سلطت العديد من الصحف والمواقع الاخبارية الأجنبية الضزء على مقتل "أبو محمد العدناني" المتحدث الرسمي باسم تنظيم "داعش" في غارة جوية على مدينة حلب الثلاثاء. سي إن إن: العدناني أخطر من البغدادي بالنسبة للغرب قال بول كروكشونك خبير شؤون الإرهاب بشبكة "سي إن إن": إن "أبو محمد العدناني يعتبر أخطر من قائد التنظيم أبو بكر البغدادي بالنسبة للغرب، فهو المشرف الأول على فرع العمليات الخارجية للتنظيم والتي تمثل تهديدًا خطيرًا عليهم". وأوضحت الشبكة الأمريكية أن أهمية "العدناني" داخل صفوف داعش كانت تتجاوز وظيفة المتحدث الرسمي، واصفة إياه بأنه أكثر وجوه التنظيم ظهورًا، وكان الأول في إعلان ما يسمى "دولة الخلافة" قبل البغدادي نفسه. وأشارت إلى أنه كان أكبر كثيرًا من متحدث رسمي، إذ كان معروفًا بإصدار أوامر لعناصره في التنظيم بتنفيذ هجمات تستهدف الدول المشاركة في التحالف الذي يقوده الولاياتالمتحدة ضد داعش، بل أن المخابرات الغربية تعتقد أن أوامر هجمات باريس صدرت منه شخصيًا. ولفتت "سي إن إن" إلى أنه كان يفعل ذلك باعتباره أحد مشرفي خدمة أمنية داخل التنظيم تحمل اسم "أمنيات"، وتتضمن وحدة العمليات الخارجية المنوط بها تنفيذ الهجمات الخارجية في عقر دار الغرب، وفقًا لما ذكره عدد من أتباع "داعش" الذين ألقي القبض عليهم وخضعوا للاستجواب خلال العامين الماضيين بينهما الجهاديان الفرنسيان فايز Bouchrane ورضا Hame واللذان ذكرا اسم العدناني كقائد ل"أمنيات". ونوهت إلى أنه في يونيو 2014، كان العدناني أول من أعلن "خلافة" داعش على أجزاء من سورياوالعراق، مشيرًا إلى هدف التنظيم لأن يصبح كيانا حاكمًا، وفي أغسطس 2014، وضعت الولاياتالمتحدة العدناني ضمن قوائم الإرهابيين ورصدت مكافأة 5 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى التوصل لمكانه. نيوزي: العدناني مهندس الذئاب المنفردة موقع نيوزي الأمريكي وصف العدناني بأنه "مهندس إستراتيجية الذئاب المنفردة". وأشار الموقع إلى أنه "ليس واضحًا حتى الآن من أو ماذا تسبب في قتله، حيث اكتفى داعش بالقول: "العدناني استشهد بينما كان يقوم بجولة تفقدية لمنطقة عمليات مقاومة الحملات العسكرية في حلب". وقلت وكالة رويترز عن مسؤول بالبنتاجون لم تكشف عن هويته: إن "ضربة جوية أمريكية قتلت مسؤولًا بارزًا بتنظيم داعش الثلاثاء". بينما اعتبر الموقع أن مقتل العدناني يمثل "انتصارًا هائلًا" لقوات التحالف الدولي الذي يحارب داعش، لافتًا إلى أنه كان مُشرفًا على عملية الدعاية للتنظيم، وصاحب فكرة إستراتيجية الذئاب المنفردة التي تستهدف تنفيذ عمليات في دول غربية من خلاص أشخاص لا يرتبطون بالتنظيم إلا وجدانيًا عبر استلهام الأفكار. من جانبه قال توماس جوسكيلين المسؤول بمؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات": إن "العدناني أكثر من مجرد ناطق باسم التنظيم، لكنه أحد أصحاب القرار ب"نعم" أم "لا" على قمة هرم داعش". ولفت الموقع إلى أن المتحدث باسم داعش، كان أحد ثلاثة ناجين من مؤسسي التنظيم الأصليين البالغ عددهم 43، وكان مرشحًا لقيادة التنظيم حال مقتل أو وفاة البغدادي. فاينانشيال تايمز: مقتل العدناني ضربة جديدة لداعش في وقت تراجعه اعتبرت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، أن موت الشخصية الأكثر ظهورًا للتنظيم سيمثل ضربة شديدة لداعش، في وقت يواجه فيه تراجعًا عسكريًا في سورياوالعراق. ونقلت عن مسؤولون أمريكيون قولهم: إنهم "ما زالوا يبحثون في مدى صحة تقارير وفاة المتحدث الرسمي للتنظيم". وأشارت إلى أن العدناني كان مسؤولًا عن جهود الدعاية داخل داعش، بما في ذلك ظهوره في مجموعة من الفيديوهات البشعة التي نشرت بغرض تجنيد المزيد لصالح التنظيم، بالإضافة إلى أنه كان مصدرًا لتوصيل سلسلة من الرسائل المعادية للغرب، مثل دعوته في وقت سابق من العام الجاري إلى تنفيذ عمليات إرهابية ضد "الأعداء" أثناء شهر رمضان الذي وصفه بشهر الغزوات والجهاد وإلحاق خسائر بالكفار في كل مكان. كما يعتقد أنه كان يلعب دورًا تنفيذيًا داخل التنظيم، يتمثل في ترتيب أوضاع مسؤولي التنظيم بالأقطار الأجنبية، وتنظيم الهجمات في المواقع المستهدفة أمثال باريس وبروكسل. وأوضحت "الصحيفة" أن العدناني، سوري الجنسية، 39 عامًا، كان واحدًا من الشخصيات الرئيسية المرتبطة بداعش منذ البداية، وتحديدًا منذ أكثر من 10 سنوات بعد الغزو الأمريكي للعراق، حينما كان التنظيم معروفًا باسم قاعدة العراق". ونقلت "وكالة أعماق" رسالة طويلة من داعش تشير إلى مواصلة المقاومة بالرغم من موت العدناني، جاء فيها أن "دماء الشيوخ سيجعلنا أكثر حزمًا للمضي قدمًا في طريق الجهاد، وأخذ الثأر وتنفيذ هجمات". وأشارت فاينانشيال تايمز إلى أنه في الأسابيع الأخيرة، منى داعش بعدد من الهزائم الهامة، أبرزها في الفلوجة العراقية ومنبج السورية. وصرح الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكية: "مقاتلو داعش في منبج تلقوا أوامر من قائد التنظيم أبو بكر البغدادي بالقتال حتى الموت، لكنهم لم يتبعوا تعليماته". وعبر "فويتل" عن أمله في استعادة القوات العراقية السيطرة على الموصل، معقل داعش بشمال العراق، قبل نهاية العام.