واقع مرير يعيشه قرابة 6 آلاف مواطن بقرية "التايه" التابعة لمركز سيدي سالم، بعد أن حاصرتها المشاكل والأزمات، وغابت عنها المرافق والخدمات، وكأنها سقطت من حسابات المسؤولين، ليشعر قاطنوها أنهم في "منفى". الشوارع غارقة في مياه الصرف الصحي، والمنازل قاربت على الانهيار بعد أن حاصرتها مياه الصرف، وأمراض منتشرة جراء انتشار القمامة وسوء حالة مياه الشرب. يقول أحمد عبد الخالق، أحد أهالي القرية، إن السكان قاموا بجمع ما يقرب من 120 ألف جنيه وتخصيص قطعة أرض لقيام الدولة بإنشاء محطة رفع صرف صحي لوجودهم بالقرب من محطة معالجة إلا أن المحافظة تجاهلت جهودهم. وأضاف عبد الخالق أن مياه الصرف أغرقت المنازل وحاصرتها لدرجة أن الدور الأول من بعض المنازل لم يعد صالحًا للسكن بعد أن أغرقته مياه الصرف الصحي لها، مشيرًا إلى أنهم خاطبوا المسؤلين لكن لا حياة لمن تنادي. ومن جانبه، قال محمد عبد النبي، إن القرية سقطت من حسابات المسؤلين فهم يهتمون بالمدن فقط ويتركون القرى دون بنية أساسية، مشيرًا إلى أن القرية تفتقد لأدنى مقومات الحياة. وأضاف عبد النبي أنه عندما يضيق بنا الحال سنضطر لتوصيل الصرف الصحىي"عنوة"، فالمياه أغرقت البيوت، مضيفًا "ادخلوا جوه وشوفوا المناظر، كلمنا المسؤلين كتير مفيش فايدة". وتابع: "بنروح نشتغل في بلاد الناس علشان نقدر نوفر عيشة كريمة لأولادنا، ماعندناش مستوى صحى ولا تعليمي ولا مسؤل بيهتم بينا". وطالب الأهالي اللواء السيد نصر، محافظ كفر الشيخ، بإنشاء مشروع صرف صحي والاهتمام بالبنية الأساسية والمرافق بها. وفي سياق متصل، يعاني سكان قرية الورق، التابعة لنفس المركز، من محاصرة مياه الصرف الصحي لمنازلهم، بعد أن فشلت الجهات المسؤلة في صيانة خط الصرف الموجود منذ أكثر من 15عامًا، مما أدى لمحاصرة المياه لمنازل الأهالي. في المقابل، أكد اللواء مصطفى خلف، رئيس مركز ومدينة سيدي سالم، أن مياه الشرب بالقرية سليمة ولا يوجد بها مشاكل، مشيراً إلى أنه سيلتقي الأهالي لبحث مشكلة مياه الصرف الصحي، مؤكداً أن القرية ليس بها مشروع للصرف الصحي وأنه سيتم مخاطبة شركة مياه الشرب والصرف الصحي لإدراج القرية ضمن خطتها.