أسامة: «الأبلة ضربتني بالعصاية في عيني وبنام وأنا قاعد على كرسي عشان النزيف.. ونفسي أرجع اشوف تاني» الأب: «عملت محضر من 10 أيام.. ومفيش أي إجراء حصل.. والمدرسة قالت محدش هيعرف يعمل معايا حاجة» «المٌدرسة فتَحت عيني عشان مارضتش أخد درس عندها.. والدكتور قاللي مش هاشوف بعيني تاني».. كلمات صادمة تفوح منها البراءة على الرغم من قسوتها، قالها "أسامة" الطفل ذو ال13 عاماً، وهو يحكي بوجه شاحب تفاصيل مادار بينه وبين "عزة فتحي" مدرسة اللغة العربية بمدرسة نجيب محفوظ الإعدادية بنبن بروض الفرج، بعد أن تعدت عليه وفقأت عينه لمجرد أن طلب منها أن يذهب للحمام إذ أنه مصابا بمرض السكر، الغريب في الواتقعة أن الإدارة التعليمية والأجهزة الأمنية لم تتخذ أي أجراءات ضد المتهمة.. بحسب أسرة التلميذ،.. وإلى التفاصيل.
يقول "أسامة" التلميذ بالصف الثاني الإعدادي، إن مُدرسة اللغة العربية بالمدرسة، دائماً تفرق بين التلاميذ بحسب إذا كان الطالب يأخذ عندها درس من عدمه، وفي يوم الواقعة طلبت من التلاميذ الذين يأخذون درس خصوصي لديها بأن يجلسوا أمامها، وطلاب المجاميع المدرسية خلفهم، ليجلس في الخلف ما تبقى من الطلاب الذين لا يحتاجون الدروس إما لاجتهادهم، أو من كان من أسرة ضيقة الحال، ولا تسمح ظروفهم بإعطاء أبنائهم دروس خصوصية.
ويضيف الطالب الضحية، أنه جلس بالخلف مع اثنين آخرين لا يأخذان دروسا لديها، وبدأت في سؤالهم عن أسئلة بالمنهج، وأجاب عليها جميعاً نظراً لتفوقه، وبدلاً من أن تُعجب بنبوغه، بدأت في الاستهزاء به، مما جعل باقي زملائه بالفصل يسخرون منه، وعندما اشتكى لها من زملائه، نهرته قائلة "مش عايزة وجع دماغ.. أصحابك وبيهزروا معاك". ويتابع "أسامة" والضمادات تملئ وجهه :"بعد دقائق طلبت منها النزول للحمام؛ حيث انني مريض بالسكر، وكل فترة زمنية وجيزة أحتاج الذهاب لدورة المياه، ولكن المُدرسة رفضت بالرغم من علمها بمرضي، وعندما ألحيت عليها، قذفتني بعصا ممسكة بها في وجهه قائلة "ماتصدعنيش أنا قرفت منك".
واستكمل التليمذ :"العصاية أول ماجت في عيني حسيت بنار خارجة منها، وبدأت تنزف بشدة، والتف زملائي حولي لمعرفة ما حدث، فقامت بإبعادهم من حولي، وأرسلت أحد زملائي معي لطبيبة المدرسة، والتي أعطتني مرهم حول عيني، وقالت لي اطلع فصلك وانت هاتبقى كويس، وبرجوعي للفصل وفي أثناء محاولتي الإتصال بوالدي، أخذت مني الهاتف قائلة "إنت بتهددني بأبوك.. أنا مابخفش من حد.. وماحدش يعرف يعمل معايا حاجة.. أنا ضربتك عشان بأدبك.. إنت طالب قليل الأدب». واختتم أسامة حديثه ل"التحرير" قائلاً :"يا عمو أنا من ساعة ماتعورت، وأنا بنام وأنا قاعد على الكرسي، ومابعرفش أنام على السرير عشان الدكتور قاللي النزيف هايزيد لو نمت بشكل مستوي، ده غير إنهم مغميين عيني التانية عشان ماتضعفش لغاية ماعيني المتعورة تخف.. يعني أنا بقالي عشر أيام مابشوفش حاجه خالص وبنام وأنا قاعد.. نفسي أرجع أشوف تاني". ويلتقط محمد علي، موظف، والد "اسامة" أن نجله كلمه لثواني معدودة، وبعدها هاتفه تم إغلاقه، فتوجهت للمدرسة على الفور، فوجد ضمادة بدائية حول عين إبنه، ومدير المدرسة أخبره بأنه أصيب في أثناء لهوه مع أصدقائه. ويضيف الأب «ذهبت به على الفور لمستشفى الرمد بالساحل، لأفاجئ بإصابته بورم فى شبكية العين وكسر بالبيت الزجاجى ونزيف في قاع العين، وقال لي الدكتور بأنه إذا لم يتم وقف النزيف خلال أشهر معدودة، ومعالجة النزيف، فان نجله سوف يفقد الرؤية بعينه اليمنى للأبد».
ويستكمل والد التليمذ أنه قصد قسم شرطة روض الفرج وحرر محضرا ضد المدرسة رقم 7214، ولكن لم يُتخذ أي إجراء ضد المٌدرسة حتى الآن، بالرغم من مرور أكثر من عشرة أيام على الواقعة، متسائلاُ من يحمي تلك المدرسة من العقاب.. ومن يحمي أولادنا من هؤلاء البلطجية الذين يحملون كارنيهات مدرسين؟ حسب قوله. وأضافت شيماء أحمد، موظفة، ووالدة "أسامه"، أن الأغرب في الواقعة، هو موقف إدارة المدرسة وعدم الإهتمام بالطفل بالرغم من إصابته فى عينه وتركه يعانى من الإصابة، ولم يقوموا بالاتصال بالإسعاف لمحاولة إنقاذه.