كشفت مأساة عقر أحد الكلاب المسعورة لطفلة بمستعمرة السد العالى شرق بأسوان بعد أن نجت من الموت المحقق، ووفاة طفل آخر متأثرًا بجراحة فى نفس المنطقة بعد مهاجمة كلب ضال له، النقاب عن المأساة الحقيقية التى يعيشها عدد من المناطق الشعبية بأسوان من جراء مهاجمة الكلاب الضالة لها، فى ظل توقف حملات مقاومة كلاب الشوارع التى كانت تنفذها أجهزة الأمن بالتنسيق مع الطب البيطرى خلال الفترة الأخيرة، والتى كان يطلق عليها أهالى أسوان حملات "السماوى" نسبة إلى الشخص الذى كان يقوم بقتل وصيد الحيوانات الضالة من الشوارع. يقول أسامة منصور عامل ومقيم بمنطقة المحمودية بأسوان، إن مشكلة الكلاب المسعورة تحولت إلى واقع مرعب لدرجة أن الشخص لا يستطيع الخروج من منزله ليلًا، وخاصة خلال أوقات صلاة الفجر فى ظل انتشار الكلاب بشكل كبير فى الطرق والشوارع بحثًا عن الطعام، الأمر الذى يحول الشوارع إلى غابة حقيقية، حيث إن معظم الأسر فى المنطقة التى أقيم فيها تعيش قلقًا دائمًا خشية على أرواحها وأرواح أولادها، إضافة إلى ما تحدثه هذه الكلاب من إزعاج وضجيج نتيجة النباح المستمر خاصة في فترات الليل.
وقال أحمد تقى موظف بالسد العالى ومقيم بمنطقة السد العالى شرق، إن ابنته كادت تكون فى عداد الأموات لولا تدخل العناية الإلهية فى الوقت المناسب، حيث إنه أثناء خروجه من المنزل لعمله فى السابعة صباحًا خرجت ابنته من خلفه لتودعه أمام باب المنزل، إلا أنه فوجئ بأحد الكلاب المسعورة يقوم بمهاجمتها وجرها وسحلها لمسافة تصل إلى 4 أمتار فى محاولة لافتراسها، الأمر الذى دفعه لسرعة تخليص ابنته من فك الكلب بدافع من الأبوة، إلا أنه استطاع إحداث عدد من الإصابات الخطيرة بها والتى تعالج منها إلى الآن، إضافة الى الحالة النفسية السيئة التى أصابتها.
وتابع الأب حديثه، قائلًا: إنه حاول الوصول إلى محافظ اسوان اللواء مجدى حجازى ولكن تم منعه على حد قوله، وذلك لنقل معاناته ومعاناة أهالى المنطقة بسبب انتشار الكلاب الضالة فى الشوارع بشكل يهدد حياة وسلامة المواطنين وخاصة الأطفال، خاصة بعد أنه وفاة طفل أيضًا منذ أيام فى المنطقة نفسها على يد كلب ضال.
وطالب الأب أجهزة الأمن بالتنسيق مع الطب البيطرى لعودة ما يطلق عليه "السماوى"، وهو الشخص المكلف بقتل وصيد الحيوانات الضالة من الشوارع.
من جهته، أكد مصدر بيطرى مسئول بأسوان أن توقف حملات مقاومة الكلاب الضالة فى الشوارع خلال الفترة الماضية ترجع لارتفاع أسعار السم واللحوم، التى كانت تستخدم ضمن أساليب المقاومة، حيث يصل سعر كيلو السم إلى 4 آلاف جنيه. وقال المصدر إن زيادة أعداد الكلاب فى الشوارع دائمًا ما يكون مرتبطًا بموسم التزاوج، حيث تتكاثر الكلاب ودائمًا ما تبحث عن الطعام خلال تلك الفترة الأمر الذى يعود بالخطورة على المواطنين وخاصة الأطفال.
وأضاف أنه عقب تعرض طفلة بالسد العالى إلى مهاجمة كلب مسعور لها، بدأت على الفور حملات فى الشوارع وخاصة بمنطقة مستعمرة السد العالى لمقاومة الأنواع المفترسة من الكلاب.