المنازل مشيدة فوق المقابر الفرعونية وتتهاوي بسبب ضعف التربة.. والمسئولون هنبعت لجنة الموت قادم لا محالة والكارثة ستحل اليوم أو غدا هناك في «مساكن الطارف» بمدينة القرنة بالأقصر، حيث تتهاوى المنازل المشيدة بالطين فوق المقابر الفرعونية على رؤوس أصحابها، وعلى مرمي البصر يقف المسئولين كخشب مسندة على الرغم من انهيار منازل بالفعل ومقتل من فيها وكأنهم ينتظرون مزيدا من الموتى أسفل الركام ولسان حالهم «مالناش دعوة».. «التحرير» تدق ناقوس الخطر من جديد، على الرغم من سابقة تحذرينا من انهيار المنازل نتيجة ضعف التربة ولم يتحرك أحد حتى تداعي أحد المنازل فوق رؤس من فيه ليقتل ربة المنزل ويصيب أطفالها. أزمة مساكن الطارف ترجع لسنوات عديدة مضت حيث شيد أجداد السكان تلك المنازل من الطين ليعيشو فيها، فوق المقابر الأثرية، لكنها استفحلت مع قيام الأهالي بحفر دورات مياه وخزانات للصرف الصحي، على عمق ثلاثة أمتار، مامثل حملا على التربة الرخوة في الأساس لتهوي بالمنازل إلى الأسفل. وكشفت «التحرير» عن تلك المعاناة التي تهدد أهالي منطقة الطارف بمدينة القرنة غرب الأقصر، ونتج عنها انهيار أحد المنازل ووفاة سيدة وإصابة زوجها ووالدته مرتين بعد بناء المنزل مرة أخرى دون تحرك من المسئولين، مما زاد الأمر سوءً ليتحول إلى كارثة حقيقة بعد تصدع عديد من المنازل و إنهيار البعض، آخرها نجاة أسرة من الموت المحقق لسقوط منزلهم خلال الأيام الماضية. وتقول حكيمة اليمني، من أهالي الطارف، «كنا قاعدين في البيت وسمعنا صوت البيت بيقع، وطعلنا نجري ونصرخ، وبعد شوية انهار من الداخل، ومش عارفين نروح فين ولا نيجي منين». وواصلت حديثها، «أنا وابني وعياله ساكنين في البيت، وهو شغال على "توك توك" واللي بيجيبه بنأكل بيه، واشتكيت في المجلس قالولي روحي المركز، والمركز بعتوني النقطة أعمل جواب، ورجعت للمجلس تاني وطلعلنا واحد شاف البيت وقال روحوا الشئون». وتابعت «روحنا الشئون قالولي إنت ليكي تأمينات بتقبضيها وملكيش حاجة عندنا، وهي 320 جنيه اللي بقبضها، لا حد سأل فيا ولا عارفين نعمل ايه، احنا عايزين الرئيس ييجي يشوفلنا حكاية البيت». وذكر سيد ح، أحد السكان:«بيتي كان دورين وهبط بقى مساوي الأرض، وبعد كدا روحنا المجلس وعملنا شكاوي وقالو هنديكم بيوت ومحدش سأل، وكل ما يقع بنبنيه تاني ونسكن لأننا مش قادرين نسكن في إيجار»، مشيرا إلى أن السبب هو قيام بعثات للآثار بتفريغ المقابر الفرعونية المتواجدة تحت الأرض مما جعل المنازل تتساقط، متابعا «مش لاقيين مكان، قولنا أدونا أرض مدوناش وقولنا شقق مدوناش». وتوضح زوجته، «بيتنا كل يوم تقع منه حته، وبنقعد متشردين لحين ما نبنيه، وابني بيته وقع وساكن حاليا في أوضة، وكل عيل من عيالي عايش في مكان، لأنهم مش عرفين يسكنوا معانا، ومعندناش مقدرة نبني». وتابعت «جارتي بيتها وقع وماتت فيه، ومحدش سأل فيها، والله بعد ما بنوه وقع تاني، و فيه منزلين تاني بتوع جيرانا واقعين ومحدش سائل فينا». وتضيف زينب صديق «عفشنا في الأرض وفي الشمس، وقاعدين تحت رحمة سيدنا، هيا أوضة واتشقت نصين، وقالو جايين هنديكم شقق ومحدش جانا، الحكومة بتدي الناس الأغنياء شقق والناس الغلابة الجعانة مش بيدوها". ويوضح أحمد الأمين، «المنطقة كلها آيلة للسقوط لأن دورات المياه مفتوحة على الأرض ومحدش بيكسح، عندنا بيت واتنين وتلاتة وقعوا، روحنا الشئون وقدمنا في الإسكان ومفيش حل، كل اللي بيعملوه تيجي لجان تحصيل حاصل». واختتم أحمد ابراهيم من أمام مقبرة فرعونية أسفل المنزل «البيت فوق المقبرة وفي أي لحظة ممكن يقع بينا، احنا عايزين اللي ييجي يشوفنا». ومن جانبه أشار المهندس محسن مصطفى، وكيل وزارة الإسكان بالأقصر، إلى ارسال لجنة لمعاينة المنازل ودراسة المشكلة لايجاد الحل المناسب لها.