"هذا الوضع لا يمكن السكوت عنه، فالخطر تزايد بنسبة 50% خلال عام فقط" هكذا افتتحت شركة "ESET- إيست" السلوفاكية، المتخصصة في الحلول الأمنية وتكنولوجيا المعلومات، اليوم الأربعاء، تقريرها الذي تُنذر فيه الجميع من فيروس قاتل يهاجم الهواتف الذكية، خاصة العاملة بنظام تشغيل أندرويد. "Ransomware- رانسوم وير" وترجمته بالانجليزية "فدية"، يعد الفيروس الإلكتروني الأكثر رعبًا في هذه الأيام، فهو قادر على استنزافك وتحويلك من شخص سعيد، إلى أخر مُحطم نفسيًا، ومُفلس ماديًا. الفيروس المفضل لمجرمي الإنترنت "رانسوم وير" هو فيروس خبيث، طور في الأساس من أجل مهاجمة أجهزة الكمبيوتر، حيث يقوم بتقييد الوصول إلى نظام الجهاز الذي يصيبه، ويمنع مالكه من استخدامه، ليمنح القرصان صاحب الهحوم الفرصة كي يفعل ما يحلو له مع الضحية. ونظرًا لتزايد أعداد مستخدمي الهواتف مؤخرًا، وتحاوزها أعداد مستخدمي الكمبيوتر، ظهرت أنواع أخرى من فيروس "رانسوم وير" الخبيث، تستهدف الهواتف الذكية. يفضل مجرمو الإنترنت "رانسوم وير"، فمبجرد تثبيته على جهاز الضحية، تصبح كل الملفات ملكهم، ويتحول من يهاجمونه إلى "دمية"، يتحكمون بها كيفما شائوا. الملعقة القاتلة في عام 2009، أصدرت شركة RichardGaleFilms فيلمًا قصيرًا على موقع يوتيوب، يندرج تحت فئة أفلام الرعب، تدور قصته حول شبح يطارد أحد الأشخاص، في جميع قارات العالم، بملعقة واحده، يضربه بها كلما قابله. لم تفلح البنادق والقنابل التي استخدمها الضحية بالفيلم في ردع الشبح، فكانت الملعقة، بالرغم من أنها سلاح قد يبدو تافهًا، هي مصدر بؤسه، وتعذيبه ببطء، حتى امتلئ جسده كاملًا في النهاية بالجروح، وتحطمت نفسيته، وأصيب بالجنون. هذا بالظبط ما يمكن لفيروس "رانسوم وير" فعله في حياة ضحيته، فهو يعرف باسم "فيروس الفدية"، يهاجم به القرصان الضحية، ولا يتركه سالمًا في حياته إلا بعد دفع مبلغ معين كفدية. "أنت تشاهد أفلام إباحية".. إدفع وإلا.. في عام 2015 ظهر نوع من فيروسات "رانسوم وير" باسم "Lockerpin" وهو فيروس كان يتخفى في تطبيقات يحملها المستخدم لمشاهدة الأفلام الإباحية، وبعد فترة من الوقت، يعطل وصول المستخدم لجهازه، ويُظهر له صفحة تابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، تتهمه بمشاهدة مواد إباحية غير قانونية، ويطالبه بدفع 500 دولار لتسوية القضية، وبالطبع لا يسع الضحية وقتها إلا الدفع. وفي عام 2016، انتشر نوع آخر باسم "police ransomware- فدية الشرطة"، فكان يعطل وصول المستخدم لجهازه، ويترك على شاشته رسالة تفيد بأنه ارتكب بعض الجرائم، وعليه دفع مبلغ مع المال لمسحها، واستعادة سيطرته على هاتفه من جديد. "FLocker" أيضًا كان نوعًا آخر منتشر عام 2016 الماضي، يهاجم أجهزة التلفزيون الذكية العاملة بنظام أندرويد، ويعطل استخدامها، ويظهر رسالة "شرطة الإنترنت في الولاياتالمتحدة"، ويطالب الضحية بتقديم بطاقات