اعتمادًا على نجاحها السابق في التوصل لمصالحة بين روسياوتركيا، تحاول كازخستان من خلال مؤتمر يشارك فيه النظام السوري وعدد من قيادات المعارضة إنهاء سنوات الحزن والدماء التي تعيشها دمشق منذ أعوام، ما دفع مراقبون إلى التساؤل حول مدى إمكانية نجاح هذا المؤتمر من عدمه. وكانت المحادثات السابقة وعلى رأسها مؤتمر جنيف 1 و2، قد فشلت في تسوية النزاع الذي أسفر عن مقتل أكثر من 310 آلاف شخص منذ اندلاع الثورة السورية قبل 6 أعوام. 14 فصيل معارضة تشارك ويفترض أن ترسي مباحثات أستانة أسس تسوية يمكن تعزيزها في مفاوضات السلام المقبلة التي ستجري برعاية الأممالمتحدة في جنيف في الثامن من فبراير المقبل، ويرأس وفد الفصائل المعارضة محمد علوش القيادي بجيش الإسلام، ومعه 14 فصيل من القادة بينهم فارس بيوش التابع لجيش إدلب الحر، وحسن إبراهيم من "الجبهة الجنوبية" ومأمون حج موسى من جماعة "صقور الشام". ويتكون وفد المعارضة السورية من ممثلين عن 14 فصيلًا عسكريًا هي: "فيلق الشام" و"جيش العزة" و"جيش الإسلام" و"صقور الشام" و"جيش إدلب الحر" و"جيش النصر" و"شهداء الإسلام" و"الفرقة الساحلية الأولى" و"صقور الشام" و"الجبهة الشامية" و"تجمع فاستقم" و"لواء السلطان مراد" و"الجبهة الشامية" و"الجبهة الجنوبية" (تجمع فصائل الجيش الحر في الجنوب السوري)، إلى جانب مستشار سياسي وحقوقي. صحيفة أمريكية: مباحثات بلا حوار وبعنوان "مفاوضات بلا حوار" وصفت صحيفة "هافنجتون بوست" الأمريكية - المحادثات التي تشهدها العاصمة الكازاخستانية اليوم فيما يتعلق بالأزمة السورية؛ لافتة إلى أنها لم تركز إلا على وقف إطلاق النار فقط و تضمنها خلافات حول الدور الإيراني". ونقلت عن رومان فاسيلينكو -نائب وزير خارجية كازاخستان- قوله: إن "أطراف المحادثات لم تتفق بعد على عقد اجتماعات مباشرة بين وفدي النظام والمعارضة"، وهو ما أكده مصدر بالمعارضة قائلاً: إنه "لا مفاوضات مباشرة في أولى جلسات التفاوض اليوم". المعارضة السورية تهاجم إيران هذا في وقت أعلن فيه يحي العريضي -المتحدث باسم المعارضة السورية، أنه لن يناقش سوى سبل إنقاذ وقف إطلاق نار هش، ترى المعارضة أن قوات النظام المدعومة من إيران والميليشيات الشيعية هي التي تنتهكه بشكل أساسي". وأضاف "لن ندخل في أي مناقشات سياسية، وكل شيء يدور حول الالتزام بوقف إطلاق النار والبعد الإنساني لتخفيف معاناة السوريين الموجودين تحت الحصار والإفراج عن المعتقلين وتسليم المساعدات". وكان بشار الجعفري ممثل النظام السوري بالمؤتمر، قال مساء أمس: إن "جدول الأعمال سيركز على تعزيز وقف لإطلاق النار"، وهو الاتفاق الذي توصلت إليه كل من أنقرة وموسكو ودخل حيز التنفيذ نهاية ديسمب الماضي. تركيا: لا تتوقعوا نجاحًا في يومين من جانبه صرح نعمان كوتولموش نائب رئيس الوزراء التركي، أنه لا ينبغي توقع التوصل إلى حل للصراع السوري خلال يوم أو يومين من محادثات السلام المنعقدة، مضيفًا في مؤتمر صحفي بأنقرة "هناك أطراف على الطاولة في أستانة تتصارع منذ 6 سنوات، لا يمكن توقع التوصل لحل في يوم أو يومين". هذا وطالب البيان الختامي للمحادثات التي جرت اليوم - بضرورة إنشاء آلية ثلاثية لمراقبة وضمان التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار، علاوة