قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنّ حكومته تحرص على أنّ تكون جميع إجراءاتها في إطار القانون، وأنه إذا أقر البرلمان تطبيق الإعدام فسيوافق عليه، متهمًا الانقلابيين بتأليه الداعية فتح الله جولن. وأضاف أردوغان في لقاء تلفزيوني، "أنّ محاولة الانقلاب بدأت في الليل أثناء قضائه إجازته في فندق بمدينة مرمريس، وتلقيت الخبر الأول من صهري، ولم أصدق الخبر في البداية، لكن التطورات أثبتت صحته". وأوضح أردوغان، أنّه اتصل بمستشار المخابرات الوطنية لبحث سبل مواجهة الانقلاب، وأنه أجرى عدة اتصالات لعقد مؤتمر صحفي يطالب فيه الشعب بالتحرك والنزول إلى الميادين العامة، لافتًا إلى أنه تولى منصبه بناء على أصوات 52% من الشعب، فلا ينبغي عزله إلا برضا الشعب، وهو الأمر الذي دفع الشعب للاستجابة إلى طلبه بالنزول فورًا. وأكد أردوغان أنه انتقل إلى دالامان على متن مروحية ثم إلى أسطنبول، وأنه واجه خلال تلك الرحلة صعوبات عديدة، إلا أنّ الأمور أصبحت تحت السيطرة كليًا خلال 12 ساعة. وتابع أردوغان، من داخل المجمع الرئاسي في أنقرة، اكتسبنا من التجارب السابقة خبرة جيدة في التصدي لمحاولات الانقلاب، معتبرًا أن تصريحات العديد من المسؤولين -مثل قائد الجيش الأول والمدعي العام- كان لها دور في دعم السلطة الشرعية. وقال إنّه لا يعرف عدد المتورطين في محاولة الانقلاب الفاشلة، إلا أنهم أقلية تنتمي إلى ما أسماها "حركة جولن الإرهابية". وردًا على سؤال عن دور المخابرات، قال أردوغان إنّه ربما كانت هناك ثغرة في جهاز المخابرات، وإنّه لو كان يعمل بشكل جيد لما تولدت "الخلية الإرهابية" التي حاولت الانقلاب من الأساس، مؤكدًا في الوقت نفسه وجود ثغرات في كل الأجهزة الاستخباراتية حول العالم حيث تقع عمليات إرهابية عديدة. وفيما يتعلق بملاحقة المتهمين، قال "لدينا العديد من الشكوك والمشتبه بهم، ولكن القوانين كانت تقيدنا في اعتقالهم"، مضيفًا أنه بعد التأكد من دور جماعة جولن في محاولة الانقلاب قدّمت أجهزة المخابرات ما لديها من معلومات فتمت مواجهتها بشكل سريع. وأقر الرئيس التركي بأنه تم حتى الآن توقيف 9004 أشخاص عن العمل واعتقال 1933 آخرين، مؤكدًا أنه مع ذلك لم يحسم الأمر بعد، وأنّ المعتقلين قد يصرحون بأسماء متورطين آخرين أثناء التحقيق، وشدّد على حرص حكومته على أن تكون جميع إجراءاتها في إطار القانون. وتعليقًا على الانتقادات التي توجهها دول غربية لحملة الاعتقالات والتوقيفات، قال أردوغان ألم تقم فرنسا بعملية توقيف جماعية وإعلان حالة طوارئ ثم تمديد لعدة أشهر؟ وأضاف أن ذلك تم من أجل سلامة البلاد، وبما أن محاولة الانقلاب جريمة فلا بد للدولة أن تلقي القبض على المسؤولين وتحيلهم إلى القضاء. وانتقد أردوغان تصريحات لوزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت بهذا الشأن، وقال إنّ عليه أن يتلقى دروسًا عن الديمقراطية من تركيا، لافتًا إلى أن بلاده تستضيف ثلاثة ملايين لاجئ عراقي وسوري بينما تغلق فرنسا أبوابها في وجه اللاجئين. وأكد الرئيس التركي، أنه سقط أكثر من 200 شخص -بعضهم تحت الدبابات- خلال المحاولة الانقلابية، وقال إنّ التصدي لها لا يعني القضاء على منظمة فتح الله جولن، وإنّ القضاء على المحاولة لن يكون النهاية أيضًا فربما تكون هناك مخططات أخرى. واعتبر أردوغان أنّ إعادة عقوبة الإعدام بيد الشعب وأن الشعب يريد ذلك، وأضاف أنه إذا اتخذ البرلمان قرارًا بتطبيق عقوبة الإعدام فسيوافق عليه فورًا. ورأى الرئيس التركي أن الانقلابيين يعتبرون زعيمهم جولن في مرتبة الإله، وأكد أن بلاده قدمت للولايات المتحدة التي يقيم فيها جولن أدلة على تورطه في المحاولة الانقلابية، مطالبًا بتسليمه إلى تركيا. وفيما يتعلق بإسقاط الطائرة الروسية، قال أردوغان إنه لم يتبين بعد هل كان إسقاطها مرتبطًا بالمجموعة الانقلابية، لكنه أكد أن الطيارين المسؤولين عن ذلك يخضعان حاليًا للتحقيق، وأن القضاء سيكشف الحقيقة.