المصريون الأقباط الذين يعيشون فى أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية يشكلون تكتلات سياسية لها دور كبير فى صنع القرارات داخل تلك الدول لما يتمتعون به من خبرات سياسية من خلال مشاركتهم فى أحزاب وجمعيات ومنظمات حقوقية، كما أن لهم أدوارا فى صناعة الاقتصاد الأوروبى والأمريكى لما يملكونه من رؤوس أموال ضخمة. وهم بذلك يمثلون قوة سياسية لا يستهان بها على مستوى صنع القرار السياسى. والأهم من كل ذلك أن أقباط المهجر على اتصال، وفى ترابط مع الأقباط بمصر، يتابعون أزماتهم، بل فى كثير من الأحيان يصعدونها من خلال وسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية، وفى أوقات الأزمات التى يتعرض لها أقباط مصر، خاصة تلك الحوادث الإرهابية التى تصاعدت وتيرتها بعد تولى السيسى حكم مصر، ومنها حرق الكنائس على مستوى مصر، وقتل المسيحيين، وكان أشرسها حادث تفجير الكنيسة البطرسية التى راح ضحيتها أكثر من 27 قبطيا، وبعدها تلك الحوادث الأخيرة التى استهدفت قتل الأقباط فى العريش، مما أدى إلى هروب كثير من الأسر إلى الإسماعيلية ومحافظات أخرى، وإذا قلنا إن الحوادث الإرهابية تنال من الوطن، مسيحييه ومسلميه جيشه وشرطته، إلا أن أقباط المهجر يرون المشهد من منظور تخلِّى الدولة المصرية عن الأقلية القبطية، وعدم القدرة على حمايتهم من بطش الإرهاب، وهنا يطالبون النظام الأمريكى بالتدخل لحماية الأقباط فى مصر.. وتخرج دعوات للتظاهر أمام البيت الأبيض لإظهار الدولة المصرية فى مظهر الضعيف أمام مواجهة الإرهاب، وللأسف نجد كثيرا من الدوائر السياسية فى أروقة الحكم الأمريكى يناصرون أقباط المهجر، ولذا نحن نتوقع أن الفترة القادمة ستشهد تصعيدا مكثفا من أقباط المهجر ضد الدولة المصرية، خاصة أثناء زيارة الرئيس السيسى لواشنطن، وسيكون اللعب على المكشوف ليصبح ملف أقباط مصر أمام القيادة الأمريكية الجديدة.