هالة من الغموض والتشويق أحاطت بفيلم «البر التاني»، منذ أُعلن بدء تنفيذه في وسائل الإعلام، وبخاصةً أن بطله فنان شاب، على الرغم من تكلفته الإنتاجية الكبيرة. ويقدم الفيلم قصة مجموعة من الشباب المنتمين ﻹحدى القرى المصرية الفقيرة، والذين يحاولون الهجرة إلى اﻷراضي اﻹيطالية بشكل غير شرعي وبدون حمل أية وثائق رسمية، حيث يقومون بالسفر على متن سفينة معيبة ومتهالكة، ويفصل بينهم وبين أحلامهم بعيش أفضل في إيطاليا أمواج البحر الغادرة. ومن المقرر أن تطرح شركة creative، غدًا الأربعاء، فيلم «البر التاني»، في 59 دور عرض سينمائية، بالتزامن مع منافسته بالمسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ضمن فعاليات الدورة ال38 التي تُختتم 24 الشهر الجاري، وتم عرضه في المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، بجانب فيلم «يوم للستات»، بطولة النجمة إلهام شاهين، وإخراج كاملة أبو ذكرى. وفي هذا التقرير نرصد بعض المعلومات عن «البر التاني».. فريق العمل الفيلم مدته 98 دقيقة، وهو من ﺇﺧﺮاﺝ علي إدريس، ﺗﺄﻟﻴﻒ زينب عزيز، بطولة محمد علي، حنان سليمان، عبد العزيز مخيون، عمرو القاضي، عفاف شعيب، دلال عبد العزيز، محمد مهران، بيومي فؤاد، وآخرين. بطل الفيلم ومنتجه - الفنان الشاب محمد علي، هو بطل ومنتج الفيلم، يقول في ندوة أقامها صناع العمل مؤخرًا، إن ما دفعه لبطولة وإنتاج «البر التاني» هو إعجابه الشديد بالسيناريو عند قراءته الأولى له، مشيرًا إلى أنه كان مقرر أن ينتجه فقط، ولكنه من طلب من المخرج علي إدريس أن يشارك بالتمثيل في الفيلم أيضًا، لكن الأخير كان لديه اعتراض في ذلك، مضيفًا أنه التقى بالمخرج الذي طلب منه مشاهدة أعماله السابقة منها فيلما «المعدية»، و«القشاش»، والجزء الثاني من مسلسل «شارع عبد العزيز» وتقييم آداءه فيه، حتى تحمس «إدريس» ووافق على أن يمنحه أحد الأدوار الأساسية في الفيلم، خاصةً أنه كان من الصعب أن يتم الاستعانة بنجوم معروفين في هذا العمل الذي كان يبحث عن منتج. ميزانية 27 مليون جنيه وأشار «علي»، إلى أن استغراق التصوير وقتًا طويلًا يرجع إلى عدة أسباب منها، قرار وزير الدفاع بعدم دخول مياه البحر ليلًا، ولا التصوير فيها خلال هذه الفترة، وهو الأمر الذي استغرق من شهرين إلى 4 شهور، حتى حصلوا على الموافقة، كذلك توقف العمل مرة أخرى لرفض السفارة سفر بعض الممثلين إلى أن تدخلت وزيرة الهجرة وساعدتهم في استخراج التأشيرات، بالإضافة إلى الوقت الطويل الذي تطلبه الانتهاء من ديكور الفيلم، وعن أفيش الفيلم، أكد أنه لم يقصد الانفراد بالأفيش المتداول في الدعاية الذي انتشر في دار الأوبرا المصرية خلال فترة إقامة مهرجان القاهرة السينمائى الدولي، موضحًا أنه أراد استفزاز الجمهور فقط ليدخل لمتابعة العمل، خاصة عندما يجد ممثلًا شابًا لا يعرفه جيدًا متصدرًا أفيش فيلم، وصلت ميزانيته لأكثر من 25 مليون، وفي تصريحات ل«إيلاف» ذكر بأنها تخطت 27 مليون جنيه. محمد علي: سأعتزل إذا فشل «البر التاني» وصرّح «علي»، أنه سيعتزل التمثيل إذا فشل «البر التاني»، مؤكدًا على أنه لن يفرض نفسه على الجمهور بأعماله إذا لم يلقَ رد الفعل الجيد منه على الفيلم، وأضاف بمقابلة مع «إيلاف» أنه كان يرغب في تقديم فيلم سينمائي يحترم الجمهور والأسرة ويناقش قضية ملحة اجتماعيًا، وهو