طالب حزب الخضر الأمريكي بإعادة فرز الأصوات الانتخابية في ثلاث ولايات رئيسية بالولاياتالمتحدة، والتي من شأنها أن تؤثر على نتيجة الانتخابات التي شهدت فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب. وقال "الحزب" الذي لم يحصل إلا على أقل من 1% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية: إنه "يريد إعادة فرز الأصوات بسبب عمليات اختراق طالت أصوات الناخبين وقواعد بيانات الحزب وحسابات بريد إلكتروني خاصة في ولايات معينة، جعلت العديد من الأمريكيين يتشككون في مدى مصداقية نتائج الانتخابات". وأضاف في بيان صحفي "هذا سبب يدل على أن النتائج غير المتوقعة للانتخابات وما يتردد عن حدوث أمور غريبة، بحاجة إلى تحقيق قبل اعتماد انتخابات الرئاسة لعام 2016، فنحن نستحق انتخابات نثق بها". وبدأ حزب الخضر بالفعل ومرشحته الرئاسية، جيل ستين، بجمع الأموال لتغطية تكاليف إعادة فرز الأصوات،إذ وجَّه الحزب دعوة عبر الموقع الرسمي لحملته لجمع مبالغ تكفي لتمويل فرز الأصوات مجددًا في ولايات "ويسكانسن وميتشيجان وبنسلفانيا"، وقد جمعت الحملة حتى الآن ما يكفي لتمويل العملية في الولاية الأولى التي ينتهي موعد الحملة فيها غدًا الجمعة، في حين تستمر المهلة لميتشيجان حتى يوم الاثنين، ومهلة بنسلفانيا حتى الأربعاء. يُذكر أن وفقًا للقانون الدولي، فإن إعادة الفرز تكون إلزامية أو اختيارية، وفي بعض الولايات القضائية، تكون عملية إعادة الفرز إلزامية عندما يكون الفرق بين أعلى مرشحين اثنين أقل من نسبة الأصوات التي تم الإدلاء بها أو من عدد ثابت، ويتم الدفع في مقابل إعادة الفرز الإجباري سواء من مسؤول الانتخابات، أو من الدولة. وفي المعتاد، يتنازل المرشح الخاسر بوضوح عن مرحلة إعادة الفرز الإلزامي، والجانب الفائز سيشجع عادة الخاسر للتنازل عن إعادة الفرز في إظهار للوحدة وتجنب إنفاق أموال دافعي الضرائب. وتختلف السلطة قضائية لإعادة الفرز الاختياري، فبعض المناطق تسمح بإعادة الفرز لأي منصب أو إجراء في حين أن البعض الآخر يتطلب أن يكون هامش الفوز أقل من نسبة مئوية معينة قبل أن يتم السماح بإعادة الفرز، وفي جميع الحالات، يدفع ثمن إعادة الفرز الاختياري المرشح أو حزبه السياسي أو في بعض الحالات أي ناخب مهتم، ويتمتع الشخص الذي يدفع ثمن إعادة الفرز بالحق في إيقاف تلك العملية في أي وقت - وإذا عكست إعادة الفرز نتيجة الانتخابات، فإن السلطة القضائية هي من سيدفع مقابل إعادة الفرز. من جانبه قال ديفيد كوب، مدير حملة حزب الخضر، في تعليق في صفحته على موقع "فيسبوك": "خلال الساعات الماضية ظهرت العديد من التقارير المثيرة للقلق من خبراء ومتخصصين في مجال المعلوماتية حول إمكانية وجود اختراقات أمنية طالت نتائج التصويت في البلاد". وتأتي دعوة حزب الخضر في وقت قد تستفيد فيه كلينتون من إعادة الفرز، خاصة أن الأرقام تظهر تقدمها على مستوى التصويت الشعبي بواقع مليوني صوت على ترامب حتى الآن، الأمر الذي زاد من ضغط الليبراليين باتجاه إعادة احتساب الأصوات ومعرفة ما حدث يوم الاقتراع. فيما لا يزيد الفارق في الأصوات بين كلينتون وترامب بولاية ويسكانسن على 27 ألف صوت، في حين أن الفارق في بنسلفانيا يصل إلى 60 ألف صوت، وما زالت عمليات الإحصاء النهائي جارية في ميتشيجان. وكانت مجموعة تضم عددًا من المتخصصين بعلوم الكمبيوتر، وجهت بعد دراسة متأنية لنتائج الانتخابات الرئاسية النصيحة للمرشحة الديمقراطية الخاسرة، هيلاري كلينتون، دعوه لطلب إعادة إحصاء أصوات الناخبين في ثلاث ولايات نتيجة العثور على قرائن تدل على تلاعب أو قرصنة لها. وفي سياق متصل قال المتخصصون، وعلى رأسهم ألكس هالدرمن، مدير مركز جامعة ميتشيجان لعلوم أمن الكمبيوتر: إنهم "عثروا على أدلة تشير إلى أن نتائج التصويت لكلينتون بشكل عام كانت في الولايات التي تعتمد التصويت الإلكتروني أدنى منها في الولايات التي تعتمد التصويت بالأوراق بنسب تصل إلى 7%"، مرجحين أن يكون الأمر ناجمًا عن عملية قرصنة. جدير بالذكر أن حملة كلينتون لم تصدر أي بيانات أو تصريحات بشأن تلك التطورات بعد، لكن الكثير من مؤيدي كلينتون دعموا فكرة إعادة الفرز عبر الإنترنت، كما لم يصدر الفريق الانتقالي لترامب أي تعليق بعد.