فى أحد الأفلام الوثائقية العلمية عن جسم الإنسان تم توجيه ذلك السؤال لعدد من الرجال من أعمار سنية مختلفة ولم يستطع أحدا منهم الإجابة.. «تفتكر ليه كراجل جسمك فيه حَلَمة»؟!.. وجاءت الإجابة الطبية على النحو التالى.. فى الأسابيع السته الأولى من تكوننا كأجنة بداخل بطون أمهاتنا يبدأ تشكلنا جميعا كإناث.. ومع الأسبوع السابع يتم تحفيز جينات تلك الأنوثة ليتشكل الجنين كأنثى أو يتم تحوير تلك الجينات ليتشكل الجنين كذكر.. بينما تتبقى له فى جسده تلك العلامة الوحيده المتبقية من ذلك التاريخ الجينى الجنينى الأنثوى القديم.. الحَلَمة! ذلك التاريخ القديم من الشَراكة وتلك التعديلات الجينية والشكلية هى التى نتج عنها فى النهاية تلك التقسيمة التى على إثرها زَج بنا المدرب إلى ملعب الحياة قبل أن يهمس فى أذننا وهو يدفعنا إلى الملعب.. «أهم حاجة اللعب النضيف.. أهم حاجة تستمتعوا باللعب».. لتبدأ بعدها تلك المباراة بيننا وبين نصفنا الآخر.. تلك المباراة التى من فرط سخونيتها نسينا هدفها الرئيسى المتمثل فى الإستمتاع باللعب وانجرفنا إلى الرغبة فى إحراز أكبر عدد من الأهداف وخلاص.. فاول بقى.. أوفسايد.. المهم نكسب.. وفى غمرة إنفعالنا وفى عز ما الماتش شغال نظرنا حولنا لنكتشف أننا وحدنا فى أرض الملعب بدون حَكَم أو مدرب أو حتى جمهور.. «نحن» و«هُنَّ» فقط.. إذن.. تلك الدَفعة من المدرب بنا إلى أرض الملعب وتأكيده على أن «إستمتعوا باللعب» لم تكن تعنى صراعا وتنافسا بقدر ما كانت تعنى إستمتاعا وشَراكة.. والمباراة لم تكن مباراة بين فريقين متنافسين بقدر ما كانت تقسيمة تدريبية بين أفراد فريق واحد إستعدادا لمواجهة ذلك الخصم الشرس.. الكون.. والذى يلعب ضمن صفوفه لاعبين كبار ومخضرمين مثل الإكتئاب والإحباط والتعاسة والتلوث والروتين والملل والغضب والزهق.. وهو الفريق الذى ينبغى علينا أن نتحد لمواجهته.. لا أن نتمادى فى صراعنا الخاص العبثى الذى من المؤكد أن الله عندما خلقنا لم يردنا لنتصارعه! و لأن الطبيعة لا تتوقف عن الإبداع والتطور طوال الوقت.. لهذا بدأت بعض الذكور تتحوَّر إلى كائنات أخرى متخربأة نفسيا وهم «الشلحلجية».. وهى الكائنات التى تراها فى الشوارع تتحرش بالبنات.. إن لم يكن عن طريق اللمس المباشر فهو عن طريق رمى أى كلمة تغيظ البنت وخلاص.. وفى هذا الصدد قد تسألنى سائلة.. «واللى بيقول كلمة عشان يغيظنى وبس.. بيستفيد إيه «؟!.. وأجيبها.. طبعا ما بيستفيدش.. إلا أن هذا هو آخر ما يستطيع فعله مع أى بنت.. يرمى كلمة ويجرى.. بينما لو أوقعه حظه السىء فى فتاة ليل أو بائعة هوى.. وردت عليه طالبة منه أن ينجز.. فسوف تجدون هذا الغضنفر وقد إحمرت طراطيف ودانه وأصبح عرقه مرقه ومش عارف يروح فين وييجى منين.. حتى أن بائعة الهوى تلك لو كشِّمتله أكثر.. «ما تنجز يا روح ماما».. قد يبكى.. فهو لا يعرف أى شىء عن البنت بخلاف ما قد رآه على الكومبيوتر بتاع الواد سرنجة فى السايبر اللى فى آخر شارعهم بالليل.. ولأنه لا يستطيع فعل ما رآه على الكومبيوتر.. لهذا يخرج إلى الشارع ثائرا وغاضبا ومدفوعا من مجتمع متناقض ومتدين شكليا.. يخرج وهو متخربأ نفسيا لينتقم من جميع البنات.. إنه غاضب.. إذن فلتغضب جميع البنات والسيدات.. إشمعنى هو اللى غضبان؟!.. الآن وبعد أن شدت بائعة الهوى السلخ عليه ها هو بنطلونه قد قارب على الإبتلال من فرط الإحراج والموقف البايخ اللى هو فيه.. أهى البنت اللى كانت فى الكومبيوتر أهى.. عملت إيه بقى يا معلم؟!.. آديك واقف قدامها زى خيبتها.. وربما كان هذا هو السبب فى تحرش المراهقين بالبنت الجميلة التى تبدو أنها مؤدبة أكثر.. فهو لا يطمح إلى شىء سوى إلى تبويظ نفسيتها لتصبح مثلها مثل نفسيته.. متخربأة! لهذا.. تعالوا نعالج هذا التطور غير الصحى ونعيد لهؤلاء الشلحلجية المتحرشين إنسانيتهم الضائعة.. أقترح.. حملة توعية تليفزيونية ضخمة (بس بجد.. مش الرخص بتاع الحملات التليفزيونية الرسمية ).. بالإضافة إلى تطبيق القانون بعنف فى حالات التحرش باللمس أو بالكلام! أعزائى الرجال.. معانا فراشات جميلة ورقيقة على الكوكب.. تعالوا نتعامل معهن بما ينبغى أن تُعامل به الفراشات.. بس!