ما وجده في سيناريو الفيلم. المقاول! وحول وصفه ب«المقاول» نظرًا لامتلاكه شركة عقارات، وهو مجال عمله الأصلي، قال إنه لا يخجل من عمله، وإنه شخص عصامي قام ببناء نفسه من الصفر حتى تمكن من وضع نفسه على الطريق الصحيح في عمله، لافتًا إلى أنه لا يجد حرجًا في أن يكون منتجًا وممثلًا في عمله، وأن يقتحم مجال الإنتاج كمقاول، مشيرًا إلى أنه «لا أحد يسأل ليوناردو دي كابيرو أو أي من النجوم العالميين عن مصادر تمويل شركات الإنتاج التي تقدم أفلامهم». دعاية ضخمة ونفاذ التذاكر! وأثار «بطل الفيلم»، الجدل داخل جنبات دار الأوبرا المصرية، في ليلة عرضه، خاصةً بعدما قام بحجز ما يقرب من 400 تذكرة خاصة بالفيلم قبل عرضه حتى يملأ قاعة العرض بأتباعه، ويقال إن تذاكر الفيلم قد نفذت مما يدل على الإقبال الكبير على الفيلم، إضافة إلى الدعاية الضخمة التي قام بها وإنفاقه ببزغ قبل انطلاق عرض الفيلم بتوزيع العديد من البوسترات الدعائية التي يتصدرها بمفرده في محيط دار الأوبرا المصرية وداخلها. وردًا على هذه الانتقادات، قال إنه اشترى 400 تذكرة بالفعل بسبب نظام المهرجان الذي يمنح أسرة العمل 50 تذكرة فقط، مشيرًا إلى أنه تم دعوة جميع أفراد الفيلم وأسرهم لحضور العرض، بينما حصل هو على 28 تذكرة فقط لأسرته وأصدقائه، نافيًا أن يكون قد قام باستئجار حارس شخصي. «البرستيج» ليس ذلك فحسب بل أن محمد على أراد أن يصنع لنفسه «برستيج» خوفًا من أن يتجاهله الإعلام خاصة وأن وجهه غير معروف جيدًا للصحفيين ووسائل الإعلام، فطلب من أحد المصورين أن يُحضر له 30 مصورًا على أن يتكفل بأجورهم لكى يقومون بالتجمع حوله لتصويره على السجادة الحمراء بالمهرجان، كما قام عدد من العاملين بالمهرجان بتنظيف السجادة الحمراء تمهيدًا لحضور أبطال الفيلم والسير عليها، حسب تقارير صحفية. مخرج الفيلم وزوجته المؤلفة وقال المخرج علي إدريس، الذي ابتعد عن السينما 3 سنوات، منذ أن قدّم فيلم «بابا»، للنجم أحمد السقا، إنه عند كتابة زوجته المؤلفة زينب عزيز لقصة «البر التاني» لم يكونا تحت ضغط، إذ توقعا أنه لن يتم تنفيذه، ولن تتحمس له شركات الإنتاج وفقًا لظروف السوق، حتى قرأه الممثل الشاب محمد علي، وأبدى رغبته في إنتاجه، مضيفًا: «محمد طلب أن يُمثل في الفيلم أيضًا، لكني كنت خايف ميبقاش ممثل كويس، وفي نفس الوقت تضيع عليّا فرصة إنتاج فيلم جيد، إلى أن شاهدت له أعمالًا سابقة، فقررت أن أغامر بتقديمه في البر التاني». تصوير مجموعة كبيرة من مشاهد الفيلم في إسبانيا وأوضح إدريس، أن حال السينما في تدهور منذ سنوات، وتحديدًا منذ أن انتقلت السينما من ملكية الأفراد إلى ملكية الدولة، قائلًا: «زمان كان في تنافس بين استوديوهات الأهرام والنحاس وجلال، لحد لما حصل تأميم وراحت الاستوديوهات للدولة، وبدأت تخرب ومفيش معدات، وما يكشف ذلك أيضًا إن الأفلام المصرية زمان كانت توازي في مستواها الأفلام الأمريكية، وهو ما دفعني بالتبعية لتصوير مجموعة كبيرة من مشاهد فيلمي في إسبانيا لأن ما باليد حيلة». ولفت إلى أن رسالة الفيلم مفادها أن «الوطن لابد أن يُحتمل مهما كانت قضيته»، مشددًا على أنه لم يقدم هذا العمل لإرهاب الناس من السفر، لكن ربما تكون إشارة أيضًا للدولة حتى لا نضطر آسفين أن نهاجر ل«البر التاني». ما بين الإسكندريةوبرشلونة ومن جانبه، كشف