"حياة وجيه غالي ..الأديب المعروف في إسرائيل".. هكذا بدأ موقع "مكوميت" الإخباري العبري، تقريره المطول الذي خصصه عن الأديب المصري وجيه غالي وروايته "بيرة في نادي البلياردو". وقال موقع "مكوميت": "الرواية عن بطل شاب مفلس يبحث عن المتعة يقع في غرام يهودية مصرية ماركسية، واشتهرت هذه الرواية في بداية سنوات الستينيات من القرن الماضي في لندن، وتم ترجمتها للعبرية وصدرت في إسرائيل عام 1964، وذلك بعد أقل من عام من ظهورها في العاصمة البريطانية". غالي لم يحظ بالشهرة في حياته أو مماته وذكر "مكوميت": "غالي زار إسرائيل بعد حرب 67، وكانت انطباعاته وملحوظاته التي سجلها عنها في هذه الفترة متأثرة بالسلام مع العرب كما لو كانت مكتوبة بالأمس، ورغم روعة الرواية لم يحظ غالي بالشهرة في حياته ولا حتى في مماته، وكان منسيًا تمام لولا أن طلبة وأساتذة أمريكيين وبريطانيين كانوا يحبون قراءة أعماله". وأضاف الموقع: "أحداث الرواية تدور في فترة الخمسينيات، بعد فترة من تولي جمال عبد الناصر لرئاسة البلاد، وبطلها هو رام، شاب ولد لإحدى العائلات الثرية، وتدير أعمال تجارية وعمليات مراهنة، ورغم ثراء العائلة، يعاني رام من الإفلاس المالي، ويتوفى والده عندما يكون شابًا ولا يترك لابنه وأرملته شيئًا، ولهذا يضطر الاثنان إلى الاقتراض من أفراد العائلة وأصدقائهما للحفاظ على مستواهم المعيشي الذين اعتادا عليه". يقع في غرام فتاة يهودية تعتنق الفكر الماركسي ولفت الموقع إلى أن: "رام يظهر من الصفحات الأولى كشخص باحث عن المتعة يحب تناول البيرة، كما يتظاهر ضد نظام حكم عبد الناصر والتواجد البريطاني في قناة السويس، ويقع في غرام (عدنا)، شابة يهودية مصرية تعتنق الفكر الماركسي، التي تفتح أمامه عالمًا ثقافيًا وسياسيًا لم يكن ليعرفه من قبل". وأوضح: "من خلال المغامرات الجنسية والرومانسية وأقداح البيرة، يصف غالي الفجوة الاجتماعية العميقة بين الأقليات وغيرهم في مصر، وتتلخص أزمة رام في أنه يشارك في النضال القومي العربي ضد بريطانيا و فرنسا، وفي نفس الوقت تثير إعجابه الثقافتان الفرنسية والإنجليزية". إسرائيلي اشترى حقوق الترجمة ونشرها بالعبرية وقال الموقع: "غالي كتب هذه الرواية في بداية سنوات الستينيات حينما كان يعمل في أحد المصانع الألمانية، وزعم أنه اضطر إلى الهروب من مصر بسبب نشاطه السياسي ضد نظام عبد الناصر، ولا توجد أدلة على هذا الأمر، وهناك مكان للشك فيما يقوله غالي". وأضاف: "ديانا اثيل، الناشرة الأدبية المشهورة التي عملت مع الأدباء فيليب روث وسيمون دي بوفوار وجون افديك، كانت صديقة مقربة لغالي وحكت أنه كان يفرض تعتيمًا على ماضيه ويلقي على نفسه ظلالًا من الغموض، والرواية وصلت إلى أيدي مترجم إسرائيلي باسم أوري باز، الذي لم يآل جهدًا لشراء حقوق الترجمة للرواية، ونشرها بالعبرية". دبلوماسي مصري اتهم غالي بالخيانة والعار ولفت الموقع إلى أنه: "بعد عودة غالي من زيارته لإسرائيل، ألقى محاضرة في إحدى الجامعات البريطانية تحدث فيها عن انطباعاته وملاحظاته التي سجلها خلال وجوده في دولة اليهود"، مشيرًا إلى أنه "خلال المحاضرة قام أحد الأشخاص العاملين بالسفارة المصرية في لندن وصرخ في وجهه متهمًا إياه بالخيانة وجلب العار على الشعب المصري والأمة العربية بسبب موافقته على زيارة إسرائيل". وأضاف: "وفقًا لأصدقاء مقربين من غالي، فقد كان الأمر صعبًا عليه وبعد أقل من عام من هذا الحدث؛ تناول جرعة زائدة من حبوب النوم، تاركًا ورائه رسالة انتحار، ليموت بعدها ب10 أيام في المستشفى"، وذكرت أنه "قبل 3 سنوات ونصف، تم ترجمة الرواية للعربية ووصلت للقاهرة والإسكندرية، وذلك بعد 50 عامًا من ترجمتها للعبرية". واختتم تقريره: "غالي لم يعش حتى يرى السادات وهو يزور إسرائيل لإلقاء خطاب في الكنيست، كما لم يرى تل أبيب وهي تخرج من سيناء أو توقيع اتفاق السلام بين القاهرة وتل أبيب".