على دعم رغبة المعارضة المسلحة في المشاركة بمحادثات جنيف في فبراير المقبل، وتعهد الدول الراعية بمحاربة داعش بشكل مشترك وفصلهما عن التنظيمات الأخرى. وفي أعقاب المحادثات أفاد مبعوث النظام السوري الجعفري، أن الهدف من الاجتماع هو تثبيت اتفاق وقف النار باستثناء المناطق التى يوجد فيها تنظيم داعش وجبهة النصرة والفصائل المسلحة الأخرى التي رفضت الانضمام إلى الاتفاق. وأضاف "ما تأمله الجمهورية العربية السورية من هذا الاجتماع هو تثبيت وقف الأعمال القتالية لمدة زمنية محددة يتم خلالها الفصل بين التنظيمات الموقعة والراغبة بالتوجه إلى مصالحة وطنية والاشتراك في العملية السياسية من جهة وبين تنظيمي داعش والنصرة الإرهابيين والتنظيمات المرتبطة بهما على أمل أن تتضافر جهودنا جميعاً في محاربة الإرهاب تلبية لمطالب شعبنا، الأمر الذي يتطلب لانجاحه إغلاق الحدود السورية التركية لتجفيف منابع الإرهاب وبذلك نكون قد مهدنا الطريق نحو حل سياسي للحرب بمشاركة أوسع طيف من السوريين". روسيا : المؤتمر خطوة في حل الأزمة وفي تصريحات له قال سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي: إن "لقاء ممثلي الحكومة السورية والمعارضة المسلحة في أستانة، سيكون خطوة مهمة في حل الأزمة"، لافتًا إلى أنه كان هناك مناورات لاستبدال وفد المعارضة المسلحة بوفد من السياسيين"، مضيفًا أن بلاده لا تحاول إبعاد المعارضة السياسية عن محادثات أستانة، لكن ينبغي التركيز على استقطاب الجماعات المسلحة. وحول مفاوضات فبراير المقبل أوضح لافروف، أن المحادثات السورية السورية في جنيف ستشمل محادثات النظام مع كامل أطياف المعارضة دون استثناء، لافتا إلى أن مبعوث الأممالمتحدة دي مستورا، سيكون منسقًا لهذه المحادثات. وكالة إيرانية تتوقع نجاح المؤتمر في المقابل أثنت وكالة"تسنيم" الإيرانية على المؤتمر متوقعة نجاحه في إنهاء الأزمة السورية؛ لافتة إلى أن الأخيرة مختلف عن غيره؛ ففي المؤتمرات السابقة كانت الأطراف الدولية الداعمة للإرهاب تعتمد على ما يحدث بالميدان لتحقيق الانتصار و إسقاط الدولة السورية، وكانت ترفض أي محاولة حل سياسي وأي محاولة تهدئة باعتبار أنها تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي السورية في ذلك الوقت". وقالت الوكالة الإيرانية: "الوضع تغير فبعد التقدم الكبير للجيش السوري وحلفاءه واستعادة العديد من المدن والمناطق و تحريرها من الإرهابيين وخاصة مدينة حلب عاصمة سوريا الاقتصادية، حيث وجدت هذه الدول نفسها مُجبرة على التفاوض وعلى الجلوس مع الطرف الآخر المنتصر و الأقوى على الأرض". ووصفت مؤتمر آستانة ب"الواقعية"؛ موضحة أن جميع الأطراف المشاركة فيه ذات تأثير حقيقي على الأزمة، فمشاركة كل من روسياوإيران الحليفين الأساسيين لدمشق ووفد الحكومة السورية من جهة وتركيا وأمريكا ومندوبي الفصائل المسلحة من جهة ثانية يجعل أي اتفاق يمكن التوصل إليه قابل للتطبيق باعتبار أن الأطراف المشاركة تمتلك قوة تنفيذه" ولفتت إلى أنه في جميع المؤتمرات السابقة كانت وفود المعارضة سياسية ليس لها أي تأثير في الميدان، وغير قادرة على إلزام أي فصيل مسلح بأي اتفاق يتم الوصول إليه و لذلك كتب لها الفشل".