هدايا من متجر آى تيونز بقيمة 200 دولار. فيروسات "رانسوم وير" متنوعة الأنواع، لكن هدفها واحد، فبعدما يتم تثبيتها بجهاز الضحية، تُعطل اسخدامه للجهاز، وتترك على الشاشة رسالة تطالبه بدفع فدية حتى يستعيد سيطرته على الجهاز مرة أخرى. حبس نزلاء فندق داخل غرفهم.. عن بُعد! في شهر يناير الماضي، استهدفت مجموعة من قراصنة الإنترنت، فندق "رومانتيك سيهوتيل ياجير فيرت" الفاخر في النمسا، بأحد أنواع فيروس "رانسوم وير"، وسيطرت على النظام الرئيسي لإدارة المفاتيح، وأوقفت أنظمة الحجز والاستقبال، ما تسبب في احتجاز آلاف النزلاء داخل غرفهم، وغلق الفندق على المتواجدين به. وطالب القراصنة دفع فدية قدرها 1500 يورو، باستخدام عملة بيتكوين الإلكترونية المشفرة، من أجل إيقاف الهجوم، وبعدما فشل مسؤولي الفندق في استعادة السيطرة على النظام، لم يجدوا مفرًا من دفع الفدية المطلوبة، من أجل فك الحصار عنهم. مسح سجلات الاتهام من أقسام الشرطة في شهر ديسمبر 2016، فقدت شرطة مدينة كوكريل بولاية تكساس، أدلة إتهام مخزنة على مدار 8 سنوات بأجهزة الكمبيوتر، والسبب أحد فيروسات "رانسوم وير". الهجوم تم ببساطة شديدة، حيث أرسل القراصنة بريدًا إلكترونيًا إلى القسم، مُصمم وكأنه شرعي، وبه رابط مٌفخخ، بمجرد أن ضغط عليه أحدهم، انتشر الفيروس في جميع الملفات المُخزنة على السيرفر الخاص بالقسم، وتسبب في تلفها. طلب القراصنة فدية قدرها 4000 دولارًا، تُدفع بواسطة عملة بيتكوين الإلكترونية المشفرة، على أن يعطوا مسؤولي القسم كود مُشفر يلغي تأثير الفيروس، ويمكنهم من استعادة الملفات، لكن مسؤولي القسم رفضوا، وقاموا بالتواصل مع مكتب التحقيقات الفيدرالي، والذي أخبرهم بدوره أن دفع الفدية لن يضمن لهم استعادة الملفات من جديد. ونتيحة لرفض دفع الفدية، دمر القراصنة كل مستندات القسم، بما في ذلك الملفات، وفيديوهات المراقبة، والصور، ودلائل الاتهام التي يعود تاريخها إلى وقت مبكر من عام 2009. كيف تحصن هاتفك من هذا الفيروس المرعب؟ حياتك ستصبح صعبة للغاية إذا ما أصاب أحد أنواع فيروس "رانسوم وير" هاتفك الذكي، فكل الاحتمالات مفتوحة معه إلا احتمالًا واحدًا، وهو أن مصيرك سيكون متعلقًا بيد القراصنة الذين يهاجمونك. "الوعي" هو الحل لتجنب فيروسات "رانسوم وير"، فأغلبها إن لم يكن جميعها، يتخفى وسط التطبيقات التي يتم تنزيلها عبر المواقع الخارجية، من خارج المتاجر الرسمية. لا تقم بتحميل أي تطبيقات سوى من متجر بلاي ستور أو آب ستور حسب نوع هاتفك، ولا تضغط أبدًا على أي روابط غريبة ترسل إليك على البريد الإلكتروني، أو وسائل التواصل الإجتماعي، أو الرسائل العادية. نقطة أخرى يجب تجنبها أيضًا، وهي الإعلانات الخبيثة التي تظهر لك فجأة أثناء تصفح الإنترنت، وتخبرك بأن بطاريتك ضعف أداؤها، وهاتفك في خطر، فهي تحاول خداعك للضغط عليها، وتنزيل برامج خبيثة، يتخفي فيها فيروسات مثل "رانسوم وير".