عبد القادر عزيز، مسئول الشق الإنتاجي للفيلم في إسبانيا، أن مهمته لم تكن سهلة، موضحًا أنه زار بصحبة صنّاع العمل مختلف مواقع التصوير للعمل هناك، حتى تم الاستقرار على تصوير مشاهد البحر في برشلونة. وأشار إلى أنه تم تصميم مركبين للعمل، واحدة في المشاهد التي تم تقديمها بالإسكندرية، والثانية في مشاهد برشلونة، إذ كانت ستصبح التكلفة كبيرة إذا ما تم الاستعانة بنفس المركب بالخارج، هذا إن تم نقلها كما هي دون أن تتدمر حتى تصل إلى المكان، لذا وفر يحيى علام مهندس الديكور جميع الرسومات اللازمة لتنفيذ مركب مشابهة وتكاد تكون متطابقة لتلك التي في الإسكندرية. زينب عزيز: بدأت كتابة قصة الفيلم قبل عام 2009 المؤلفة زينب عزيز، أكدت أنها بدأت كتابة قصة فيلم «البر التاني» قبل عام 2009، وهي الفترة التي زادت فيها حوادث الغرق بسبب الهجرة غير الشرعية، وتناولتها وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية، وتابعت هجرة عدد كبير ملحوظ من الشباب من قرى بسيطة، لافتة إلى أنها كان لها صديقة صحفية مسئولة عن ملف الهجرة في محافظة الدقهلية، تواصلت معها وذهبت مع زوجها المخرج علي إدريس إلى المكان الذي يسافر منه الشباب، والتقيا بشاب كان قد تم القبض عليه خلال هجرته غير الشرعية وسألته عما سيفعله الفترة القادمة، فأخبرهما أنه سيكرر محاولة الهجرة، فبادرته بأنه ربما يتم القبض عليه مجددًا، فأجابها بأنه سيكون وضعه أفضل مما يعيشه من البؤس والفقر في مصر، مشيرة إلى أنها شاهدت صورًا لأفراد يحملون نعوشًا لشباب كانوا قد غرقوا من قبل، فتحمست لكتابة هذا الفيلم بغض النظر عما إذا كانت هناك شركة تنتجه. عفاف شعيب: الفيلم «عالمي».. وعبد العزيز مخيون: «السيناريو مكتوب بصدق» فيما وصفت الفنانة عفاف شعيب «البر التاني» بالفيلم العالمي، نظرًا للجهد الكبير المبذول فيه من صناعه أمام وخلف الكاميرا. وقال الفنان عبد العزيز مخيون إن سيناريو العمل مكتوب بصدق، ولمس قضية حيوية وهو ما يجعله فيلمًا «مطلوبًا» لأنه يناقش قضية الساعة. وزيرة الهجرة: «البر التاني» أول فيلم يتناول قضية الهجرة غير الشرعية صناع الفيلم، وجهوا الدعوة لعدد من أهل الفن لمشاركتهم فرحتهم بعرض العمل، وكانت الدعوة الأبرز من نصيب وزيرة الهجرة نبيلة مكرم، وقالت إن فيلم «البر التاني» يعد الفيلم الأول الذي يتناول قضية الهجرة غير الشرعية، التي نعاني منها فى مصر، ويكشف مأساة يعاني منها المهاجرون، وشددت على أن الفن رسالة سامية، والفنان موهبة يستطيع توصيل رسائل للشعب أكثر من الحكومة، وأجهزة الدولة، مشيرةً إلى أن الفن يمسّ الشعب ويقترب منه، وفي «البر التاني» نجده يظهر مخاطر الهجرة غير الشرعية في محاولة للقضاء عليها مستقبلًا. مدير تصوير فرنسي ومونتير سوري وفي «البر التاني»، تم الاستعانة بمدير تصوير فرنسي لتصوير مشاهد الفيلم، كما تم الاستعانة أيضًا بالمونتير السوري سالم درباس، الذي يستعين به المخرج التونسي شوقي الماجري في معظم أعماله. الاستعانة بطاقم هولندي لتنفيذ بعض المشاهد تحت الماء ورفض محمد علي، بطل الفيلم، فكرة الاستعانة بدوبلير لتصوير بعض مشاهد الأكشن، وقام بأدائها بنفسه، كما قام المخرج بالاستعانة بطاقم فني هولندي من الغطاسين والمصورين تحت الماء لتنفيذ بعض المشاهد من الفيلم الذي يناقش قضية الهجرة غير الشرعية.