في خطوة تؤكد أن «الميوعة» صارت عنوانا لهذا البلد قرر حزب مستقبل مصر، اختيار المهندس أحمد عز أمين التنظيم في الحزب الوطني المنحل رئيسًا شرفيا له، كما جاء على لسان الأستاذ عمرو عمارة الرئيس التنفيذي للحزب في حواره مع الإعلامي وائل الإبراشي. لماذا «الميوعة»؟ لأن النظام الذي أعقب خلع مبارك لم يحسم أمورًا كثيرة بشأن المستقبل السياسي لهذا البلد، فالملايين التي ثارت في يناير وطردت مبارك من عرين الرئاسة لم تستطع أن تفرض رؤيتها للمستقبل بشكل واضح وحازم، هذه الرؤية التي تقوم على حرمان كل من أفسد الحياة السياسية في مصر من العمل السياسي بشكل مباشر أو غير مباشر، وكان السيد أحمد عز واحدًا من هؤلاء الذين أسهموا في إفساد الحياة السياسية من خلال موقعه المرموق في الحزب الوطني المنكوب، الأمر الذي يثير الشفقة على أولئك الذي أعادوا إحياءه مرة أخرى واختاروه رئيسًا شرفيا لحزبهم! اللافت أن أول قرار اتخذه مبارك عقب اندلاع الثورة هو إقالة أحمد عز من موقعه في الحزب الوطني حتى يمتص غضب الشارع، وهو تصرف ذكي من مبارك، لكن بعد أن فات الأوان، لكن جماعة حزب مستقبل مصر، نسوا أو تناسوا هذه الواقعة، وأجمعوا على نفخ الروح في واحد تلقى اللعنات من الشعب قبل وبعد الثورة وفي أثنائها. لا ريب في أن حزب مستقبل مصر، محروم من الكياسة السياسية، وأن قيادته لا تعرف شيئا عن المزاج العام للشعب، ذلك أن اختيار أحمد عز رئيسًا شرفيا يثير الشكوك والريب، فهل يسعى الحزب إلى مخاطبة ود رجل الأعمال من أجل الحصول على دعم مالي؟ هل أحمد عز ينفق على الحزب سرًّا ونحن لا نعرف وأصبح تواقا للظهور بوضوح؟ هل النظام يخطط لإعادة أحمد عز للواجهة ليصبح مضغة الأفواه فينصرف الناس عن نقد الحكومة وعيوبها التي لا تنتهي؟ أسئلة كثيرة تطرحها خطوة إعادة أحمد عز إلى الحياة السياسية، لكن المؤكد أن حزب مستقبل مصر، ورئيسه الشرفي أحمد عز لن يعبرا بحال من الأحوال عن أحلام الملايين التي ثارت في «يناير» و«يونيو» من أجل تشييد مجتمع أكثر عدلا وحرية وجمالا.