أصبحت بالوعات الصرف الصحي بمثابة "مصيدة" للمواطنين، وكأن أرواح المواطنين ليست بالقدر الكافي من الأهمية ليتحرك رؤساء الوحدات المحلية بدائرة محافظة سوهاج، لتغطيتها. ورغم أن الدكتور أيمن عبدالمنعم، محافظ سوهاج، كلف كافة رؤساء الوحدات المحلية للمراكز والمدن والأحياء والقرى بالمرور على الشوراع الرئيسية والفرعية بجميع نواحي المحافظة، والتأكد من تغطية بالوعات الصرف بالأغطية المخصصة لها وعمل الصيانة اللازمة للشوارع منعا للحوادث وحفاظا على صحة وسلامة المواطنين، رصدت "التحرير" عددا من البالوعات التي تم تغطيتها بواسطة المواطنين بأغطية لا تضمن سلامتهم ولكنهم اتبعوا مقولة "أحسن من مفيش". قال محمد عجايبي، موظف، مقيم بحى غرب سوهاج، إنه بمجرد المرور بجوار معهد الأورام وسط الحي تزكم أنوفنا روائح كريهة للغاية منبعثة من بالوعة صرف صحي مفتوحة دون تغطية. وأضاف: سبق مرور المحافظ من تلك المنطقة وأحال رئيس الحي إلى التحقيق بسببها ولكن الأمر لازال على وضعه ولم يتغير شيء. وعبر محمود مرسي، موظف لدى مكتبة ملكي بشارع مدرستي طما الثانوية بنات وطما الثانوية التجارية المشتركة بمدينة طما، عن سخطه من حال بالوعات الصرف، إذ قال ل"التحرير": "كرهت التوجه إلى عملي بسبب بالوعة صرف صحي غير مغطاة تتسبب في غرق الشارع بمياه الصرف الصحي بشكل مستمر، وتنبعث منها روائح كريهة لا يقضي عليها أية معطرات للهواء أو ما شابه". وناشد مرسي المسئولين بالمحافظة بالعمل على تغطية البالوعة بما يمنع إيذاء المواطنين. أما البالوعة التي تتواجد بجوار مزلقان السكك الحديدية في منطقة الساحل الغربي بمدينة طما، فهي مصدرر إزعاج لأهالي المدينة دوما، تقول أم محمود، بائعة خضروات، إن منطقة الساحل دوما في زحام شديد، لذا قمنا كباعة جائلين بوضع لوحات من المعدن أعلى فتحة بلاعة صرف صحي مقابلة لنا حتى تكون علامة واضحة للمارة والمركبات كي لا يقتربوا منها ويسقطوا فيها. وأشارت إلى أنهم أقدموا على ذلك بعدما يئسوا من استجابة المسئولين للاستغاثات بضرورة تغطية البالوعة، التي تخوفوا من إزهاق أرواحهم بسببها. وشهدت مدينة طما سقوط طفلين في بالوعات الصرف الصحي المكشوفة بشارع وسط المدينة، ما نتج عنه وفاتهما في الحال، وتقدم أحد أهلية الأطفال المتوفين ببلاغ رسمي اتهم فيه شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالإهمال والتسبب في وفاة نجله. وبدوره قال المهندس محمد بدري، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بسوهاج، إن بالوعات الصرف الصحي ليست مسئولية الشركة بمفردها بل إن الوحدات المحلية لها دور في حمايتها وتطهير محيطها، موضحا أنه يتم تغيير البلاعات وتركيبها بشكل مستمر غير أنه يتم سرقتها من قبل مجهولين، وقد تم رصد شخصين قاما بسرقتها في مدينة المراغة عقب الاستعانة بكاميرات ملك أحد أصحاب المحال التي صورت واقعة السرقة. وناشد بدري المواطنين والأجهزة المعنية بالتكاتف من أجل الحفاظ على البالوعات التي يتم تركيبها. وأوضح أنه سيتم تشكيل لجنة تشترك فيها الوحدات المحلية للدفع بعدد من العمال لشفط وتطهير محيط البلاعات واستبدال الأغطية المتهالكة بأخرى جديدة.