم أطفال ترامب، استنادا على مزاعم بامتلاك صدام حسين أسلحة دمار شامل، وهو الغزو الأمريكي الذي أدى بعد ذلك لظهور تنظيم داعش الإرهابي". وقالت الشبكة الكندية "يميل الأمريكيون إلى النظرة الانتقائية في رؤية الواقع، لكن الحقيقة الكئيبة أن أمريكا لديها سجل من الدمار والتخريب في الشرق الأوسط، هي قوة إمبراطورية لا تهتم بغير ذاتها ولا تبالي أبدا بمعاناة الأطفال كما يزعم ترامب، انظروا إلى إسرائيل، لقد تسبب الدعم المطلق وعشرات المليارات من الدولارات الأمريكية التي منحت لتل أبيب في استمرار هيمنة الأخيرة الدائمة على الشعب الفلسطيني الذي تحتله، بدلا من السلام والتفاوض بشأنه". وأضافت "أينما كان الصاروخ يصنع حفرة من الدخان مليئة بالجثث في أماكن مثل غزة أو العراق أو جنوبلبنان، كانت شظايا القذائف تشير إلى أنها صناعة الولاياتالمتحدة"، لافتة "لكل هذه الأسباب السابقة على ترامب السماح للبلدان الأخرى بالتعامل مع مشاكلهم الخاصة". وقالت "لقد حان الوقت لانهاء الاشتباكات العسكرية الامريكية فى الشرق الاوسط، والتي تتضمن طائرات بدون طيار وعمليات خاصة وامدادات أسلحة من وكالة الاستخبارات المركزية، ومستشارين عسكريين، وقصف جوي، لقد تعامل الأتراك والعرب والفرس وعاشوا معا كدول منظمة منذ حوالى 2500 عام، وقد تدخلت الولاياتالمتحدة دون جدوى في المنطقة منذ 65 عاما، وحان الوقت لترك السكان المحليين يتعاملون مع مشاكلهم". وختمت "نعم، سوف يموت الناس إذا غادرت الولاياتالمتحدة الشرق الأوسط، لكن الناس سيموتوا بشكل أكبر إذا بقيت الولاياتالمتحدة" ، مضيفة "سيكون من الصعب على أمريكا أن تترك إيمانها بأن تتحمل عبء الشعوب الأخيرة، والأصعب هو تخليها عن فكرة أن الله يريد من أمريكا تحمل هذا العبء"، وقالت "قبل اسبوع أعلنت واشنطن أن (الولاياتالمتحدة هى الضمير الاخلاقى للعالم)؛ لكن كل من درس التاريخ في الشرق الأوسط، يعرف كم هذا البيان مضحكا".