زار الدكتور أحمد زكي بدر، وزير التنمية المحلية، منذ أيام، قرية عفونة بمحافظة البحيرة، التي غرقت العام الماضي، نتيجة السيول مما تسبب في وفاة 27 شخصًا وإصابة العشرات، وأكد الوزير تسليم المنازل الجديدة لأصحابها خلال أيام بعد الانتهاء من إعادة إعمارها. "التحرير" توجهت إلى القرية، التي جرفتها السيول ولم يتبقَ فيها سوى 10 منازل مسقوفة بالقش والبوص، ويشرب أهلها من زير مملوء من المسجد القريب، الذي يعمل بالطاقة الشمسية، ويقضون حاجاتهم خلف في الزراعات. قالت هدى مسعود، ربة منزل، إن القوات المسلحة بالاشتراك مع محافظة البحيرة أنشأت قرية جديدة ولم تسلم المساكن للأهالي حتى الآن، وحاول محافظ البحيرة إقناع الأهالي بالسكن في مساكن الإيواء، التي تبعد ٥٠ كيلو تقريبًا عن أراضيهم، حتى تتم عملية التسليم، لكنهم رفضوا، لأنهم يتابعون زراعتهم وأرضهم، فمعظهم من محافظات مختلفة تركوها من أجل لقمة العيش والاستقرار. وذكر عوض محمود، أحد الأهالي، أنه نجا العام الماضى بأعجوبة من الغرق هو وزوجته وأبنائه، مضيفًا: "طلبنا الانتقال إلى مساكن الإيواء العام الماضي ورفض رئيس المدينة قائلًا: "ليست ملككم". وطالب عبد العاطي عبد العزيز، أحد الأهالي، من الدكتور محمد سلطان، محافظ البحيرة، بتسليمهم المساكن الجديدة في قرية الأمل، التي شيدتها القوات المسلحة بالمحافظة، لقربها من مزارعهم حتى يباشروا عملهم بشكل طبيعي، وليكونوا في أمان مع قدوم السيول. من جانبه، قال محافظ البحيرة ل"لتحرير" إنهم جهزوا عمارات للإيواء بمدينة وادي النطرون لنقل مواطني قرية عفونة والقرى التي ضربتها السيول العام الماضي بصفة مؤقتة، لحين الانتهاء من تشطيب القرية الجديدة، تحسبًا لحدوث أي سيول مرة أخرى، وجار التفاوض مع الأهالي لنقلهم إلى هذه العمارات، وتم التنبيه على أهالي القرية بالحرص، وإبعاد الأطفال والنساء إلى أماكن بعيدة عن القرية. وأضاف المحافظ أنه تم بناء قرية كاملة للمتضررين، وتم اختيار الموقع بعد إجراء الدراسات اللازمة ليكون بعيدًا عن مسار أي سيول وتم عمل تدبيش وقائى حول القرية لحمايتها، وتوصيل كافة المرافق من مياه شرب وصرف صحي وكهرباء بالإضافة إلى إنشاء مكتب بريد وصحة ومدرسة. وذكر أنه تم تمهيد الطريق الرابط بين القرية ومدينة وادي النطرون، مشيدًا بدور رجال الأعمال وأهل الخير في دعم مبادرة إعادة إعمار القرية التي تتبناها المحافظة والمنطقة الشمالية العسكرية بالمساهمة بالدعم المادي وتوفير مواد البناء. وأشار إلى أن المشروع نموذج لتكاتف القوات المسلحة ورجال الأعمال الوطنيين ومؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية في أعمال التنمية وتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين، خاصة في أوقات الأزمات، متابعًا أن جمعية الأورمان قامت بفرش وتأثيث المنازل بالقرية بالتعاون والتنسيق مع رجال الأعمال.